مثل أي شجرة تزرعها ...إذا لم ترعها بالري والرعاية والعلاج ضد الأمراض تذوي وتموت...كذلك الثورة تحتاج إلى متابعة وإشراف وتعديل مسار ومحاربة الذين يهاجمونها في الخفاء والعلن وكشف مؤامراتهم ومنع الالتفاف عليها كما نقاوم النباتات المتسلقة التي تخنق الشجرة وتمنع عنها ضوء الشمس...الثورة المصرية قامت في أحلك الظروف من حيث سيطرة حزب حاكم ورئيس له مطلق الصلاحيات بحكم الدستور المفصل لحسابه وحساب من يلتفون حوله من الفاسدين المنتفعين ...كان من المستحيل أن تجابه هذه الثورة بالعنف كما يحدث في ليبيا وسوريا لأن الجيش المصري كان فيه من الكفاءات والعقول ما يمنع ذلك ويرى مستقبل مصر مع الثورة وليس ضدها...ولكن نظرا لعنفوان النظام السابق وتغلغله في أرجاء وأركان الدولة حال دون انطلاق الثورة إلى البناء وعرقلها وما يزال يعرقلها حتى تنتكس ...ولولا الرعاية والمتابعة من شباب الثورة الواعي واللقاء شبه الأسبوعي في ميدان التحرير لكان للقوى المناهضة للثورة أن تنجح في احتوائها وخنقها تماما...ونعلم أن مهمة الشباب ليست سهلة ولكن من قام بالثورة بداية يستطيع رعايتها بعد ذلك...كل المناقشات والحوارات التي تريد لي عنق الثورة وصرف النظر عن أولوياتها مثل قضايا الانتخاب أو الدستور أو محاكمة الفاسدين وتبرئتهم والمماطلة في المحاكمة وتمييع التهم الموجهة إلى النظام الأمني وحماية المتهمين, كل هذه قضايا فرعية يمكن تأجيلها إلى حين تأمين الثورة وترسيخ أقدامها...إن تغيير النظام الذي قامت من أجله الثورة ما زال متغلغلا في دواوين الحكومة وفي عقول وزرائها القدامى ونحن نرى هذه الحكومة خالية من أصحاب الثورة ومعتمدة على رموز مبارك ....وباختصار ولن نمل من ترديد ذلك ...لم نعد قابلين بالشعر الأبيض الأشيب ليقود ثورة فتية وإذا تعذر التغيير في هذا الاتجاه مؤقتا فالبديل هو الضغط المستمر على المجلس العسكري والوزارة الحالية لتعديل طريقة الحكم بما يضمن حماية الثورة من أعدائها المتربصين ...ولكنهم في نفس الوقت يعملون في دأب ونشاط بحكم امتلاكهم المال وتجنيد عملاء كبار.... وبلطجية أيضا...وأخيرا ..نحن نثق في شباب الثورة وسوف نعمل معهم مؤتمرين بما يأمرون
التعليقات (0)