رمضان شهر ماذا
هذه هي الحقيقة عند البعض فشهر رمضان بات شهر للتسوق والموائد ومتابعة المسلسلات والأفلام الرمضانية وكأن اشهر السنة ليست محطة لتلك الممارسات والأفعال . شهر رمضان مختلف درامياً فالقنوات الفضائية في سباق سريع وتنافس محموم لإقتسام كعكة نسبة المشاهدة فالقنوات الفضائية مزدحمة هذه الايام بالإعلانات الدرامية للمسلسلات والأفلام ,ومختلف أيضاً "شهر رمضان " تسوقاً فالأسعار ترتفع بشكل تصاعدي وملحوظ بلا مبررات معقنة للمستهلك الذي بات يفكر كثيراً في بدائل لجشع التجار الذي لم تستطع وسائل الرقابة كسره أو الحد منه . الثقافة الإستهلاكية ليست بغائبة عن المجتمع بل نائمة على رصيف التوعية الحاضن للكثير من المشكلات , فالثقافة الإستهلاكية بحاجة لتعزيز والمجتمع لا ينتظر توعية بقدر ما ينتظر بدائل ورقابة للأسعار تعزز الثقافة الإستهلاكية , فتوفير بدائل تسويقية إستهلاكية ووجود رقابة صارمة وتنظيمات تموينية تحد من الإرتفاع المتكرر بأسعار المواد الغذائية يعززثقافة الإستهلاك بالمجتمع فالحلقات لابد أن تكون مترابطة بعضها ببعض ولا يمكن فصل حلقة عن أخرى إذا أردنا ضبط الإستهلاك والأسعار عند معدلاته الطبيعية ! الفنون وسيلة حضارية ثقافية تسهم بشكل مباشر وغير مباشر في توعية المجتمعات وتقدمها ودراسة خلفياتها التاريخية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية , وهي "الفنون" وسيلة تاريخية تحتل المرتبة الثانية بعد الأثار , لكن تلك الفنون ومن ضمنها الدراما والفن السابع والمسرح لا ينقصها التفسخ والتمييع , فدخلاء الفنون شوهوا الفن وجعلوه محط إتهام وتهكم داخل المجتمعات المتعطشة للفنون بمختلف أنواعها , دخلاء الفن الصوتي البصري "سينما ,مسرح ,دراما الخ " حولوه إلى وسيلة تجارية بحته ذات أهداف يمكن تصنيفها لجرائم الإتجار بالبشر , والمقصود بدخلاء الفن ليسوا الكتاب والمخرجين والممثلين فقط بل الرعاة ومن في حكمهم , تكاثر دخلاء الفن سببه غياب جمعيات الثقافة والفنون والجمعيات المهنية المعينية بالفنون الصوتية عن الواقع وغياب ميثاق شرف العمل عن واقع الأعمال الفنية الصوتية البصرية . شهر رمضان شهر الروحانية والطمأنينة , وأكثر ما يؤثر في روحانية الشهر الفضيل بعض المسلسلات المتفسخة التي باتت تتكرر عاماً بعد عام في شهر رمضان فأين تلك المسلسلات ومن يقوم عليها طوال العام . الفن وسيلة تناقش قضايا المجتمع بحكمة وتعقل وإستقلالية وكم من قضايا كانت في الماضي خلف أبواب مغلقة يلفها الظلام ويعتريها الخيال , كشفها الفن بمختلف أنواعه ومدارسة خاصة الفنون الصوتية البصرية " مسرح , سينما , حكايا, دراما" لكن المجتمعات لا تحارب الفنون لأجل الفنون بل تحاربها لأنها إما أنها تكشف واقع مظلم أو أنها تتجاوز خطوط حمراء في تجاوزها إساءه للقيم الثابتة ,لكي يتقبل المجتمع الفنون يجب على رعاة الفنون من جمعيات مهنية فنية البحث عن الية تحمي الفن كوسيلة من الدخلاء الذين شوهوا الفنون وحولوها لتجارة أجساد وأحداث ؟ ليسوا الدخلاء على الفن هم السبب بل غياب الجمعيات الفنية عن الواقع وعدم وجود معاهد وكليات تدرس الفنون أكاديمياً , كان أولى بمن يقوم على جمعيات الثقافة والفنون والجمعيات المهنية داخل الوطن وخارجة مقاومة بعض القنوات التي تتحرى شهر رمضان لتبث للمشاهد مسلسلات أقل ما يقال عنها أنها هابطة وتهدم الحقيقة في كثيرٍ من الأحيان , فتلك القنوات أهدافها تجارية ولا يهمها مواثيق شرف المهنة الإعلامية والفنية في الغالب,من الأولى إستبدال بعض المسلسلات بأفلام تاريخية روحانية تنسجم مع روحانية شهر رمضان المبارك .. الريموت بيدك وأنت الحكم مقولة تصدق في كثرٌ من الأحيان فالأذواق تختلف من مجتمع لأخر ومة شخص لأخر لكن إختلاف الأذواق لا يبرر تفسخات وتجارة أجساد شوهت الفنون والمجتمعات , المستهلك ضحية لاريموت كنترول ينقذه يردد ليس بيدي ريموت يمكنه التحكم في الأسعار الموسمية التي باتت خارج نطاق الرقابة والسيطرة , فريموت القنوات الفضائية يمكنه تغيير قناة وحذف أخرى لكنه لا يستطيع تغيير واقعاً بات يهدد ميزانية الأسر ويثقل كاهلها !!
التعليقات (0)