مواضيع اليوم

رغم الدماء..تفرج ياعراق

كلكامش العراقي

2009-08-20 09:21:56

0

مرة اخرى يطالنا الأرهاب الأعمى..
مرة اخرى تسفك دماء ابناء شعبنا ظلما وعدوانا بأيادي اراذل الخلق..
مرة اخرى تمتد هذه اليد القذرة لتمسك بأقدامنا محاولة اعاقتنا عن التقدم الى الأمام..كيف لا وقد درج اصحاب تلك الأيادي على العودة الى الخلف منذ ان وجدوا الى اليوم...
اولا لايسعني هنا الا ان اقدم التعازي لشعبي الجريح المكافح من اجل حريته بشهدائه الأبرياء الذين ذبحتهم الأيادي الغادرة على ابوب شهر رمضان ولم يكن ذنبهم سوى انهم عراقيون...وأتمنى لجميع الجرحى الشفاء العاجل..
ما حدث اليوم ليس بالمشهد الغريب علينا وليس بالجديد فقد رأينا خلال سنواتنا الست الماضية من جرائم القاعدة والمليشيات مايشيب له رأس الرضيع لكن المؤلم في تفجيرات اليوم انها تفجيرات كان من السهل منعها وتجنيب الشعب هكذا مأساة..
قبل ان نلقي اللوم على الأرهابيين علينا ان نحاسب انفسنا على التقصير الذي سهل لهم القيام بهكذا عمليات جبانة لكن مؤلمة و"الجبناء قساة دائما"..البكاء وتحسس الجراح لن يفيدنا في هذه الحرب المفتوحة على الشعب..علينا ان نراجع انفسنا بعيدا عن العواطف والأندفاع وان نصحح اخطاءنا فورا لكي نمنع المأساة من ان تعيد نفسها مرة اخرى لاسمح الله.نظرة سريعة الى الأجراءات المتبعة بعد التفجيرات التي حدثت في الشهرين الاخيرين تبين ان جماعات الموت والتطرف اخذت بتغيير استراتيجياتها فهل تبدلت الأستراتيجية الأمنية؟؟للأسف لا..
الأخطاء والهفوات كثيرة وعلامات الأستفهام اكثر فلنناقشها بالتدريج..
1. ان انسحاب القوات الأمريكية من المدن ترك فراغا امنيا كان على قواتنا الأمنية ملؤه وقد نجحت في تلك المهمة الى حد ما..لكننا جميعا نعرف الفارق بين قواتنا وقوات التحالف من نواحي التدريب والتجهيز..لذلك بالتأكيد ستحتاج قواتنا الأمنية الى زمن لسد الفراغ الناتج عن اعادة انتشار القوات الامريكية الى خارج المدن..ولا اعتقد ان الوقت الكافي للسيطرة على الأوضاع يقل عن خمس او ستة اشهر لتظطلع قواتنا بالمهمة وتنجزها على اتم وجه..فمالذي حصل؟؟ هنا تدخلت السياسة للأسف فجاء قرار السيد رئيس الوزراء برفع الحواجز الكونكريتية من الشوارع في غضون 45 يوم..انا واثق بأن القيادات العسكرية الميدانية كانت سترفض هذا التعجل في اتخاذ هكذا قرار خطير لو استشيرت في الأمر.اذ كان من المفترض بالحكومة ان تنتظر السيطرة الكاملة على كافة اجزاء بغداد (عسكريا واستخباراتيا) لتبدأ في تنفبذ عملية رفع الحواجر ولكن بصورة متأنية وبالتدريج كي لا تمثل هذه الخطوة عبئا على القوات الأمنية لتمسك مداخل ومخارج المدن والمناطق الحساسة..المشكلة ان الأندفاع الزائد والتعجل في اتخاذ هكذا قرارات(مع المعرفة التامة بوجود خلايا ارهابية نائمة قد تنشط في اي وقت) اربكت القوات الأمنية وأدت الى حصول جريمة اليوم.
