مواضيع اليوم

رصد ميداني تاريخي لأسباب الثورة في تركيا .. ما قصة "الخلافة العثمانية" ؟

غازي أبوكشك

2013-06-07 14:22:56

0

 

رصد ميداني تاريخي لأسباب الثورة في تركيا .. ما قصة "الخلافة العثمانية" ؟

 
 
رصد ميداني تاريخي لأسباب الثورة في تركيا .. ما قصة  

 "انقلب السحر على الساحر " والسلطان أردوغان بات في خطر نتيجة أحداث تقسيم والتي تقف عند ذالك الحد فقد شهدت الساحة السياسية التركية 90 مظاهرة انتشرت لتشمل معظم المحافظات التركية الــ 48 بل انتقل المشهد إلى الدول المجاورة التي تقطنها الجاليات التركية وخصوصا في أوروبا فقد شهدت برلين مظاهرة احتشد فيها نحو 600 شخص أمام السفارة التركية في ألمانيا ليعلنوا تضامنهم مع الثورة التركية هكذا بدأ المشهد السياسي التركي الداعم لثورات الربيع العربي بحيث أصبح يعاني من ثورة عارمة قد تطيح بطموحات السلطان الجديد "أردوغان" لتقضي على أحلامه وطموحاته المبنية على ملك السلاطين العثمانيين السابقين والتي شملت احتلالها لعدد من دول الشرق الأوسط في إعادة الهيمنة والسيطرة من جديد من خلال مواقفه الداعمة لثورات الربيع العربي ووصول قادة الإسلام السياسي إلى الحكم ولم يكتفي بذالك بل لعب دور الوسيط في تقريب وجهات النظر بين الإسلام السياسي والامبريالية العالمية المتمثلة في محور الدول العظمى في مبادرة منه لاحتوائها وتجنيدها طمعا في تحقيق حلمه التي بات في الخيال مع اشتعال فتيل الثورة .

القضية الأساسية لم تكن مشروع منتزه "تقسيم" بقدر ما كانت المعارضة لسياسات الحكومة التركية التي نبعت من منطلق طائفي ومذهبي على حد وصف الصحف التركية العلمانية بل تركزت على اتهامات وتصريحات وانتقادات "أردوغان" الشديدة اللهجة لنظام الأسد في سويا ووصفه بالدكتاتور الدموي وأن إيران تدعم سوريا لأنها دولة شيعية فيما هاجم قياديو حكومة العدالة وحزب الله اللبناني ووصفوه بأنه "حزب الشيطان" لأنه يقف إلى جانب سوريا ,إضافة إلى استمرار التوتر مع حكومة المالكي على أثر الخلافات الطائفية والتوقيع على اتفاقيات استيراد النفط والغاز من منطقة شمال العراق معتبرينها خلافا لقوانين الحكومة المركزية العراقية في بغداد.

وأوضح عدد من النشطاء الأتراك عبر مواقعهم الاجتماعية تويتر وفيس بوك أن سبب اشتعال فتيل الثورة يعود إلى الانقسامات داخل المجتمع التركي إلى سنة وعلويين وأتراك وأكراد,  بالإضافة إلى تقييد الحريات العامة والمساس بعلمانية البلاد التي أسسها كمال أتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة خصوصا بعدما أقر البرلمان التركي قانونا يحد من استهلاك المشروبات الكحولية والترويج لها  ,كما ويحد القانون من الأماكن التي يمكن استهلاكها وبيعها من العاشرة ليلا وحتى السادسة صباحا.

وأضافوا أن "أردوغان" يسعى لترشيح نفسه لمنصب الرئيس التركي وقد استطاع عن طريق حزبه العدالة والتنمية في أكتوبر الماضي بتمرير تعديل دستوري أقرته الجمعية العمومية للبرلمان يتعلق بتقديم الانتخابات المحلية التركية 6 أشهر عن موعدها المقرر في مارس 2014 لتكون في أكتوبر 2013 وذالك بموافقة 365 نائبا من إجمالي 422 من نواب البرلمان التركي .

وفي ذات السياق ذكرت صحيفة "يني جاغ" التركية أن الاستطلاع التي أجرته خلال الفترة 25-26 مايو الماضي في 26 بلدة باسطنبول والذي شارك فيه 2487 مواطنا رأوا أن من أهم المشاكل التي تواجهها اسطنبول في عهد حكومة حزب العدالة والتنمية هي حركة المرور والبطالة وتلوث البيئة والمجال الصحي والمجال الأمني ومشاكل الكهرباء والماء .

أحد النشطاء الأتراك كتب على صفحته قائلا "الصورة اليوم أصبحت واضحة فحقيقة الدولة العثمانية التي تجلت في فكر العدالة والتنمية وعشقها للحكم والسلطة تركت تراكمات عبر الحكومات المتعاقبة لتولد احتقانا عند الشعب التركي والشعوب الاثنية التي كانت تسكن أراضيها التاريخية والتي سميت فيما بعد تركيا عبر التهجير والتتريك وتضييق الحريات وبالأخص عمليات القتل والاعتقال التي تمت ضد المثقفين والكتاب والصحفيين والفنانين من جميع الأطياف حتى الأتراك منهم من قال كلمة الحق لم يرحم ,من قبل الحكومات التركية المتعاقبة والتي استخدمت الشعوب وقودا لتمرير مشاريعها الاستعمارية ".

