تطل علينا نشرات الأخبار هذه الأيام بخبر جيد قديم وهو اعتزام الإدارة الأمريكية نشرة منظومة صواريخ جديدة في أربعة دول خليجية. أستغرب استجابة وخضوع الدول الخليجية وبعض العربية للتخويف الأمريكي من النظام الإيراني وأن إيران تعتزم على ضرب هذه الدول !!!!؟؟؟؟.
وإن سمعنا ما يُفسر على أنه تهديدات أو تحذيرات وهو ليس كذلك لو حاولت هذه الدول أن تفهم . فإيران لو كانت تريد أن تقوم بضربات على هذه الدول (الخليجية بشكل خاص) لنفذت ذلك في قمة الصراع بينها وبين النظام البعثي في منتصف الثمانينيات عندما كانت هذه الدول تدعم وبشكل علني نظام صدام في حربه على إيران ودفعت ملايين ومليارات الدولارات (بل إن بعض الدول استدانت لنفس الهدف) وزج بأبناء العراق في حرب ليست بحربهم.
فكل جاهل بأمور السياسة يعلم أن النظام البعثي دُفع دفعاً من قبل الأمريكان لهذه الحرب وكذلك من وقف خلفه ودعمه . ليس من مصلحة إيران وفي هذه الوقت بالذات أن توتر علاقتها بدول الجوار بل هي تحتاج إلى دعمهم. ولا أدري متى تعرف النظم العربية من أين يأتي الخطر الحقيقي (ومن أين تؤكل الكتف يا عرب ).
ألا يعلم زعماء هذه الدول أن أمريكا لا تقوم بذلك من أجل سواد ولا خضرة أعين العرب بل لأجل مصالحها ودفاعا عن النظام الصهيوني المتربع على الأراضي العربية .
وقد سارعت الإدارة الأمريكية لتنفيذ صفقتي تسليح لدولتين خليجيتين يبلغ سعر الواحدة منها 25 مليار دولار !!!!!!
الغريب أنه لو نرجع لميزانيات هذه الدول نجد أنها لم تخصص نصف ولا ربع هذا المبلغ لتعليم والبحوث المفيدة أو الصحة أو للمساهمة في القضاء على البطالة المستشرية بل إنها لا زلت ترضخ تحت ديون حربي الخليج الأولى والثانية !!!!!.
لا أدري ألا يتخذ زعماء هذه الدول من صدام عضة وعبرة لهم . فبعد تنفيذ مهامه وواجباته تجاه الإدارات الغربية أخرجه من سلطة على الشعب العراقي من حفرة حقيرة وأعدمه فذهب إلى مزبلة التاريخ . أم أن هذه الأنظمة وزعمائها أقسموا على الولاء الأبدي للغرب والطاعة المطلقة للعم سام فلا تخشى بعد ذلك الإطاحة بها (كما فعلت بصادم ) ولن تزحزح من كراسيها العفنة .
التعليقات (0)