علي جبار عطية
الأربعاء 10-04-2013
أفادتني الاعادات المستمرة لبعض الأفلام العربية الكلاسيكية في تصحيح بعض المفاهيم وإعادة النظر بأفكار بدت في أول العمر حقائق لا يشوبها شك فاذا هي في آخره مجرد أوهام وأباطيل!
من تلك الافلام (اللص والكلاب) لمخرجه كمال الشيخ وهي فرصة لمراجعة واستذكار رواية نجيب محفوظ بالاسم نفسه فالبطل هو سعيد مهران والكلاب الذين يقصدهم هم الناس وقد حرص المخرج على ان يضع نباح الكلاب مع الموسيقى التصويرية.
ان بطل الفيلم الحقيقي هو سخرية الأقدار التي تطيح بشخص أراد أن يطبق الاشتراكية على طريقة الصعاليك فانحرف وسجن أربع سنوات ليخرج من السجن الصغير الى الكبير كما عبر عن ذلك شيخ المسجد ويجد زوجته الخائنة قد تزوجت صبيه الخائن (عليش) وقد استولوا على شقته وابنته ولم يعطوه سوى كتبه!
وعندما يلجأ سعيد مهران الى معلمه الصحفي (رؤوف علوان) يفاجأ بتنكره للمبادئ وانتهازيته فيجعله على قائمة من يسعى الى الانتقام منهم.
لكن اللافت للانتباه ان رصاصات سعيد مهران لا تصيب الا ضحايا لا ذنب لهم برغم تبريراته التي تقوم على ان هؤلاء يسندون هؤلاء الكلاب!
إن رأي سعيد مهران بالناس ووصفهم بأوصاف الحقارة ربما يلقى هوى في نفوس المتعاطفين معه بوصفه ضحية أما لو قام المرء بتحليل موضوعي لأفعاله فسيخرج بأدانة كاملة للبطل لأنه مجرم حقيقي فقد دخل السجن لانه لص وحين خرج أضاف لجرائمه السابقة التمرد على القانون والمجتمع وسفك الدماء من هنا تأتي أهمية مراجعة أفكار الرواية والفيلم بوعي فهي لا تمثل إلا رأي مجرم بالمجتمع ولو كان رأيه بالناس حسناً لما أقدم على هذه الجرائم وهذا يكشف افتقاد المجرم للعواطف الإنسانية وتحوله الى منتقم مسعور!
التعليقات (0)