رغم محاولاتها التطبيعية سقطت ملكة جمال لبنان تحت المنصّة
مصعب المشرّف
26 يناير 2015م
عقب توقيع إتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل . إنبرى إعلاميو السلطان يروجون للتطبيع مع العدو الصهيوني .. وأصبحنا نستيقظ وننام على مزاعم أن أقصر طريق إلى قلب الولايات المتحدة يمر عبر تل أبيب .. حتى لو كان ثمن ذلك هو سقوط أنور السادات مضرجا في دمائه على المنصة.
وعلى ذلك لا نشك أن ملكة جمال لبنان - سالي جريج - (25 سنة) قد تأثرت بهذه المقولة وانغسل لها دماغها . فذهبت خلال فعاليات مسابقة إختيار ملكة جمال الكون للعام 2015م التي إنتهت أمس في ميامي .. ذهبت إلى تطبيع علاقتها مع ملكة جمال إسرائيل عبر مرافقتها أكثر من مرة ، وإلظهور في صور سيلفي حميمية وهي ملتصقة بها كتفاً بكتف وصدراً بصدر ، وخصراً بخصر.
الإعلام الغربي لم تفت عليه هذه المحاولات التطبيعية التي جرت بين ملكة جمال لبنان وملكة جمال إسرائيل . فالمسألة كانت مكشوفة منذ البداية للعاديين والأغبياء والعاديين والبلهاء في كل أنحاء العالم على حد سواء .. ولكنها غابت عن ذهن العرب "الأذكياء" وحدهم.
قالت الصحف الغربية في تعليقها على محاولات التطبيع بين ملكة جمال لبنان وملكة جمال إسرائيل عقب ظهور النتائج النهائية للمسابقة . قالت هذه الصحف :Neither Miss Israel nor Miss Lebanon made it to the competition's final round
وترجمة هذا التعليق هو : لا ملكة جمال إسرائيل ولا ملكة جمال لبنان قد أفلحتا في المنافسة للوصول إلى منصة النهائي.
سالي ... حسناء ولكن خدعوها بوساوس التطبيع
وللأسف فقد كان بإمكان سالي جريج أن تصل إلى منصة المتنافسات الخمس النهائية بكل سهولة لولا أنها غفلت عن كثير من الواقع المعلوماتي المعاش .. ومعظمنا بالفعل لا يزال يغفل خطورة تطور وثورة وسائط ووسائل المعلوماتية .
لم يخطر على عقل سالي جريج أن صورتها التطبيعية إلى جوار ملكة جمال شارون ؛ ستطير إلى لبنان والعالم العربي بهذه السرعة الخيالية المذهلة .. وتحدث مثل هذا الزخم من ردود الأفعال الغاضبة .. وهو ما أضطرت معه سالي جريج إلى تقديم إعتذار مكتوب موثق على موقعها . جاء هو الآخر صادماً ومحرجاً بالنسبة للجهة المنظمة للحفل وللجنة الإختيار ، وبمثابة العذر الأقبح من الذنب ..
وليتها لم تورط نفسها في هذا ولا ذاك .. فهي من جانب قد أغضبت شعبها والعرب . ومن جانب آخر لم تنال رضا الغرب وأعضاء لجنة التحكيم ... ولعل ذلك يكون درساً لكل دعاة وممارسي التطبيع الأثيم مع العدو والمعتدي الصهيوني البغيض.
فيغا (في المقدمة) ملكة جمال الكون الجديدة - مدحوها بقولهم أنها "ذات جمال وعقل" . ولم يقولوا "تطبيعية"
وبالعودة إلى مسابقة ملكة جمال الكون فقد تم إختيار ملكة جمال كولمبيا عقب منافسة حامية بينها وبين ملكة جمال جامايكا التي حظيت بإعجاب معظم الحضور . ولكن كان الإختيار والفصل النهائي بتفضيل ملكة جمال كولمبيا عليها.
على منصة النهائي ... لسن أفضل أو أحلى من سالي .. ولكن على نفسها جنت براقش
أما منصة النهائي فقد ضمت خمس ملكات جمال كل من : كولمبيا ، جامايكا ، أوكرانيا ، هولندا ، البرازيل
والملفت للإنتباه هذا العام هو الدور البارز الذي لعبه التويتر في الضغط على لجان التحكيم . حيث دعم الشعب الجامايكي ملكة جماله عبر حملة ضغط تغريدات منظمة على التويتر . وهو ما يؤكد على دور وسائل المعلوماتية الحديثة في توجيه الرأي العام والضغط على متخذي القرار .
ملكة جمال لبنان (الثانية على يسار الملكة) كان يمكن أن تصل لمنصة النهائي .. ولكن أضاعها التطبيع
وبالطبع فقد حرمت ملكة جمال لبنان "سالي جريج" نفسها من تعاطف ومساندة ملايين العرب عبر وسائل التواصل الألكتروني ؛ لأنها ببساطة أغفلت هذا الجانب . وظنت أن التطبيع مع إسرائيل هو الذي سيجلب لها النجاح ويعزز حظوظها في المنافسة ... أو أن يجعلها تفلح في الوصول إلى منصة الخمسوات النهائي على أقل تقدير.
ياسميـن ملكة جمال هولندا . وصلت ضمن السمراوات إلى منصة النهائي
يبقى التعليق على واقع أن ذوات البشرة السمراء الفاتحة منها والداكنة قد إكتسحن منصة التتويج النهائي في مسابقة ملكة جمال الكون للعام 2015م التي جرت أمس الأحد في ميامي وانتهت بفوز الكولمبية باللقب ....
ملكة جمال جامايكا نافست بقوة على اللقب
غياب ذوات البشرة البيضاء والشقراء والصفراء والسوداء عن الفوز بألقاب ملكات الجمال خلال السنوات الأخيرة ؛ يؤكد بالفعل أن السمار نصف الجمال كما يقولون ...
ملكة جمال أوكرانيا وصلت لمنصة التتويج النهائي
وعلى كل حال فالناس فيما يعشقون مذاهب وربما تعود غداً موضة الألوان البيضاء والشقراء على أقل تقدير لتحتل مكانا مرموقا في منصات المنافسة على ألقاب ملكات الجمال. ... ونقول نحن أن الجمال جمال الروح .. ولكن مثل هذه المقولة تبقى "حالة شخصية" في محيط ضيق . ولا تصلح كتعبير عن ذوق عام يشارك فيه مليارات البشر.
التعليقات (0)