ثلاثة عشر شهرا منذ ثورة يناير 2011 المصرية مضت في رحلة مستمرة لاكتشاف أسرار لم تكن تخطر على بال مصري ...إنه البركان الذي يقذف الحمم في كل اتجاه وتتناثر منه كل نتائج الاحتراق والانصهار...منذ فبراير 2011 ونحن نسمع قصصا عن الفساد في كل أركان الدولة وعن كل المسئولين بحيث ساورنا الشك في براءة أحد !!
هذه الأشهر التي مرت وألقت ما في بطنها من قذارات تمس عددا ليس بالقليل من حكام مصر وأغنيائها أشعلت في الشعب المصري مشاعر الغضب والحزن وخيبة الأمل في كبار (وعلية القوم) ...
لقد اكتشف الشعب المصري أن الأمراض التي أصبحت متوطنة لم تكن إلا تدبيرا وقصدا...وأن السرقة كانت العمل الرئيس الذي يشغل القائمين على إدارة الدولة وأن العمل لصالح الدولة كان آخر الاهتمامات !!
ومن العجيب أن العمل على كشف الفساد توقف عند ذلك ولم يزد عن الإعلان عن الأسرار دون محاولة إيقاف هذا الفساد أو إصلاحه سريعا لإنقاذ الدولة من السقوط !! بالطبع لن تسقط مصر إن شاء الله لكونها تنهب وتسرق منذ أزمان بعيدة وما زالت غنية بثروتها ولا تبخل على ناهب أو مستفيد أو مستغل!!
إن استقطاب الثروة في أيدي أشخاص لتعيد إلى مصر ظاهرة الإقطاع واستغلال رأس المال ما زال مسلسلا مستمرا بكل قسوته وجبروته وفساده ...بينما استمر تهميش أكثر الشعب وإسكانه في القبور وفي العشوائيات وتحت برك المجاري والمستنقعات ...لم نكن نشاهد ذلك على الشاشات إلا نادرا وبأقل الدقائق وليس الساعات حتى يغيب مشهد الفقر والإذلال عن أعين العالم!!
إن بعض الأخبار التي تنشر عن بيع شركات كبرى ربما تنذر باستمرار شائعة الهروب بالمال إلى الخارج قبل الحجز عليها إيفاء بحق الشعب المنهوب...ولا فائدة من التعمية لأن الشعب أصبح واعيا وناظرا بعين الريبة إلى كل خبر وسوف يكتشف بذكائه ما يفكر فيه أكبر المستثمرين حتى قبل أن يفكروا فيه...
إن البقاء القسري لبعض أركان الحكم السابق في مواقع سيادية يمنع بالقطع أي تغيير في هيكل الأجور لأن التغيير سوف يمسهم بل يقطع عنهم سيل الأموال التي تستقر في جيوبهم ثم تنقل إلى خزائن لا نعرفها ولا نستطيع العثور عليها ولا فتحها....
الثلاثة عشر شهرا التي مضت بينت ولم تغير ووضحت ولم تحاسب وكشفت ولم تسترد ...ولم ...ولم ....ولم....!!
حقا إنها رشفة من العصير المر
التعليقات (0)