2. القوات الأمنية لم تغير من ستراتيجياتها بالسرعة المطلوبة وبموازاة القرارات السياسية وللأسف هناك تراخي في السيطرات خاصة في فترات الظهر ومعظم السيطرات لاتزال تعتمد اسلوب الأشتباه بالسيارات ليس الا حيث لم تجهز معظمها بأجهزة الكشف عن المتفجرات مما يعيق اكتشاف المخربين الأرهابيين.
3. في فترة الأستقرار التي شهدتها بغداد كانت هنالك عمليات مستمرة لمطاردة الأرهابيين(قاعدة ومليشيات) مما جعل قادة هذه العصابات لا يفكرون الا بالفرار والتنقل مما جعلهم ينشغلون عن التخطيط لأنشطتهم الأرهابية وهذا واضح بعد الضربات التي حلت بتنظيم القاعدة في الأنبار وغرب بغداد وصلاح الدين وديالى والضربات التي وجهت للمليشيات في بغداد والبصرة وكربلاء والديوانية..الجهد العسكري للأسف افتقد في الاونة الاخيرة الى أدامة الضغط واقتصر الأعتماد على عمليات القوات الخاصة وجهاز مكافحة الأرهاب وترك تنظيم القاعدة ليسرح ويمرح في نينوى مما مثل له قاعدة عمليات خلفية ولا ننسى ان هذه العملية الارهابية سبقتها مجازر ارهابية في نينوى مثلت رسالة من القاعدة بأنها تسعى في الموصل لأعادة تنظيم صفوفها ولا ننسى هنا مجاورة الموصل لسوريا..الغريب ان الحكومة لم تعر الأمر اهمية او ربما خشيت من ذلك نتيجة الصراع مع حكومة كردستان حول نشر الجيش العراقي في الموصل اذ ترفض حكومة كردستان سحب البيشمركة من هناك وترفض دخول الجيش العراقي مما سيجر الحكومة الى صدام مع الحكومة الأقليمية وهو ماسيعقد الوضع اكثر..تعنت حكومة الأقليم وخوف الحكومة المركزية جعل الموصل ضحية بيد القاعدة وذيولها وجعلها معسكرا للتنظيم المهزوم كي يعيد نشاطاته الأرهابية او جزء منها على الأقل.
4. الصراع السياسي وقرب الأنتخابات جعل من الضروري توجيه ضربة "او ضربات"قاضية ضد الحكومة من قبل منافسيها في الأنتخابات(وشركائها في الحكومة في نفس الوقت) وبالطبع لابأس من قتل المواطنين اذا كان ذلك سيصب في صالح هذه الجهة او تلك..كذلك الصراع السياسي نفسه السبب كما اشرنا في تراخي قبضة الحكومة في نينوى.
5. قد يكون نجاح القوات الأمنية في كشف ملابسات مصرف الزوية وأعتقال البغدادي واعترافاته سببا لبعض الجهات للقيام بهكذا اعمال لتسئ لصورة تلك القوات وتقلل من شأنها ومما يسهل الامر لهذه الجهات وجود عدد من عناصرها في صفوف الأجهزة الأمنية وبمواقع متقدمة يستطيعون تسهيل هذه الأعمال.
6. عدم كشف ومحاكمة المتورطين في الجرائم والتفجيرات السابقة جعلهم يتمادون في اجرامهم واستهتارهم بالدم العراقي.


