{ بِــسْــمِ اللهِ الرّحــمــَنِ الـرّحِـيـمْ }
(رَمَضــَانُ شَهْرُ الغُفْرَانِ وَالرَّجَاءْ )
بِمُنَاسَبَةِ حُلوُلِ شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ ,وجه الشاعر جميل الكنعاني ابا نادر ابن ياصيد البار المقيم بالرياض
هَذِهِ القَصِيدَةِ إِلىَ الأُمَّتَيْنِ العَرَبِيَّةِ والإِسْلاّمِيَّةِ حَيْثُ لاَ يَخْفىَ حَالَهُماَ عَلىَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَىَ فَإِلَيْهِ المُشْتَكىَ وَالرَّجَاءَ بِأَنْ يُغَيِّرَ الحَالَ إِلىَ أَحْسَنَ مِنْهاَ وَيَتوُبَ عَلَيْهِمَا وَأَنْ يَغْفِرَ ذُنوُبَناَ وَماَ النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِهِ سُبْحَانَهُ.
رَمَضَانُ شَهْرُ الجُـوُدِ وَالإِحْسَـانِ
فَضْلُ الغَفُـورِ يُحِيـطُ بِالإِنْسَـانِ
بِشَرِيعَـةِ الإِسْـلاَمِ رُكْـنٌ رَابِـع
مَـلأَ القُلُـوبَ بِوَفْـرَةِ الإِيِـمَـانِ
في ِالأَصْلِ تَأْدِيَةُ الفَرَائِضِ وَاجِـبٌ
وَبِهَـا نَفُـوزُ بِصِحَّـةِ الأَبْــدَانِ
رَمَضَانُ أَرْسـىَ لِلتَّآلُـفِ مَنْهَجـاً
وَالحُسْنُ فِيـهِ تَقَـارُبُ الجِيِـراَنِ
تَتَواَتَـرُ الرَّحَمَـاتُ عِنْـدَ قُدُومِـهِ
وَلَدىَ الـوَداَعِ نَـؤُوبُ بِالغُفْـرَانِ
إِدْراَكُنَـا حَـاَلَ الفَقِيـرِ وَعَـوْزَهُ
وَالعَوْنُ صَـارَ طَبِيِعَـةَ الإِخْـوَانِ
سِمَةُ التَّكَافُلِ وَالتَّضَامُـنِ تَنْجَلِـيِ
وَالصَّبْـرُ لُـبُّ سَمَاحَـةِ الأَدْيَـاَنِ
وَتَضَوَّرَتْ مُهَجُ الجِيَـاعِ حَبِيسَـةً
يَعْفُوُ الرَّؤُوفُ بَواَعِـثَ النِّسْيَـانِ
تَفْطِيرُ بَعْـضِ الصَّائِمِيـنَ مَآثِـرٌ
حَسَنَاتُهَا كَالطَّـوْدِ فـيِ المِيِـزَانِ
وَقْتَ الغُرُوبِ عَلىَ الَموَائِدِ نَحْتَفـي
بِالفِطْـرِ بَيْـنَ أَطَايِـبِ الأَلْـوَانِ
بِنَهَـارِهِ وَطْءُ الحَـلاَلِ مُـحَـرَّمٌ
وَبِلَيْلِهِ نَصْبُـوا إِلـىَ الأَحْضَـانِ
مَنْ لاَ يَفِيءُ مِنَ التُّقَـى بِنَصِيِبِـهِ
تَاللَّـهِ بَـاءَ بِأَفْـدَح ِالخُـسْـرَانِ
يَـا مُحْسِنًـا بِصِيَامِـهِ وَقِيَـامِـهِ
أَنْـتَ الحَفِـيُّ بِنِعْمَـةِ الرَّحْمَـنِ
دَاوِمْ عَلىَ الخَيْرَاتِ تِلْـكَ فَضِيلَـةٌ
فـيِ سَائِـرِ البُلْـدَانِ وَالأَزْمَـانِ
بِتَدَبُّـرِ الآيَـاتِ خَيْـرُ تِــلاَوَةٍ
وَالبَدْءُ بِسْـمِ اللَّـهِ سَبْـعُ مَثَانـيِ
فيِ لَيْلَةِ القَـدْرِ العَظِيمَـةِ أُنْزِلَـتْ
إِقْـرَأْ وَرَبُّـكَ غُـرَّةُ الفُـرْقَـاَنِ
إِبْلِيـسُ يُدْبِـرُ خَاسِئًـا وَمُصَفَّـداً
حَجَـبَ الإِلَـهُ مَكَائِـدَ الشَّيْطَـاَنِ
وَعَدَ الشَّفِيِـعُ المُصْطَفـىَ أَتْبَاعَـهُ
سِمَةُ الدُّخُولِ تَمُـرُّ فـيِ الرَّيـَّانِ
لِلْمُؤْمِنِـيـنَ القَانِتِـيـنَ لِرَبِّـهِـمْ
وَالفَائِزِيِـنَ بِجَـنَّـةِ الـرِّضْـوَانِ
وَالحُورُ كَاليَاقُـوتِ يَعْبِـقُ طِيِبُهـا
