مواضيع اليوم

رفع السودان من قائمة الإرهاب

مصـعـب المشـرّف

2020-10-20 17:53:39

0

 رفع السودان من قائمة الإرهاب

مصعب المشرّف

20 أكتوبر 2020م


كان في قديم الزمان بحسب وثائق نادي الهلال . هداف شهير إسمه الدّريسة .. وكان من أهم أسباب شهرة الدريسة أنه يحرز الهدف القاتل في مرمى الخصم في الثواني الأخيرة من المباراة . فيقلب به موازين الدوري والكاس .... ولأجل ذلك أصبح لقبه في الصفحات الرياضية وقتها  "رجل الثواني الأخيرة".


وأمس وعلى طريقة الدريسة . أحرز حمدوك الهدف القاتل في مرمى الكيزان . وأحالهم إلى أكوام رماد.  ومن الطبيعي أن لا يتمكن الكيزان الخروج من هذا من هذا الردم إلاً بعد إنقضاء أجيال تعقبها أجيال . أو ربما لن يخرجوا  إلاً  بصحبة قوم ياجوج وماجوج .... والمسيخ الدجّال في آخر الزمان.


لا أجد وصفا لمدى الفخر والعزة والكرامة والنشوة التي عاشها الشعب السوداني المخلص أمس ، وهو يستمع إلى كلمات إبنه البار حمدوك . وعمق معانيها ووقعها وهو يؤكد ويفتخر لبلاده أن مبلغ التعويضات التي دفعها السودان لضحايا إرهاب الكيزان وتفجيراتهم الغادرة غير المنتجة ؛ كانت من صميم وحُـرّ أموال شعبه الأصيل العظيم.


طعم العزة والكرامة في فم السودان أحلى، وطي صفحات تسوّل المنح والهبات والصدقات من الآخرين ؛ هو مراد ومبتغى ومشتهى كل  مواطن سوداني لم يتلوث بأدران وأفكار الكيزان.


وجميعنا على قناعة بأن كل مواطن شريف إبن حلال إنما  يحمل على كتفيه وعاتقه يـدٌ سلفت ودين مستحق لتراب هذا الوطن العزيز . الذي ما هان يوماً على أحد من أبنائه خلا الكيزان الذين نرجو الله لهم الهداية. وأن يخرجهم من عماهم وضلالهم وتشوهاتهم وجراحهم النفسية العميقة منذ الصغر التي أوقعوا فيها أنفسهم ولم يوقعهم فيها مجتمعهم كما يظنون . فالنفس هي الأمّارة بالسوء وليس المجتمع.

أو ربما إن كان اليأس من إصلاحهم قد بلغ نتهاه، وتجاوزت أمراضهم النفسية المدى. فلا أقل من أن ندعوا الله عز وجل أن يخرج من أصلابهم وأرحامهن من يؤمن بالله ويتقيه حق تقاته ، ويعيش على قناعة بأنه تبع لهذا الوطن وترابه . ولا ينبغي أن يكون عدوّاً له يسعى إلى خرابه بيده.


وحتى آخر يوم في الحياة سيظل السوداني هو الشعب المعلّم . وليس أدلّ على ذلك من أن الشعب السوداني كان ولا يزال هو الشعب الوحيد الذي تمكن من التخلص من مسمى "الأخوان المسلمين". وأجرى  على هؤلاء الدجالين الزنادقة  مسمى "الكيزان" .


ليس من أهداف هذا المقال تبيان وشرح وترديد ذيول وضع السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب أو مزايا رفع إسم السودان من هذه القائمة الكارثية . فالجميع اليوم من أهل السودان يدرك ذلك ويحفظه على ظهر قلب من المرعى إلى الجامعة.


إن الذي ينبغي توثيقه في مناهج التعليم العام ، والإعلام ووسائط المعلوماتية على مر الزمان هو حقيقة ممارسة  الكيزان طوال الثلاثين عاماً الماضية من حكمهم الإرهاب ، ورعايته بكافة الطرق والوسائل وعلى مختلف الأصعدة . وأنهم ناصبوا شعبهم وتراب بلادهم والجيران وشعوب العالم العداء.


واليوم وبعد نجاح ثورة ديسمبر في تعديل المسار والوقوف على أول الطريق لإستعادة السودان دوره السابق الفاعل . وتكريس إتفاقيات السلام، والديموقراطية والحرية والعدالة والحكم المدني الرشيد ، والتنمية المتوازنة والقضاء على العنصرية والتهميش . وجعل مصلحة السودان فوق كل المصالح . والمناداة على الدوام وتربية النشء على أن السودان أولاً . فلا بد أن نتوقع من الكيزان الحقد والكيد والتآمر بشكل وأشكال وأخرى . فلن تخمد نيران حقد هؤلاء ولن يهنأ لهم بال . ولن يتركوا هذه البلاد تعيش أماناً . اللهم إلاً إذا كان الشعب على أقصى درجات اليقظة والحذر منهم والرقابة عليهم.


والكيزان من الجنسين اليوم . وإن كانت قد تفرقت بهم السبل خلال الفترة الماضية من عمر الثورة . إلا أنهم تجمعهم أحقادهم ورغبتهم في الإنتقام ، وتسيطر عليهم أحلام العودة إلى سابق عهدهم من سرقة ونهب ثروات البلاد والتمتع بها لأنفسهم إن إستطاعوا إلى ذلك سبيلا.


سيلجأ الكيزان من الآن فصاعداً إلى دس أنفسهم وسط الصفوف والإنبعاث خلفها . يخذلُّون الناس ولا يزيدونهم إلاً خبالا .


ومن بين هؤلاء الكيزان عامة يتميز رموزهم وقياداتهم وتجارهم خاصة . الذين هربوا منهوباتهم إلى مصارف خارج السودان واستثمروا المليارات منها في العقارات والأبراج والمراقص والحانات بعواصم الدول السياحية والمراكز المالية الكبرى . من بين هؤلاء من يتشوقون الآن لهفة للهروب من السودان واللحاق بثرواتهم الحرام خارج البلاد للتمتع بها بقية عمرهم . وكذلك إستغلال مقادير منها لتمويل تنفيذ قلاقل وتوترات وإشعال نبران هنا وهناك داخل البلاد.

ولقد تم إكتشاف أكثر من حالة هروب . أو إجهاض محاولات للهروب عبر المطار والحدود. ورأينا وسمعنا أكثر من حالة للتحايل والتمثيل ، والتمارض وإدعاء المسكنة والمذلة بالصوت والصورة من هؤلاء الكيزان . وإلتماساتهم المتكررة بتركهم يغادرون البلاد بذريعة العلاج في الخارج  رغم أنهم بدعون أنهم لا يمتلكون أموال. فكيف يستقيم أن يدعي الكوز أو الكوزة أنهم فقراء معدمون من جهة. ويطمحون السفر إلى لندن وباريس واسطمبول وسويسرا  لتلقي العلاج من أمراض مزمنة داخل اشهر المستشفيات بكلفة مئات الألوف من الدولارات؟


لقد تسبب هؤلاء الكيزان في كل ما يعانيه الشعب السوداني من فقر وجوع وضنك إستثنائي طوال الثلاثين عاماً الماضية ولسنوات قادمة تلزم البلاد للتعافي . وتسببوا في وضع إسمه على رأس قائمة الدول الراعية للإرهاب. وعليه فإنه لا أقل من أن يصبحوا مسئولين على تسديد هذه الخسائر والتعويضات إلى خزينة البلاد العامة من الألف إلى الياء . يسددونها من جبوبهم وأرصدتهم المالية في البنوك الخارجية .


إن ممارسة المزيد من الضغوط على قيادات هؤلاء الكيزان ، سيؤدي بهم في نهاية المطاف إلى الكشف عن سبائك الذهب والأموال السائلة التي نهبوها ، ويحتفظون بها في خزائن تحت الأرض ؛ وغالبا ما تكون في مساكنهم ومزارعهم . أو التي يحتفظون بها على هيئة ودائع في البنوك الخارجية . وعلى هيئة عقارات ومنشآت سياحية في العديد من عواصم الدول الأخرى.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات