رفقا بطلاب العراق

 في الايام الماضية اعلنت وزارة التربية نتائج الامتحانات الوزارية للدراسة الاعدادية ويبدو ان الوزارة قد قررت ان تضيف هما اخر لهموم الاسر العراقية وان تثقل كاهل الطلبة المثقل اساسا بأعباء عدة ليس اقلها الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والتسيب الحاصل في العديد من المدارس خاصة بسبب كثرة العطل..

الامر في الحقيقة يستحق منا جميعا-مواطنين ومسؤولين-وقفة لتوضيح ما جرى ولتبيان اسبابه علنا نصل الى المسبب الحقيقي  لانخفاض المعدلات وتدني نسب النجاح في هذا العام حتى لا تتكرر الغلطة في العام القادم وتعاد المأساة التي لن يكون ضحيتها الا طلبة الاعداديات واسرهم التي تنتظر وعراقهم الذي ينتظرهم بفارغ الصبر ان يكملوا دراستهم كي يضافوا الى طاقات العمل العراقي..

ما حصل هذه السنة صدم الجميع ووفر مادة دسمة لمن يريد دس السم في العسل..الاسئلة وابأتفاق الجميع كانت اصعب من السنوات الماضية(بمقادير متفاوتة حسب المواد)ويبدو ان تشددا في التصحيح قد حصل..من البديهي ان انخفاض المعدلات لهذا العام سيخفض من الحدود الدنيا لمعدلات القبول في الكليات لكن فترة الانتظار الطويلة ستدمر اعصاب الطلبة حتى اعلان نتائج القبول المركزي..لذلك يجب على وزارة التربية العمل ومنذ الآن على تحديد سقف معين لنوعية الاسئلة وبالتالي تكون معدلات صعوبة الاسئلة متقاربة بين السنوات فلا تتفاوت المعدلات كذلك حيث نلاحظ تذبذبا بالمعدلات العامة بين سنة واخرى(لابأس بأن يكون هنالك تفاوت بسيط) لكن لا يجب ان يكون التفاوت يمثل قفزة كبيرة لما سيؤدي اليه ذلك من ارباك شديد لدى الطلبة وحتى لدى وزارة التعليم العالي.

نقطة اخرى يجب ملاحظتها ومعالجتها ايضا هي مشكلة عدم اكمال المناهج المقررة من قبل المناهج واللاأبالية التي تصيب بعض المدرسين تجاه مسؤولياتهم..اذ يجب على الوزارة ان تتابع هذا الامر كي يمنح الطلبة فرصة لفهم المواد واستيعابها ومعرفة نقاط ضعفهم فيها وهذا للاسف لم يحدث في العديد من المدارس التي لم يكترث اساتذتها لمستقبل الطلبة ولمعاناة اسرهم فتماهلوا في مهامهم واخذوا بتضييع الوقت والتغيب عن الحصص مما كان سببا آخر في مشكلة الامتحانات لهذا العام..على الوزارة تشديد المراقبة على هذه الحالات وتفعيل العقوبات الادارية بحق من يرتكبها فليس مقبولا على الاطلاق ان يتخلى الاستاذ عن طلبته وان يخون شرف مهنته المقدسة والذي يدفع بكثير من الاسر الى وضع ابنائها في مدارس اهلية مما يسبب عبئا ماليا على كاهل الاسرة ويفتح مجالا جديدا لسوق جديد هو سوق المدارس الاهلية والتي نخشى ان تقوم بالتعاون مع ضعاف النفوس بضرب التعليم الحكومي وبالتالي تزداد ارباحها ويزداد المواطن عبئا..وليس للفقراء حينها الا الله..

النقطة الاخيرة في الموضوع الارباك الذي اصاب الوزارة نفسها وهي المسؤول الأول عن اعداد الجيل الناشئ وكلنا يعلم ان من اهم مسببات هذا الارباك هو الفوضى في هذه الوزارة وعدم تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب ففي امتحان مادة الفيزياء للسادس العلمي اختلف الحل النموذجي للأسئلة عن حلول الطبعة الجديدة من الكتاب.فقد ابقت الوزارة على طريقة الحل المعتمدة في الطبعة القديمة لكتاب الفيزياء حلا نموذجيا رغم ان هذا الحل قد تم تجاوزه واعتماد اسلوب جديد للحل في مادة الحث الكهربائي مما ادخل العديد من الطلبة في حالة شك وارباك شديدين اذ حاز من حل السؤال بالطريقة القديمة على درجات عالية او كاملة فيما انخفضت درجات من استخدم الاسلوب الذي اعتمد في الكتاب ذو الطبعة الجديدة..هل تعلم الوزارة ولجنة الامتحانات فيها بوجود حل آخر يا ترى؟؟؟هل من المعقول ان تعدل الوزارة مناهجها ثم تبقي على المنهج القديم كحل انموذجي؟؟

ولماذا تسمح الوزارة بحدوث حالات غش ولا تعالج الظاهرة من اساسها خصوصا ان هذه الحالات قد تكررت لعدة سنوات؟؟

لماذا تنتظر الوزارة ان يحدث الغش ثم تقرر عقابا للأسف يطال دائما اشخاص ابرياء اخذوا بجريرة من غش في الامتحان..نعم لقد حصل غش في بعض المراكز التي حجبت لكن المسألة برمتها تقع على عاتق المراقبين وعناصر الحماية الذين يجب انزال اقصى العقوبات الرادعة بحقهم كي لاتتكرر هذه المأساة مرة اخرى ويحرم طلبة مثابرون من نيل ثمرة جهودهم بسبب بعض ضعاف النفوس..على الوزارة ان تعالج مشاكل التدريس وتطور المناهج كما عليها ان تحترم جهد الطالب العراقي واسرته بأن توفر ظروف مناسبة للامتحان الذي يقرر مستقبل الطالب..