المعارك الكبرى الفاصلة فى تاريخ الإسلام والمسلمين حدثت كلها فى رمضان، وكان النصر دائما حليف المسلمين فى هذه المعارك كبدر وفتح مكة وحطين وعين جالوت والعاشر من رمضان، وهذا أمرطبيعى، ففى رمضان تتجلى عوامل النصر وأسبابه .
فالنصر يحتاج إلى جهاد مرير للنفس أولا، ويحتاج ثانيا إلى صبر وثبات، ثم ثالثا يحتاج إلى قرب من الله واستمداد للعون منه، قال تعالى فى سورة الأنفال "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين، ولا تكونوا كالذين من خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط "
وكل هذه العوامل والأسباب تتحقق فى رمضان، ففى رمضان نتعلم الصبر بما نؤديه من عبادة الصيام والقيام، نصبر فيهما على الحرمان من الطعام والشراب والشهوة وعلى القيام بين يدى الله مدة طويلة، فتغرس هاتين العبادتين فينا الصبر والقدرة على التحمل ومجاهدة النفس وشهواتها، ومعروف أن مجاهدة النفس هى أولى الخطوات لخوض المعارك ضد أعداء الله والأمة والدين، عن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع: (ألا أخبركم بالمؤمن، من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب).
وفى رمضان نتعلم الثبات بما نثبت فيه على طاعة شاقة على النفس مدة طويلة.
وفى رمضان نحقق القرب من الله عز وجل وطاعة الله ورسوله، فتسمو الأرواح، وتحلق فى آفاق أرحب مع الملائكة، وتتطهر من الآثام والذنوب المهلكة الطاردة من الرحمة والتوفيق والعون، فنستجلب بذلك العون من الله وتوفيقه، فإذا رفعنا أيدينا إلى السماء نطلب النصر استحققنا الإجابة من الله، لأننا نرفع أيدينا بالدعاء بقلوب طاهرة ونفوس ذليلة خاضعة وجلة مشفقة وهذه حالة العبد التى يريدها الله ليستجيب له دعاءه .
التعليقات (0)