من يقول ان ظروفنا المعيشية لم تتغير؟، ومن يقول ان ميزانياتنا المنزلية لم تتغير بالمستوى الانفجاري لميزانية الدولة ؟. لا أحد ينكر اننا نستطيع شراء ما لذ وطاب من الطعام والشراب والثياب، بل ونستطيع شراء مختلف الأجهزة الكهربائية وغير الكهربائية صعوداً حتى السيارة، باستثناء البيت طبعاً. هذه الحقيقة نستطيع تلمسها بدرجة أكبر ونحن نعيش شهر الصيام المبارك ونشهد ذروة الاقبال على الحاجة الأهم في حياة الانسان.. الطعام. ولكن لا أحد ينكر ايضا ان هناك من يتضوّر جوعاً بين العراقيين ويحن الى أبسط أركان المائدة العامرة من لحوم وفاكهة ومقبلات، بل ان منهم من لا يحصل على الماء البارد إلا بشق الأنفس، هذا اذا تجاهلنا الثياب والأثاث والسيارة. لعل غالبية المحرومين من الخيرات التي ننعم بها هم العاطلون عن العمل، تضاف إليهم مجاميع كبيرة من الأيتام والأرامل وكثير من المتقاعدين وأصحاب الرواتب الدنيا في الهرم الوظيفي. هؤلاء في حاجة الى جهود حقيقية من قبل الحكومة لرعايتهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم، وان تتيقن الحكومة ان كل الاعذار لم تعد مجدية في ظل وجود طبقة عريضة من الفقراء داخل بلد يصنّف من بين أغنى بلدان العالم. على المسؤول المتديّن معرفة ان اعتبار ما يحدث خارج عن قدرته في الحل أو انه غير مسؤول بشكل مباشر عن جوع وألم المواطنين، عليه ان يعرف ان ذلك تسويف وهروب لن ينجو من عقاب إليم عند الله تعالى. ولنفترض ان الحكومة ليست بالمستوى المطلوب من الدين والاحساس بالمسؤولية، فهل ينتهي الأمر بنا هنا ونترك فقراءنا يواجهون مصيراً لا ذنب لهم في صناعته. أقول انها ليست مسؤولية السلطة الحاكمة فقط "وان كان هو واجبها الأبرز" بل هي مسؤولية المجتمع برمته، وإلا كيف نأكل ونشرب ومعنا وحولنا أناس محرومون من حقوقهم مع العلم ان واجباتهم هي واجبات الجميع نفسها. ان فعل الخيرات والمعروف لا يحتاج الى موسم معين كي يتحرك، ولا هو مزاج أو صدقة بالاختيار، بل هو محرك أساس لا غنى للنفس البشرية عنه مادامت تحتفظ بآدميتها. من المخجل حقا ان ينتظر الأيتام والأرامل شهر رمضان المبارك لينالوا حقهم من الشبع ويلبسوا ما يليق بانسانيتهم من الثياب. يتوجب علينا العمل "كبلد مسلم" على محو آثار الفقر من بلادنا، وعلى الاخص في شهر رمضان المبارك.
مقالات للكاتب كريم ابو طوق
التعليقات (0)