رفسنجاني وروحاني و الأزمة السورية

يبدو أنّ روحاني يحاول أن يظهرفي مظهر الوسيط في إيران وأنه ينتهج سياسة وسطية بين رفسنجاني وخامنئي ففي جميع المناسبات منها المؤتمر الأخير لمجلس مجلس خبراء القيادة  والذي حضره روحاني اختار أن يجلس بالقرب من رفسنجاني .و فيما يدور في سوريا إرتأى روحاني لنفسه أن يكون أقرب الى موقف رفسنجاني عندما أدان استخدام السلاح الكيمياوي وهو أول إعتراف إيراني باستخدام السلاح في سوريا دون الإشارة الى مرتكبي جريمة استخدامه.

أما بالنسبة للإصطفاف الحالي بين الإصلاحيين والمحافظين حول الحرب في سوريا والتي أعلن رفسنجاني في خطاب له أمام حشد جماهيري من أهالي سواد كوه في إقليم مازندران شمالي إيران والذي إعتبر فيه رفسنجاني أنّ الحكومة السورية هي التي استخدمت السلاح ضد شعبها رغم أنّ حديث رفسنجاني تمّ إزالته من وسائل الإعلام الإيرانية وجرت بعض التغييرات عليه بعد عدة أيام من نشره لكن صمت روحاني الذي هو أشبه بتأييد موقف رفسنجاني يعطي زخماً جديداً للصراع الدائر بين الإصلاحيين الذين يخشون من امتداد دائرة الصراع السوري الى بلادهم والمحافظين المنغمسين في دعم الأسد حتى النهاية سيدخل الصارعات الدائرة في إيران الى نفق مظلم قد يتفاقم في حال تطورت الأحداث السورية.

يبقى تطور الموقف الإصلاحي في إيران والمتمثل بالإنحياز للمصالح القومية الإيرانية و تفضيلها على التحالفات الستراتيجية في اصطدامه مع المحافظين الداعمين اللأيدولوجية التوسعية في المنطقة مهما كلّف الأمر رهن ما سيحدث في سوريا وامتداد أزمتها لتشمل المنطقة حتى يطفو الى السطح صحة الموقف الإصلاحي من المحافظ لكي يزيد من هوة التيارين الحاكمين في إيران منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود.