هنالك متغيّرات كثيرة طرأت على السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية منذ أن تولّى الرئيس المعتدل حسن روحاني مقاليد الحكم ولحدّ الآن. فبعد أن امتنعت حكومة "نجاد" عن التفاوض مع الغرب بشأن الملف النووي لمدة ثماني سنوات ها نحن نشاهد أن ممثلين عن حكومة روحاني يجلسون على نفس الطاولة مع ممثلين عن الدول ست زائد واحد للبحث عن صيغة بشكل إتفاق نهائي حول الملف النووي والذي لو تحقق سينهي جدلاً استمر لسنوات بين إيران والمحور الغربي. سياسة روحاني تعيد للأذهان سياسة المرونة والإنفتاح التي كان يتبعها الرئيس الإيراني الأسبق"محمد خاتمي" في القضايا الداخلية والخارجية ومواصلة للدهاء السياسي والنهج الدبلوماسي الّذان كانا متبعين من قبل حكومة رفسنجاني في إدارة الملفات والأزمات الخارجية في بداية تسعينات القرن الماضي.
إنّ افساح المجال لرفسنجاني في الحكومة الحالية بعد أن كان مهمشاً ومتهماً في بعض الأوقات في حكومة نجاد يدلّ دلالة واضحة بأنّ هنالك تغييراً جذرياً قد طرأ بالفعل على النهج المتّبع من قبل السياسة الخارجية الإيرانية بالإبتعاد عن نهج نجاد المتصلب واللجوء الى نهج روحاني المعتدل والمرن الذي يسيِّر بإدارة روحية من قبل رفسنجاني.
في معرض إجابة رفسنجاني على أسئلة صحيفة حول مدى الدور الذي يلعبه رفسنجاني في الحكومة الحالية والتي دشنت فصلاً جديداً له برئيسها الحالي الذي كان مرؤوساً في حكومة رفسنجاني و الشبه الكبير بين النهج المتبع في الحكومة الحالية وحكومة رفسنجاني قائلاً: لقد أمضينا وقتاً ليس يسراً في النضال الثوري معاً منذ انتصار الثورة حيث كنا طالبين عند الزعيم الروحي السابق و كنا نتعامل سوية في البرلمان وفي الحرب عندما كنت قائداً ميدانياً كان روحاني رئيس مقر دفاعي و أيام رئاستي للجمهورية كان روحاني أميناً لمجلس الأمن الوطني و عند رئاستي لمجمع تشخيص مصلحة النظام أصبح روحاني رئيساً لمركز الدراسات الإستراتيجية التابع للمجمع وعندما رشح الأخير نفسه دعمته بقوة . بشكل عام نحن الإثنان نحمل نفس التفكير.و في تطرقه للإجابة على سؤوال حوا أخر قضية ناقشها الإثنان أجاب أنها قضية المفاوضات النووية فهل سينتهي الفصل الأخير من الملف النووي بالإتفاق نهائي بدعم من رفسنجاني؟.
من خلال هذا الحديث ومستجدات متعلقة بالشبه الكبير بين سياسة روحاني ورفسنجاني والمعطيات التي تشير الى النهج السياسي لرفسنجاني وتأثيره الكبير في الحكومة الحالية مقابل تقليص دور المتطرفين يمكن أن نستنتج بأنّ هنالك أملاً يلوح بالأفق في إعادة مسار السياسة الخارجية للحكومة باتجاه التوصل الى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي وتصحيح العلاقات مع الجوار وتحييد المواقف والتدخلات الإيرانية في الدول العربية و التعامل البناء مع الدول الإقليمية كالسعودية لحل مشاكل الشرق الأوسط وهذا ما يلوح في الأفق من سياسة روحاني وشخصيته المتزنة.
- See more at: http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=13930418000552#sthash.qDAxsBqZ.dpuf
التعليقات (0)