حقا أنه مثيرا للضحك هذا اللذي قالته أحدى المعلقات السياسيات الأمريكيات الشهيرات في تعليقها على فوز أحدى الأمريكيات المسلمات "لأول مرة في تأريخ هذه المسابقة" من أصل عربي لبناني بمسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة .
نقلا عن الجارديان البريطانية فأنه وبعد أن فازت ريما فقيه بلقب ملكة جمال أمريكا انصبت اللعنات على من يرعى هذه المسابقة وأنهالت النظريات اللتي تتكلم عن مؤامرة عربية أسلامية للفوز بمسابقات الجمال العالمية بطرق غير شرعية ؟!!! . وهذا بالظبط ما لمحت له المعلقة الأمريكية ديبي شلوسيل حين قالت " حزب الله يضحك هذه الليلة ولا شك في ذلك.. لماذا؟ السبب واضح كالشمس وهو أن إحدى أعضائه فازت بلقب ملكة جمال الولايات المتحدة بدون أن تنبس ببنت شفة لإدانة هذه الجماعة وجرائم القتل التي ترتكبها في حق المئات من الأميركيين " ؟.
كما وصفت شلوسيل ريما فقيه اللتي يرجع اصلها الى عائلة فقيه اللتي هي من العائلات المسلمة الشيعية العريقة في جنوب لبنان " لتصفها بأنها إرهابية وتطلق عليها لقب "ملكة جمال حزب الله"! . وهاجمت الملياردير دونالد ترامب، وهو أحد ممولي المنافسة" قائلة إنه "ذمي" .
أما دانيال بايبس "وما أدراك ما دانيال بايبس"(رابط1) ، الكاتب الأمريكي الصهيوني اليميني رقم واحد وذو العلاقة القوية بإدارة الرئيس اليميني السابق جورج بوش ، واللذي يسمي نفسه " مؤسس نظرية الرعب الأسلامي على موقعه في الأنترنت " ، وهو كذلك المجدد لكل نظريات همجية الأسلام وأختراع الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه للأسلام والقرآن "بحسب زعم هذا الخاسيء" وأوامره ونواهيه ، واللتي يرددها عبدة الغرب عندنا كل يوم ، وهو بمثابة النبي للقمني والنجار وأمثالهم ، فقد كان تعليقه لايقل غرابة عن صاحبته شلوسيل .
" فلقد جمع بايبس هذا في قائمة خاصة أسماء خمس مسلمات فزن بلقب "ملكة الجمال" في الولايات المتحدة وأوروبا . وتساءل عما إن كان في أمر فوزهن "انحياز غير منطقي لمبدأ "العمل الإيجابي". ويذكر أن هذا المبدأ هو الصورة المحسّنة لمبدأ "التمييز الإيجابي" الذي يخصص أماكن في الجامعات والمجتمع للأقليات فقط لأنها أقليات وليس بسبب كفاءاتها .
أما صحف الكيان الصهيوني فقد أنهالت شتما وتشكيكا ولعنا لهذا الفوز ومن تسبب به ؟!.
وفي خبر مصحوب بالصور عن هذه "الريما" تناقلته وسائل الأعلام ومنها أيلاف الجريدة (رابط2) ، جاء أن صورًا نشرت لهذه الملكة "المتعرية" وبعد ساعات قليلة من فوزها على مواقع الانترنت تظهرها خلال مسابقة في 2007 وهي ترقص بشكل مثير على مسرح وحولها مشجعات. حيث فازت هذه الأمريكية " المسلمة العربية " بجوائز عديدة منها مجوهرات، وبطاقات مالية، والعاب جنسية للبالغين .
بالطبع لايمكن الربط بين هذه المتعرية وحزب الله حتى لو كان أسم عائلتها فقيه . فهؤلاء اللذين يجاهدون في سبيل الله ، واللذين شنت عليهم أكبر جيوش العالم وأعتاها عشرات الحروب لثنيهم عن جهاد الصهيونية وحلفائها لايمكن أن يستخدموا هذه "الريما" لتحسين صورتهم لدى الغرب كما زعم عتاة الصهاينة مثل بايبس وشلوسيل . وهذا ما ذهب أليه الكاتب خالد دياب في مقالته على صحيفة الجارديان البريطانية اللتي نشرت هذه التفاصيل عن هذا الموضوع وغيره . (رابط3)
كما أن ما يهمنا هو ليس الضحك على ما قالته شلوسيل أو ما قاله بايبس وغيرهم . ولا يهمنا أيضا هذه الأخبار التافهة عن غانية من أصل عربي مسلم فازت بمسابقة تعري مثل مسابقة ملكة جمال أمريكا أو العالم .فالمسلمين والعرب هم بشر مثل باقي البشر فيهم الشريف وفيهم الفاسق والفاجر ومن العادي أن نسمع مثل هذه الأخبار عن أمثال ريما هذه هنا أو هناك .
ولكن مايهمنا حقا هو معرفة سبب هذا الهجوم العنيف من الصهاينة وأحبائهم من اليمين الغربي على فوز هذه المحسوبة على الأسلام والعروبة بمسابقة ملكة الجمال .
