منذ قليل سمعت الإعلامية المجتهدة (دينا عبد الرحمن ) تقرأ من أخبار الصحف خبر محاولة اغتيال أديب مصر العالمى (نجيب محفوظ ) وقيل إن الذى حاول اغتياله رجل أمى ملتحى
وقال الخبر :إن مكالات الأنباء فى العالم أذاعت الخبر ولكن الإعلام المصرى لم يفعل لأن وزير الإعلام وقتها كان خارج البلاد .
ولقد شعرت بالجزع الشديد لهذا الخبر لعدة اعتبارات :
أولا :لأن البلطجة الفكرية أخطر أنواع البلطجة .إنهم لا يسرقون مالك أو متاعك إنما (يطبقون فى زمارة رقبتك ) ويخلعون لسانك وذلك عن طريق الإرهاب العضلى الذى يدهس الكلمات
والكرامات .وليس عجيبا أن يقوم بهذه المهمة القذرة بشر لايعقلون ولكن العجب العاجب أن هؤلاء يعدون مهمتهم مقدسة بدعوى حماية الدين من الخارجين عليه .مع أن أبسط قواعد
الدين تؤكد أن هؤلاء المجانين هم الخارجون على الدين .
إن أعدى أعداء الإسلام فى الجاهلية لم يتبعوا سياسة تكميم الأفواه بل كانت هناك حروب الكلام والجدال والمساجلات الشعرية وغير الشعرية وقد سجل القرآن بعضها .
وقد نبهنا مرارا إلى أن القرآن كان حريصا على إيراد كلام الخصوم بموضوعية كاملة ثم يرد عليها بمنطق وأسلوب عفيف
إننا قد نختلف مع هذا أو ذاك وقد يغالون فى خصومتهم ولكن ليس من حقنا أن نصوغ الناس على هوانا ولكل إنسان عقل ولكل عقل بصمته "قل كل يعمل على شاكلته "
والقرآن الكريم أوضح الحقيقة التى يغفل عنها الكثيرون وهى أن اختلاف الناس من آيات الإبداع الإلاهى وأن هذا الاختلاف مقصود "ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم "هود 118-119
هذا الاختلاف يصنع التنوع والتنوع يعنى قدرات متعددة وطاقات شتى تدل على قدرة الخالق وثراء العقل الإنسانى
وهناك حقيقتان جديرتان بالاعتبار :
أولاهما :أنه كلما اشتعل الجدال حول قضية ما كلما أخذت مساحة أكبر من عقول الناس واهتمامهم .
ثانيهما :أنه كلما قوبلت الكلمة بالقوة كلما علت وترسخت واكتسبت قوة وتأثيرا .وبالتأكيد يموت من استخدم القوة و تعيش الكلمة وصاحبها .
التعليقات (0)