رضا ..والرظا
شكرا أيها السفير القدير ، إنك بدأت تستعرض علينا ـ عظلاتك ــ الديبلوماسية
هذا تعليق للاخ الرائع والمعلق الصبور ..رضا التونسي وخلال 24 ساعة كان قد صحح لي كلمة في تعليق وحلف انه لن يسكت عن خطأ لغوي خاصة واننا في موضوع عن اللغة العربية وادابها ...فخطر لي ان ابحث هل يمكن ان نستبدل الضاد بظاء او العكس وهل يختل المعنى ؟؟
وكنت قد نشرت مقالا بهذا الموضوع في مدونتي الثانية في ايلاف بين الدفاتر نت وتصدرتها هذه النكتة
امرأة اشتكت في ألمحكمه بأن زوجها قام بإيذائها و ( عضها ) بشده وعنف
ولما عرض ذلك على الزوج اعترف بفعله, وبسؤاله عن سبب هذا الفعل الغريب
قال: هذا جائز شرعا!!!!!!!!!!!
واستند إلى قوله تعالى :
( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن- - -)
فهم خطا أن الآية تجيز العض, ولم يفهم أن المعنى هو الوعظ والنصح والإرشاد .
وما دمنا مع الاخ رضا فليكن البحث عن اسمه ..فعندما بحثت في قواميس اللغة عن كلمة رظا لم اجد لها مكانا ولا معنى ولو انها في العامية تعني نفس المضمون ولكن عندما كتبت رضا هالني ما احتوته هذه الكلمة من معاني وسياق وهاكم القليل المختصر :
تقول العرب : من أُعْطِيَ مائة من المَعز فقد أُعطي القِنى ، ومن أُعطي مائة من الضأْن فقد أُعطِيَ الغِنى ، ومن أُعطي مائة من الإبل فقد أُعطِي المُنَى .
والقِنى: الرِّضا .
عن أَبي زيد أَن القِنَى الرِّضا .
وأَقْناه إذا أَرْضاه.
والرجُل جُنُبٌ من الجَنابةِ، وكذلك الاثْنانِ والجميع والمؤَنَّث، كما يقال رجُلٌ رِضاً وقومٌ رِضاً، وإِنما هو على تأْويل ذَوِي جُنُبٍ، فالمصدر يَقُومُ مَقامَ ما أُضِيفَ إِليه.
قال خَلاَّدٌ الأَرْقَطُ: حدثني زَمِيلُ عمرو بن عُبيْد قال سمعته في الليلة التي مات فيها يقول: اللهم إنك تَعْلم أَنه لم يَعْرِضْ لي أَمرانِ قَطّ أَحدُهما لك فيه رِضاً والآخرُ لي فيه هَوىً إِلاَّ قدَّمْتُ رضاك على هوايَ، فاغْفِرْ لي؛
وفي التنزيل العزيز: وإِذ هُم نَجْوَى؛ فجعلهم هم النَّجْوى، وإِنما النَّجْوى فِعلهم، كما تقول قوم رِضاً، وإِنما رِضاً فِعْلهم
وفي المثل: خيرُ الغِنى القُنوعُ، وشرُّ الفقرِ الخُضوعُ. قال: ويجوز أن يكون السائل سمِّي قانِعاً لأنَّه يرضى بما يعطى قلَّ أو كثر، ويقبله ولا يردُّه، فيكون معنى الكلمتين راجعاً إلى الرضا.
وفي الحديث: فأَكَلَ وأَطْعَمَ القانِعَ والمُعْتَرَّ؛ هو من القُنُوعِ الرضا باليسير من العَطاء.
وقال بعض أهل العلم: إنَّ القُنوعَ قد يكون بمعنى الرضا، والقانِعُ بمعنى الراضي، وهو من الأضداد.
وأنشد:
ولكنِّي أعَزَّنِيَ القُـنـوع وقالوا قد زُهيتَ فقلتَ كلاَّ
وفي المحكم: فرضَوْتُه كنت أَشدَّ رِضاً منه، ولا يُمَدُّ الرضا إلا على ذلك. قال الجوهري: وإنما قالوا رَضيتُ عنه رِضاً، وإن كان من الواو، كما قالوا شَبِعَ شِبَعاً، وقالوا رَضِيَ لِمكان الكسر وحَقُّه رَضُوَ، قال أَبو منصور: إذا جعلت الرِّضى بمعنى المُراضاةِ فهو ممدود، وإذا جعلته مصدَرَ رَضِي يَرْضَى رِضىً فهو مقصور. قال سيبويه: وقالوا عيشَة راضِيةَ على النَّسب أَي ذات رِضاً.