وأضاف الناشط  "إن استمرارية هذه المظاهرات ستفرض احتمالية وقوع الأطراف الثلاثة (العلمانيين والقوميين والإسلاميين) في نزاع من الممكن أن يضع أول مسمار في نعش "أردوغان" وقد تكون منطقة "تقسيم" أول خطوة في تقسيم ما سميت بتركيا ومنها تبدأ عملية الاستفاقة عند الشعب التركي في كشف الحقائق عن تاريخ هذه الدولة التي بنيت على أنقاض الجثث " على حد تعبيره.

وعلى الجانب الآخر حاولت الصحف الموالية للحكومة التركية تقزيم المشكلة ووصفت من قاموا بالمظاهرات هم مجموعات إرهابية وتحريضية من حزب الشعب الجمهوري واكتفت بحصر المظاهرات حول موضوع اقتلاع شجر ميدان "تقسيم" .

وفي سياق متصل اعترف "أردوغان" بأن الشرطة بالغت في رد فعلها في بعض الحالات عندما تدخلت لتفرقة المتظاهرين , مؤكدا في نفس الوقت أن الحكومة ستطبق مشروعها في خطة إعادة تنمية ميدان "تقسيم" برغم الاحتجاجات.

واستعرض "أردوغان" مراحل التطور الثلاثة التي أثرت على نمو وازدهار الاقتصاد التركي ورفع مستوى دخل الفرد في تركيا .

كما تعهد "أردوغان" باستعادة النظام لضمان سلامة الناس وممتلكاتهم قائلا " إن رغم الأضرار التي ألحقت بالممتلكات العامة فان الشرطة ستواصل العمل وفق السلطات الممنوحة لها واتهم أردوغان المحتجين باستخدام القضية ذريعة لتوليد التوترات داعيا إياهم الى إنهاء احتجاجاتهم فورا لتجنب الأضرار أكثر فأكثر بالزائرين والمشاة والمستوقفين.

وفور عودة الرئيس التركي عبد الله غول من زيارة له لتركمانستان صرح بان الاحتجاجات وصلت الى العنف وسط اسطنبول وقد تصل الى طريق مسدود داعيا الى تغليب المنطق والعقل السليم في التعاطي مع الأوضاع القائمة .

 

قال مدير منظمة العفو الدولية في أوروبا جون دالهوسين، إن ميدان تقسيم الآن تحول إلى ميدان التحرير أيام الثورة المصرية منذ عامين، حيث أصبح تحت سيطرة المتظاهرين بعد ثلاثة أيام، فعلى غرار ما حدث في مصر من قبل أرسل رجب طيب أردوغان قوات الشرطة لتفريق المتظاهرين بالقوة، كما أنه وصف المتظاهرين بالمجرمين الإرهابيين، واستخدمت عناصر الشرطة العنف المفرط، واعتقلت أكثر من 1700 شخص خلال الاحتجاجات، وذكرت الجمعية الطبية التركية أن ما يقرب من 1000 شخص أصيبوا فى اسطنبول وحدها.

وأضاف "دالهوسين" أن شخصين على الأقل لقوا حتفهم فى الاحتجاجات التى اندلعت فى تركيا على الرغم من ذلك لم تعلن أي جهات رسمية عن هذا الخبر حتى الآن، مشيرا إلى أن عناصر الشرطة تستخدم القوة المفرطة ضد المتظاهرين، واصفا رد الفعل ضد تلك المظاهرات السلمية بـ"مبالغ فيه وأمر مخز".

وأشار إلى أنه أيضا مثلما كان يحدث فى ميدان التحرير أيام ثورة يناير 2011 حدث أيضا فى ميدان تقسيم بتركيا، حيث بإمكاننا مشاهدة أعمال تنظيف جارية لمتطوعين وعمال بلدية بإسطنبول، مشيرا إلى أن رجب طيب أردوغان الآن تحول إلى مبارك تركيا. وأوضح أن أردوغان قال فى خطاب ألقاه الأحد إنه "ليس دكتاتورا"، وتساءل "أسألكم بربكم…هل أردوغان دكتاتور؟" إذا كنتم ترون فى شخص يخدم شعبه دكتاتورا، فليس لدى ما أقوله" وذلك ردا على الشعارات التى رددها المتظاهرون مطالبين إياه بالتنحي"، كما أنه دافع عن سجله فى منصبه مذكرا بـ"الإنجازات الاقتصادية غير المسبوقة"، وذكر بأنه "غرس الكثير من الأشجار" فى إحالة على الموضوع الذي أطلق التظاهرات، مؤكدا أنه كان وراء غرس ملياري شجرة.

وحث "دالهوسين" السلطات التركية باتخاذ خطوات عاجلة لمنع سقوط المزيد من القتلى والمصابين، والسماح للمتظاهرين بممارسة حقوقهم الأساسية.

يذكر أن مئات المتظاهرين احتلوا حديقة قاضى الصغيرة قرب ميدان "تقسيم" التى أثار مشروع اقتلاع الأشجار منها حركة الاحتجاج ضد الحكومة منذ الجمعة الماضية، واحتفلوا باعتراف رئيس الوزراء بالرد المبالغ فيه للشرطة على المحتجين وبسحب قوات الشرطة من الميدان، وقوبل استخدام العنف المفرط من الشرطة التركية بانتقاد من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث أطلقت طائرات الهليكوبتر عبوات الغاز المسيل للدموع فى أحياء سكنية، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع فى محاولة لإجبار محتجين على الخروج من المباني، وأظهرت صورة على يوتيوب شاحنة شرطة مدرعة تصدم محتجا لدى اقتحامها حاجزا




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !