تعترف التيارات الإيرانية الإصلاحية - رغم تحفّظ التيارات المتشددة - بأنّ رفسنجاني "مخزن أسرار النظام" بسبب الكم الهائل من الأسرار التي بحوزته والإنجازات التي حققها قبل وبعد الثورة الإيرانية في سبيل إنجاح النظام. إنّ للدور التنظيمي لرفسنجاني الفضل ببقاء الرجل وعدم القضاء عليه كما حدث للنائب السابق للخوميني و بقية القيادات التي تمّ القضاء عليها بين ليلة وضحاها.لأنّ بسقوط هذا الرجل ستسقط ورقة التوت عن النظام فلا أحد في النظام الإيراني يريد حدوث ذلك في الوقت الحاضر على أقل تقدير.
إنّ مهمة التركيز على الحد من قدرات هذا الإخطبوط الذي يحلو لبعض معارضيه مخاطبته ، مسؤولية شاقة وضعتها بعض أجهزة تابعة للسلطة تديرها جماعات متطرفة على عاتقها للحيلولة دون تحول هذا الرجل الى "أيرن من" – الرجل الحديدي - في السياسة الإيرانية من جديد.
في نفس الوقت باعترافٍ من الجميع بأنّ المصلحة تقتضي ببقاء رفسنجاني كورقة التوت التي تستر عورة النظام . فرغم تجدّد المعارك بين التيارات المتشددة في النظام الإيراني عند الإقتراب نحو الإنتخبابات التشريعية و انتخابات مجلس خبراء القيادة إلا أنّ قوة ونفوذ رفسنجاني في النظام البيروقراطي الديني في إيران تعيق دون تحوّله الى لقمة سائقة بيد أعداءه.
وإنّ محاولة خصومه هذه الأيام استخدام قضية نجله و محاكمته في محكمة ثورية بتهم أمنية و فساد ما هي إلا محاولة لتقليم أظافر الرجل الهدف منها إضعافه قبل الإنتخابات القادمة وليس تطهيره كلياً.
إنّ الحرب الإلكترونية بين موقع رفسنجاني الإلكتروني و مواقع الحرس الثوري أو جنرالاته التي بدأت مبكراً تصبّ في نفس الإتجاه. ففيما يتسائل موقع "صراط" التابع للحرس الثوري في تحليل تحت عنوان" تسريب معلومات تهمّ النظام بالتزامن مع محاكمة نجل رفسنجاني" بأنّ التهديد بتسريب بعض المعلومات عن النظام لماذا تتزامن مع محاكمة نجل رفسنجاني "مهدي هاشمي".؟!يردّ موقع رفسنجاني الإلكتروني بنشر بعض أسرار انتخاب خامنئي كولي للفقيه خلفاً للخميني و قضية تعديل الدستور ليتطابق مع مواصفات المرشد الجديد " خامنئي".ليعيد من جديد فتح أكثر الملفات إثارة للخلاف في إيران بعد الثورة.
موقع رفسنجاني الإلكتروني من جانبه يحاول أن يبرز دور الأخير باختيار خامنئي كمرشد بعد وفاة الخوميني. فبعد رفض أهلية رفسنجاني في الإنتخابات الرئاسية السابقة و مسعى المتطرفون لرفض أهليته في إنتخابات خبراء القيادة القادمة توحي من جديد بأنّ الصراع على السلطة بات ينحى منحى أخر لربما يستخدم رفسنجاني هذه المرة بعض الأسرار التي تهمّ المرشد خاصة والنظام عامة والتي بحوزته للضغط على المرشد و جماعته لعدم شطب إسمه من الحياة السياسية الإيرانية الى الأبد.إنّ الصراع من أجل البقاء لرفسنجاني تبدو فرصة أخيرة قبل أن تطوى صفحته و يتحول الى كان وأخواتها وتسقط ورقة التوت التي ظلت على مدار السنوات تغطي عورة النظام.
التعليقات (0)