بعد ما تقدم اعلاه يتضح ان اعادة تقييم فوري للخطط الامنية مسألة ملحة..كما ان تكرار الخروقات يضع قيادة عمليات بغداد في محل تساؤل وتحقيق..اذ لا يكفي ان تنجح في الماضي كي لا تحاسب على اخطائك اليوم..لقد نجح القادة في عمليات بغداد بأداء دورهم على اتم وجه عندما كانت الأستراتيجية هي مسك الأرض والسيطرة على مدن بغداد من جديد..لكنها غير قادرة على ادامة النجاح في حالة الخلايا النائمة وحرب الأستخبارات لذلك لابأس بأدخال دماء جديدة لها ويجب احالة من يثبت تقصيره الى التحقيق فورا كون الخروقات ألأمنية هذه تمس حياة المواطن ورموز السيادة العراقي(وزارات الدولة)"بحسب تعبير السيد كوشنير" وكذلك يجب على قادة الخطة اظهار نوع من المهنية وعدم القاء التهم جزافا..فقد اتهم الناطق بأسم الخطة اللواء قاسم عطا التحالف البعثي التكفيري بهذه الأعمال...الحلف غير الشريف بين الصداميين وانصار القاعدة معروف لنا تماما لكن هناك جهات اخرى قد تفعل هذه الجرائم ربما (وهو ما اميل اليه شخصيا) تحالفت مع هذا الحلف أو سهلت له القيام بهذا الخرق مما يجعلها شريكة معه..كان من الأجدر بالسيد اللواء انتظار نتائج التحقيقات وفرق الكشف الميدانية قبل ان يتهم احد بهذه الجريمة كي يعطي لمعلوماته المصداقية ويثبت للآخرين مهنيته.
كذلك يجب اعادة السيطرة على الموصل ويجب على حكومة كردستان عدم عرقلة هكذا نشاطات خصوصا ان وجود هذه التنظيمات في الموصل يهدد امن محافظاتنا الشمالية في الأقليم كما يهدد بغداد..اعادة السيطرة يجب ان تتم بتعزيزات من خارج نينوى(كما عزز الجيش في البصرة والديوانية بألوية قتالية استقدمت من بغداد وبابل والانبار وكربلاء ايام صولة الفرسان في البصرة و وثبة الأسد في الديوانية)وتغييرات في القيادات الأمنية.
يجب ايضا كشف كل ملفات الجرائم السابقة ومطاردة منفذيها والنيل منهم..كذلك ماذا تنتظر الحكومة لاحالة الارهابيين من امثال ابو عمر البغدادي الى القضاء كي يحاكموا ويعدموا كي يصبحوا عبره لغيرهم لا ان يطلق سراحهم من اجل مجاملات لجهات سياسية فدماء العراقيين اغلى من ان يسكت عن سافكيها.
الجهد الأستخباري وهو ركيزة اي حرب ضد هذا النوع من العصابات يجب ان يتم تعزيزه وتطوير قدرات الرصد الأستخباراتي والاستطلاع الجوي وتنفيذ ضربات استباقية لخلايا القاعدة والمجاميع الخاصة ومن لف لفها..كما نحتاج الى كاميرات مراقبة للشوارع تنشر على المياني الحكومية (لتجنب اتلافها) كي تتيح تتبع مسار السيارات المفخخة ورصدها خصوصا ان معظمها سيارات مسروقة مما يستدعي ايضا انشاء قاعدة بيانات الكترونية للسيارات المسروقة كي تعمم اوصافها على السيطرات مما سيسهل عمل الأجهزة الأمنية بشكل كبير وسيضعف حركة الأرهابيين.
الأمر الأهم من هذا كله عدم التسرع في اتخاذ قرارات تمس حيات المواطن وأمنه والمكتسبات التي تحققت في الفترة الماضية..
سادتي ساسة العراق وقادة امنه..امن المواطنين ودماؤهم امانة في اعناقكم..لن نلوم المجرمين لأنهم مجرمين ولا عتب عليهم لكننا نلومكم على فتح ثغرات لهم للنفاذ منها ونحملكم وحدكم كامل المسؤولية عن نتائج هذه الثغرات..
اما انتم شراذم الأرهاب الأعمى وفلول الموت فقد خبرتمونا لسنوات ست مضت وقد رأيتم أصرارنا على الحياة وثبات خطانا على طريقنا الى الأمام..الى الحضارة والتمدن تاركين سلفكم الصالح وتاركيكم خلفنا..كما انكم لم تنسوا شراستنا وضراوتنا في الدفاع عن مكتسباتنا وعن ارضنا وشعبنا ولن تندمل يوما اثار مخالب وانياب انشبناها في اعناقكم ووجوهكم القذرة..ستظل ذكرى تؤرقكم عندما هزمتم على ايدي ابناء العراق..ستظل الأنبار والبصرة والاعظمية والكاظمية وديالى والموصل والسليمانية والديوانية والخضراء والسيدية والجهاد والثورة خناجر مغروسة في خواصركم ورقابكم تذكركم دوما بوحل الهزيمة الذي مرغنا فيه انوفكم يا طيور الظلام..قد تفلحون انتم ومن يقف وراءكم بسفك دمائنا وازهاق ارواحنا لكن تذكروا بأن الدنيا تدور وتذكروا اننا روضنا الموت حتى تعايش معنا فلن نقابله الا بأبتسامة وازدراء..نموت من اجل حرية وطننا وتموتون يا كلاب جهنم من اجل شهوات جنسية ليس الا..خسرتم حربكم معنا بالأمس وخسرتم أخلاقكم ان كنتم تعرفون الأخلاق ولن تثنينا افعالكم يوما عن حبنا للحياة وتمتعنا بها.. خسئتم وخسأ من سلك دربكم ومن مولكم من عجم وعربان..لن تزيدنا جرائمكم الا اصرارا على تجربتنا الفتية..الرحمة لشهداء الأربعاء وكل شهداء العراق..والسلامة للجرحى..

وصدقوني ما تضيك الا تفرج..

وعذرا على الأطالة فالقلب على وشك الأنفجار..
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات