ركـعـات أوبــــامــا

ركـعــات أوبــامــا 

رغم أن الرئيس باراك أوباما ليس بنجل أو سليل صاحب شركة نفط أمريكية عملاقة أو ينحدر من صلب ملياردير جمع أمواله من حصاد صالات قمار وترفيه ولهو ومصانع خمور وأسلحة وماشية وغيرها من قناعات واساليب وطرق ثراء الطبقة الأرستقراطية في الغرب الأمريكي ..... رغم كل ذلك فإن أكثر ما يميز السيد أوباما أنه (والحق يقال) شخص متحضر متعلم مثقف مهذب إلى أبعد الحدود . ومن ثم فقد أكسبه هذا التفرد المعرفي سمة في ردود أفعاله وتصرفاته تجاه الغير لم يتميز أو يتصف بها على هذا النسق أي رئيس سابق للولايات المتحدة.
لكنه ومع ذلك يتضح أنه يعاني في هذا الاتجاه عسرا شديدا وعدم تفهم من جانب الكثيرين في الإدارة الأمريكية والكونجرس على حد سواء . لاسيما فيما يتعلق بإنحناءات أوباما الدراماتيكية لدى مقابلته للملوك والأباطرة الاستثنائيين من أمثال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أو إمبراطور اليابان .

ويرى منتقدوه في الولايات المتحدة أنه ليس على رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم أن ينحني أمام أحد مهما كانت الأسباب والذرائع . وأنه عليه أن يدرك أنه لا يمثل شخصه بقدر ما يمثل الولايات المتحدة .......

البعض الآخر رأى في انحناء أوباما أمام الملك عبد الله بن عبد العزيز دوافع تقديس يكنها أوباما للإسلام بوصفه دين أسلافه . وهو تعليل قد يكون فيه بعض المنطق والصواب ..... في حين وصف إنحنائه لإمبراطور اليابان بأنه استجداء كي تقف اليابان إلى جانب الولايات المتحدة في أزمتها الاقتصادية . وهو تفسير لا يخلو من سذاجة لاسيما إذا وضعنا في الحسبان أن المال عبارة عن مسيخ دجال لا يعرف المجاملات والعواطف بأية حال من الأحوال.

ولكن وعلى رأي المثل فإن الطبع يغلب التطبع . ولا يوجد مؤشر على أن أوباما في سبيله للتخلي عن اسلوبه هذا في إبداء إحترامه لبعض رموز ملكيات عريقة ارتبط بعضها بأماكن مقدسة أو تاريخ متخم بالخرافات والتقاليد الفريدة.

حتى سفراء جمهوريات الموز وبلاد الواغ واغ لا يطلب منهم عند تقديمهم لأوراق إعتمادهم تكبد عناء مثل هذه الركعات أو الإنحناءات الكاملة . فما بالك برئيس دولة تستطيع تدمير معظم أوجه الحياة على الكرة الأرضية في أقل من 60 دقيقة؟؟؟