.
.
::
متى تعتبر القصيدة وسيلة لحياة، لبعث جديد،يخلق منك شيئا لم تتوقعه،ويضعك على خارطة النصر الإنساني لذاتك؟متى يمكن للقصيدة أن تكون صوتك الحر،الباعث على التجديد،المار بك بين أزقة الجراح ليلجم هذا،ويفتّق ذاك إمعانا في علاج؟.
ومتى يكون للقصيدة حضورها الصارخ ذاك الذي يحفر في أوصالك مصلا جديدا للاستمرار،أو حتى لبث ابتسامة عليلة على استحياء تتسلل إليك ربما تشرّع نافذة للتنفس أو استجداء الهواء ولو عن بعدٍ سافر.
القصيدة رهبة الجرح،ونصل المدى الممتد بين أوردة الحلم المجلل بالطموح،والأرق،والوهم،والقلق،والحاجة الدائمة لاستنفار الوجع،كأنها في داخلك تتمدد بأذى محبب في لحظة ينقلك من حالة الضياع إلى الدعة والهدوء ،كأنك للتو فرّغت قلبك من حزن،وطويته على جرح.
القصيدة رفقة الروح،وصديق القلب اللدود،معها تشعر أنك تحلق في عالم تملؤه الإنسانية ،وتحيطه نوافذ الحب من كل جانب،تشعر بالدفء يمور بين أوصالك ،وأنك في عالم من الخيال تحلّق،تخلق دنيا جديدة تخصك وحدك،لا شأن لك بما يدور حولك،عندها عند لحظة الولادة الأجمل تحار أي الأسماء تختار،وأي وصف يليق بضيف فريد.
والقصيدة أدلجة الفكر،وعولمة الرؤى،وانسكاب المدى بين نهري عمر لاينتهيان،وفوق مواضع للكلم لاتنتهي،القصيدة حالة خاصة طلاسمها معقّدة،وحكاياتها نادرة،القصيدة سمو،ونبل،وفكر،وحرفة،ترى من يستطيع حياكة الثوب الأجمل للشعر والسوق يمور بالمصممين؟
التعليقات (0)