ورجلٌ رِضىً من قَوْمٍ رضىً: قُنْعانٌ مَرْضِيٌّ، وصَفوا بالمَصْدر؛ قال زهير: هُمُ بَيْنَنا فَهُمْ رِضىً وهُمُ عَدْلُ وصَفَ بالمصدر الذي في مَعْنى مَفْعول كما وُصِفَ بالمَصْدر الذي في مَعْنى فاعِلٍ في عَدْلٍ وخَصْمٍ. الصحاح: الرِّضْوانُ الرِّضا، وكذلك الرُّضْوانُ، بالضم، والمَرْضاةُ مثلهُ. غَيره: المَرْضاةُ والرِّضْوان مصدران، والقُرّاء كلهم قَرَؤُوا الرِّضْوانَ، بكسر الراء، إلاَّ ما رُوِي عن عاصم أَنه قرأَ رُضْوان ويقال: هو مَرْضِيٌّ، ومنهم من يقول مَرْضُوٌّ لأَن الرِّضا في الأَصل من بنات الواو، وقيل في عيشَةٍ راضِيَة أَي مَرْضِيَّة أَي ذات رضىً كقولهم هَمٌّ ناصِبٌ.ومن هنا هناك من ينصح ويغلط وقد يقع فيها من أتقنوا اللغة العربية ودرسوها ووجدت في اميلي رسائل في هذا المضمون منها ..للفائدة واستكمالا للموضوع
حيث أن الحاسوب قد سهَّل من مهمة الكاتب المعاصر في التفريق بين الظاء والضاد حيث يستطيع الكاتب بمجرد تحميل وتنصيب برنامج التدقيق اللغوي التلقائي في البرنامج العربي " وندوز " أن ينتبه إلى الخطأ حيث يتولى الحاسوب وضع خط أحمر رقيق متموج تحت الكلمة الخطأ . فلو كتبت كلمات من قبيل : عضم /غليض / ضهر / لظهر تحتها خط أحمر يزول بمجرد تصحيحها إلى : عظم / غليظ / ظهر / .ولو كتبت كلمة ظابط /ظبع / بيظة / رياظة لظهر الخط الأحمر أيضا وكان لزاما علينا تصحيح الكلمة إلى : ضابط / ضبع / بيضة / رياضة .
ولكن هناك كلمات قليلة متماثلة في العربية وتكتب حينا بالضاد فتعطي معنى معينا نحو ضل بمعنى ضاع ، وتكتب حينا آخر بالظاء فتكون صحيحة لغة ولكنها تعطي معنى مختلفا نحو : ظل بمعنى بقي و الكلمات التي من هذا الغرار لا يساعدنا نظام التدقيق الإملائي التلقائي في الحاسوب على تمييزها لأن الخط الأحمر لا يظهر عند كتابتها بالضاد أو بالظاء فكلاهما صحيح غير أن هذه الكلمات قليلة العدد ويمكن حفظها على ظهر قلب وهذه بعض الأمثلة عليها :
ظل بمعنى بقي والظل بمعنى الفيء / ضل بمعنى ضاع
/ حظ بمعنى نصيب / حضَّ بمعنى حثَّ وحرَّض
/ غيظ بمعنى غضب / غيض بمعنى غار واختفى الماء في الأرض
/ ظن بمعنى اعتقد / ضن بمعنى بَخِلَ
/ النظر بمعنى الرؤية / النضر بمعنى الحسن الهيئة
حضر عكس غاب /حظر بمعنى منع .
فظ بمعنى أخرق وغليظ الطبع / وفضَّ بمعنى فكك وفتح .
الفظة بمعنى المرأة الخرقاء وغليظة الطبع / والفضة بمعنى المعدن المعروف .
ظفر بمعنى ظفر الإصبع وظفر بمعنى انتصر وضفر بمعنى ضفر الشعر على هيئة ضفيرة وضفر الحبل .
كما يمكننا الاستعانة بالمعاجم والقواميس العربية العربية أو العربية الأجنبية أي المفهرسة على أساس التسلسل الهجائي العربي لنتأكد أحيانا من كيفية كتابة الكلمات التي تبدأ بحروف الضاد أو الضاد غير أن هذه الطريقة لا تنفعنا كثيرا مع الكلمات التي تقع الضاد أو الظاء في وسطها أو نهايتها .
ولفائدة الدارس هذين منظومتين شعريتين حول موضوع الضاد والظاء :
- جمع الشيخ أبو عمرو الداني جميع الكلمات القرآنية التي ورد فها حرف الظاء في الأبيات التالية من نظمه :
ظفرت شواظ بحظها من ظلمنا فكظمت غيظ عظيم ما ظنت بنا
وظعنت أنظر في الظهيرة ظلةً وظللت أنتظر الظلال لحفظنا
وظمئت في الظما ففي عظمي لظى ظهر الظهار لأجل غلظة وعظنا
أ نظـرت لفـظي كـي تيـقظ فــــظه وحظـرت ظـهر ظهـيرها مـن ظـفرنا
وهذه معاني بعض الكلمات السابقة ( الشواظ = اللهب / كظم = حبس النَفَس والغيظ /و الظعن = السفر /الظمأ = العطش / لظى = نار )
وهذه منظومة شعرية نظمها الحريري في المقامة الحلبية وتضمنت الكلمات التي تحتوي على الظاء فإذا حفظناها أو احتفظنا بها أمكننا اعتبار كل ما تبقى خارجها بالضاد وليس بالظاء مع العلم بأن العديد من كلمات هذه المنظومة هو من الغريب الغابر والمنقرض أو النادر الاستعمال من قبيل الشيظم وهو الجمل الطويل الجسيم والظليم وهو ذكر النعام وغير ذلك مما يمكن إهماله من قبيل : الشَّناظِي والدَّلْظُ والظّأبُ والعُنظُوانُ والحنعاظ...الخ . قال الحريري في منظومته :
أيها السائلي عنِ الضّـادِ والـظّـا ء لكَـيْلا تُـضِـلّـهُ الألْـفـاظُ
إنّ حِفظَ الظّاءات يُغنيكَ فاسـمـعها استِماعَ امرِئٍ لهُ اسـتـيقـاظُ
هيَ ظَمْياءُ والـمـظـالِـمُ والإظْلامُ والظَّلْمُ والظُّبَى والـلَّـحـاظُ
والعَظا والظّليمُ والظبيُ والـشّـيْظَمُ والظّلُّ واللّظـى والـشّـواظُ
والتّظَنّي واللّفْظُ والنّظـمُ والـتـقريظُ والقَيظُ والظّما والـلَّـمـاظُ
والحِظا والنّظيرُ والظّئرُ والـجـاحِظُ والـنّـاظِـرونَ والأيْقــاظُ
والتّشظّي والظِّلفُ والعظمُ والظّـنبوبُ والظَّهْرُ والشّظا والشِّظـاظُ
والأظافيرُ والمظَـفَّـرُ والـمـحْظورُ والحافِظـونَ والإحْـفـاظُ
والحَظيراتُ والمَظِـنّةُ والـظِّـنّةُ والكاظِمـونَ والـمُـغْـتـاظُ
والوَظيفاتُ والمُواظِـبُ والـكِـظّةُ والإنـتِـظـارُ والإلْـظــاظُ
ووَظـيفٌ وظـالِـعٌ وعـظــيمٌ وظَـهـيرٌ والـفَـظُّ والإغْـلاظُ
ونَظيفٌ والظَّرْفُ والظّلَفُ الـظّـاهِرُ ثمّ الـفَـظـيعُ والـوُعّـاظُ
وعُكاظٌ والظَّعْنُ والمَظُّ والـحـنْظَلُ والـقـارِظـانِ والأوْشـاظُ
وظِرابُ الظِّرّانِ والشّظَفُ الـبـا هِظُ والجعْـظَـريُّ والـجَـوّاظُ
والظَّرابينُ والحَناظِـبُ والـعُـنْظُبُ ثـمّ الـظّـيّانُ والأرْعـاظُ
والشَّناظِي والدَّلْظُ والظّأبُ والظَّبْظابُ والعُنظُوانُ والـجِـنْـعـاظُ
والشّناظيرُ والتّعـاظُـلُ والـعِـظْلِمُ والبَظْـرُ بـعْـدُ والإنْـعـاظُ
هيَ هذي سِوى النّوادِرِ فاحـفَـظْها لتَقْـفـو آثـارَكَ الـحُـفّـاظُ
واقضِ في ما صرّفتَ منها كما تقضيهِ في أصْلِهِ كقَيْظٍ وقـاظـوا ))
عوني ظاهر 6/3/2011
التعليقات (0)