مواضيع اليوم

ركلات من نار تتقاذف مصير أصحاب الدار

هـنــد بن كحيلة

2009-11-10 18:28:05

0


لحساب التصفيات المزدوجة لكأسي العالم و إفريقيا سيكون ملعب القاهرة يوم السبت المقبل الموافق 14 نوفمبر مسرحاً لمباراة تاريخية تجمع بين المنتخبين المصري و الجزائري، حيث يسعى كل منهما الوصول إلى كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخ كليهما، حيث تعود آخر مشاركة للمنتخب المصري في المونديال إلى عام 1990 وهو الذي ظهرفيه أول مرة عام 1934. بينما يعود آخر ظهور للمنتخب الجزائري في المونديال إلى سنة 1986 بمكسيكو بينما سجل أول ظهور له هناك عام 1982.

ويحفل تاريخ المواجهات المصرية الجزائرية بالتنافس الشديد حيث تشهد المباريات بين المنتخبين حماساً منقطع النظير من جانب الأنصار ، حيث سبق وأن التقى المنتخبان في 25 مواجهة ودية و رسمية، حيث فازت الجزائر في المواجهات الودية في عشر10 منها و فازت مصر في ستة 6 فيما تعادلا في 9 مواجهات.بينما المواجهات الرسمية كانت 17 مواجهة فازت الجزائر في 6 و مصر في 4 و تعادلا في 7مواجهات.