ألا يقول عبدة الغرب من العرب بأننا شعوب متخلفة جاهلة لأننا ننبذ التعري ونتمسك بالحجاب اللذي أمرنا الله به ؟ . ألا يتحفنا هؤلاء "المتطورون المتقدمون من العرب" بضرورة ترك الله ورسوله لتحسين صورتنا لدى ربهم الأعلى الغرب المتحضر ؟ ، فها هي هذه المسلمة العربية اللبنانية قد نزعت ملابسها حتى بانت عوراتها الا ما ندر . فما بال أنبياء دين الغرب هؤلاء يشتعلون غيظا من هذا التعري "الأسلامي" بدلا من أن يباركوا هذه الخطوة العربية الأسلامية في طريق الحرية والتقدم اللذي يبشرنا به أتباعهم من العرب والمسلمين ؟.
ما لايستطيع فهمه هؤلاء السطحيين الجهلة من العرب المتأثرين بالفساد الأخلاقي الغربي " لابديموقراطيته وعلمه" هو أن أكثر ما يهم الصهاينة هو تكريس صورة نمطية عن العرب تتمثل بالأرهاب والجهل ، وذلك لتبرير احتلال فلسطين وقتل أهلها مدنيين وعسكريين دون أي معارضة شعبية غربية . وكذلك لتبرير تدخل وأحتلال الجيوش الغربية لأراضينا ومقدساتنا ونهب ثرواتنا ومساعدة طواغيتنا على تثبيت عروشهم بحجة محاربة الأرهاب العربي الأسلامي .
لذا فأن الخوف الهيستيري اللذي أصاب الصهاينة بعد فوز هذه الريما بالمسابقة سببه الخوف الشديد من تغير هذه الصورة النمطية الأرهابية المتخلفة للعرب والمسلمين اللتي زرعها الصهاينة واليمين المتطرف في عقول الشعوب الغربية وعندها ستسقط حجتهم وتنكشف جرائمهم .
في نهاية سبعينيات القرن الماضي أغتالت المخابرات الصهيونية القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية حسن سلامة . ومن الصدف أن حسن سلامة كان زوجا لملكة جمال العالم آنذاك اللبنانية جورجينا رزق . وبعد فترة من أغتياله شرح الكثير من الساسة والمحللين أسباب أغتيال سلامة بأسهاب . ومن أكثر أسباب أصرار الصهاينة على أغتيال سلامة واللتي أتفق عليها الجميع كان محاولة سلامة فتح حوار مباشر مع واشنطن وهو امرا كان محرما في السياسة العربية في حينها . حيث كان سلامة من اوائل القادة الفلسطينيين اللذين أنتبهوا الى أهمية الحوار المباشر مع الغرب لأيصال الصور الصحيحة عن جرائم الأحتلال الصهيوني في فلسطين . وهذا ما حمل الموساد على وضع سلامة في مقدمة قائمته للأغتيالات السياسية .
ربما تشرح حادثة أغتيال سلامة سبب الخوف اللذي أصاب الصهاينة اليوم من تغير الصورة النمطية عن العرب في الغرب حتى لو كان هذا السبب هو تعري أحدى المسلمات اللآتي صدقن أن التعري ثقافة وتقدم .
كما يشرح ما قاله موقع "بوليتيكس ديلي" في خبر بعنوان "ملكة جمال الولايات المتحدة ارهابية بالبيكيني؟" ، مشاركة الغربي البسيط لعبدة الغرب من جهلاء العرب في عدم فهمه لهذا الأمتعاظ الصهيوني واليميني الشديد من فوز هذه المتعرية المحسوبة علينا بمسابقة الجمال الأمريكية . فهم جميعا يجهلون الأسباب الحقيقية لعدم الرضا الغربي هذا ، مع أننا أتبعنا ملتهم وتعرينا وزنينا وفسقنا وفجرنا .
نعم أن في الديموقراطية وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني الغربيبة مثالا يجب أن يحتذى في بلداننا لكي نستطيع اللحاق باللركب الحضاري العلمي والأجتماعي والأقتصادي العالمي ، سيما ونحن أمة عرفت هذه القيم منذ ألف وأربعمئة سنة ولكنها نستها وتركتها خلف ضهرها . ولكن علمانية هذا الغرب هي اللتي تريد أن تحبس الدين في قمقم الجامع والكنيسة وهي ما أغرى ريما وأمثالها بنبذ دينها وأخلاقها اللتي هي أفضل بكثير من أخلاق العلمانية الغربية .
كما يبقى هذا الغرب عدوا يحتل أرضنا ومقدساتنا حتى لو أعجبنا بديموقراطيته وبأحترامه لحقوق الأنسان وحضارته العلمية " وليست الأخلاقية" . فما بالنا نريد أن نرضي هذا العدو اللذي يقتل أبنائنا ويستحيي نسائنا حتى لو كان الثمن ديننا وأخلاقنا ؟.
ها نحن ندخل ورائهم جحر الضب لودخلوه . وها نحن تعرينا وأخرجنا عوراتنا ورقصنا رقصا أباحيا وفزنا بجوائز على شكل ألعاب جنسية ولم يبقى شيء لم يفعله الغربيون ألا وفعلناه . فهل أعجبناهم ؟ ، وهل رضي عنا أله العلمانية وأنبيائه بايبس وشلوسيل وغيرهم ؟ .
مما نراه فأن الجواب لا . فعلامة هذا البيع للدين دون مقابل ؟.
http://65.17.227.70/Web/arts/2010/5/562159.html
http://www.guardian.co.uk/commentisfree/belief/2010/may/18/miss-usa-2010-rima-fakih
التعليقات (0)