بِالمِسْـكِ وَالكَافُـوُرِ وَالرَّيْـحَـانِ
والعِيدُ مِـنْ لَـدُنِ الكَرِيـمِ هَدِيِّـةٌ
لِتَواَصُـلِ الأَرْحَـاَمِ وَالخِلاَّنِ
مَنْ صَامَ فيِ شَوَّالَ سِـتَّ نَوَافِـلٍ
عِنْـدَ التَّمَـاَمِ حِسَابُهَـا شَهْـرَانِ
أَجْـرُ العِبَـادَاتِ الحَنِيِفَـةِ مُحْكَـمٌ
إِلاَّ الصِّيَـامَ جَــزَاؤُهُ رَبَّـاَنِـيِ
رَمَضَانُ فِيهِ الفَتْحُ أَصْبَـحَ دَيْدَنًـا
فَوْقَ الرَّكَائِـبِ خِيِـرَةُ الفُرْسَـاَنِ
بَـدْءًا بِبَـدْرٍ وَالمَـلاَئِـكُ آزَروُا
مُلِـئَ القَلِيـبُ بِعُصْبَـةِ الأَوْثَـاَنِ
وَبِفَتْحِ مَكَّةَ كَاَنَ أَكْبَرَ شَاَهِدٍ
عَفْوُ الرَّسُوُلِ جَرَىَ بِكُلِّ لِسَانِ
وَالعَهْدُ مَنْ دَخَلَ البيُوُتَ فَآمِنٌ
وَأَجَاَرَ مَنْ قَصَدوُا أَبَاَ سُفْيَانِ
نَدِمَتْ قُرَيْشُ عَلَىَ الضَّلاَلِ وَأَسْلَمَتْ
هَذَا وَرَبِّيَ قِمَّةُ الإيِمَاَنِ
فِيهِ اِنْتِصَـارُ المُسْلِميـنَ مُـؤَزَّرٌ
حِطِّيـنُ حَيْـثُ نِهَايَـةُ الطُّغْيَـاَنِ
فيِ عَيْنِ جَالُوتَ الرُّؤُوسُ تَطَايَرَتْ
مُنِـيَ المَغُـولُ بِخَيْبَـةِ الخِـذْلاَنِ
بِزَمَانِنَا سِينَـاءُ حِيـنَ تَحَـرَّرَتْ
خُرِقَتْ خُطوُطُ الناَّرِ فيِ الجُـوُلاَنِ
أَرْضُ الجَنُوبِ مِنَ البُغَاثِ تَطَهَّرَتْ
بِجِهَادِ أَهْلِ الأَرْضِ فِـيِ لُبْنَـاَنِ
مَـوْلاي لاَ تَـدَعْ البِـلاَدَ فَرِيسَـةً
نُهِبَ العِرَاقُ وَعِيِثَ فـيِ الأَفْغَـاَنِ
وَالمُسْلِمُونَ بِأَيِّ جُـرْمٍ حُوصِـرُوا
وَالظُّلْمُ قَضَّ مَضَاجِـعَ الشِّيِشَـانِ
يَوْمَ اِفْتَرىَ الهِنْدُوسُ فُحْشَ جَرَائِـمٍ
هَدَمُـوا بُيُـوتَ اللَّـهِ بِالعُـدْواَنِ
وَيْحيِ عَلىَ كِشْميَر سَـادَ رِحَابَهَـا
عَسْـفٌ وَتَشْرِيِـدٌ بِـلاَ وُجْـدَانِ
رُزِئَـتْ سَراَيِيِفُـو بِفَقْـدِ عَلِيِّهَـا
وَالفَتْـكُ طَـالَ مَرَابِعَ الأَلْبَـاَنِ
وَسَطاَ الفِرَنْجُ عَلىَ المَصِيِرِ وَأَعْلَنوُا
حَرْبَ الصَّلِيِبِ بِلَهْجَـةِ الإِسْبَـانِ
لا َيَأْبَهُـونَ بِأُمَّـتـيِ وَغُثَائِـهَـا
فَكَأَنَّمَـا سِيِمَـتْ مَـعَ القُطْـعَـاَنِ
وَالغَرْبُ شُلَّ الدِّيِنُ فيِ دُسْتوُرِهِ
وَيُؤَيِّدُ المُرْتَدَّ وَالعِلْمَاَنِيِ
وَغَدَا الحِجَاَبُ عَلىَ الدَّوَامِ عَدُوَّهُ
وَأَبَاَحَ كُلَّ مَبَاَذِلِ السَّكْرَانِ
وَالقُدْسُ أَغْرَقَهَاَ اليَهُـودُ تَجَبُّـراً
شَبَحُ الدَّمَارِ يَحِلُّ فِـيِ الأَوْطَـاَنِ
سَرَقوُا تُرَابَ الأَرْضِ مِنْ مُلاَّكِهـاَ
رَسَمُوا الحُدُودَ بِأَبْشَـعِ الجُـدْرَانِ
خَلِّصْ فِلِسْطِيـنَ الأَسِيِـرَةَ رَبَّنَـاَ
ياَ ذاَ الجَـلاَلِ وَخَالِـقَ الأَكْـوَانِ
ياَ رَبِّ رَحْمَتَكَ الوَسِيعَـةَ نَرْتَجـِيِ
فيِ العَشْرِ تُعْتِقُنَـا مِـنَ النِّيـرَانِ
جــَمــِيــلُ الــكــَنْــعَــانِــيّ
الـــرِّيـَـاضْ 2004م
رَمَــضـَـانْ 1424 هـ
التعليقات (0)