ويرى المراقبين بأن حظوظ المنتخبين في التأهل في هذه المباريات تكمن في أن المنتخب الجزائري وقبل إجراء المباراة الأخيرة فهو يتصدر المجموعة الثالثة برصيد 13 نقطة و بفارق أهداف + 7 بينمايحتل المنتخب المصري المركز الثاني برصيد 10 نقاط و بفارق أهداف + 3 ، و عليه فإن بيد المنتخب الجزائري 3 فرص للتأهل المباشر من خلال الفوز أو التعادل أو الانهزام بهدف وحيد بالإضافة إلى الفرصة الرابعة والمتمثلة في لعب المباراة السد أوالفاصلة إذا ما انهزم بفارق هدفين والتي اقترحت الفيفا أن تكون بالعاصمة القبرصة نيقوسيا بعد أربعة أيام من المباراة المنتظرة، بينما المنتخب المصري يملك فرصة وحيدة للتأهل المباشر و هي هزم المنتخب الجزائري بفارق 3 أهداف على الأقل أو انتظار لعب المباراة الفاصلة إن هو فاز بفارق هدفين .لكنها تبقى مجرد حسابات وتخمينات لأن كرة القدم ليست علوما دقيقة.
وسيدخل المنتخب الجزائري هذه المباراة بتعداد مكتمل بعد تماثل الرباعي بوقرة ، زياني ، عنتر يحي و يبدة للشفاء و هو ما سيعطي للمدرب رابح سعدان أريحيّة كبيرة لتحضير التشكيلة الأساسية و يمنحه خيارات كثيرة لم يكن يحلم بها من قبل ، و هو الذي يملك ثاني أحسن هجوم في التصفيات برصيد 9 أهداف و ثاني أحسن دفاع حيث دخل مرماه هدفان فقط ، فيما يلعب عامل طول قامة لاعبي خط الدفاع لعبته و هو الذي مكنهم من التفوق في الصراعات الفردية و تسجيل الأهداف خلال الكرات الثابتة.
كما يعتمد المدرب الجزائري على لاعبي الأطراف كـ بلحاج و مطمور للقيام بالهجمات المرتدة و السريعة بتمريرات ميليمترية من اللاعب زياني الذي يعتبر صانع ألعاب المنتخب فهذا الثلاثي بالإضافة إلى الدفاع هم نقطة قوة المنتخب الجزائري. ولكن هذه القوة ما تفتأ أن يشوبها الافتقار لقلب هجوم حقيقي خاصة بعد تراجع مستوى اللاعب جبور المتواجد دون فريق كما يلاحظ الملاحظين أن وسط الميدان الدفاعي الجزائري تعتريه بعض النقائص مع ظهور عدم الانسجام على أداء كل من منصوري و لموشية.
هذا ويدخل المنتخب المصري المباراة محروما من صخرة دفاعه وائل جمعة بسبب العقوبة وكذا لاعب خط الوسط حسني عبد ربه الذي لم يتماثل للشفاء بعد أن أصيب على مستوى الكاحل والذي تبقى مشاركته مرهونة بإشارة الطبيب ، و في المقابل استدعى المدرب حسن شحاتة اللاعب عبد الظاهر السقا مدافع نادي إسكيشهير سبور التركي لتعويض غياب وائل جمعة بعد غياب دام 3 سنوات كما استدعى اللاعب الكبير محمد زيدان لاعب بوريسيا دورتموند الألماني من أجل تعزيز خط الهجوم الذي سجل 7 أهداف في هذه التصفيات بينما تلقى الدفاع 4 أهداف. ويظهر على أداء المنتخب المصري انتفاضته بعد هزيمة البليدة أمام المنتخب الجزائري بنتيجة 3-1 حيث أدى مشوارا رائعا في كأس القارات حيث قدم مباراة جيدة أمام البرازيل قبل أن ينهزم بصعوبة بنتيجة 3-4 ليفوز أمام بطل العام إيطاليا بنتيجة 1-0 ثم يخسر أمام الولايات المتحدة الأمريكية بنتيجة 3-0 ، كما رفع التحدي و حقق الفوز في مباراتين متتاليتين خارج ملعبه لحساب تصفيات كأس العالم و إفريقيا أمام كل من رواندا و زامبيا و أحيا بذلك أمال التأهل إلى المونديال .
ويملك المنتخب المصري تشكيلة قوية تعتبر أحسن تشكيلة مصرية لكل الأوقات تضم جيلا ذهبيا حقق لمصر كأسيين قاريتين بقيادة مدرب محنك يجيد التعامل مع كل الظروف ، حيث نجح في تشكيل منتخب منسجم دفاعا ، وسطا وهجوما يلعب لعبا جماعيا ممتعا تمكن من خلاله من قهر منتخبات قوية ، لكن تبقى النقطة السلبية في المنتخب المصري هي تأثره حين تلقى الأهداف و كذا ضعف جهته اليمني التي غالبا ما تأتي منها هذه الأهداف.
ونظرا لأهمية المباراة و حساسيتها حظيت و تحظى هذه المباراة بتغطية إعلامية كبيرة ، و بالخصوص في المواقع و المنتديات التي تعتبر الوجهة المفضلة لمشجعي المنتخبين من أجل الاطلاع على أخبار المنتخبين و المشاركة في المواضيع النقاشية التي تطرح في مثل هذه المنتديات و قد تميّزت بالتعصّب الشديد نتيجة التأويل الخاطئ لبعض تصريحات الشخصيات الرياضية التي تطل من حين لآخر على الفضائيات أو من خلال الصحف ، و نظرا للتطور الحاصل استغل المشجعون موقع يوتيوب الشهير للترويج لمنتخباتهم ووصل الأمر لحرق القميص المصري من طرف بعض مشجعي المنتخب الجزائري و رد عليهم المصريون بالمثل ، و تأليف أغاني تسيء للمنتخبين من الجانبين و نشر أخبار مغلوطة عن إصابات بعض اللاعبين و ما إلى ذلك من مظاهر ، في الوقت الذي يحاول العقلاء من الجانبين تهدئة الأمور و التحسيس بأن هذه المباراة ما هي إلا مباراة رياضية فقط و أن نتيجتها لن تؤثر في علاقة البلدين التاريخية التي تتنزه عن ميادين كرة القدم المؤججة بالصراعات والآمال أيضاً.

هند بن كحيلة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !