مواضيع اليوم

رســالـــةٌ مـــفـــتــوحـــة لـــرئـــيـــسٍ لا يـــســـمـــع!

عندما تكون كل الشواهد تشاؤميةً وأنتَ ترىَ التفاؤلَ هو الأقرب، فحينئذ يمكن أنْ أقول بأنــك عبقريٌّ أو أحمق، لا ثالث لهما!

إذا اختارَ الرئيسُ حــِــماراً لتولّي منصبٍ خطير، فالتفاؤل هنا مقدمة لكارثة وطنية.
أختلف مع كل من يقول بأن التركة ثقيلة، وأنَّ الرئيسَ قد ورثها ويحاول التخفيف من حملها، فتنظر حولك لتبحث عما فعله الرئيس فتجد كل اختياراته في الأشخاص المنوط بهم حل مشاكل الدولة غير موفقة.

الإصلاح يبدأ من العدالة، أقصد من التعليم، أعني من الإعلام، أشير إلىَ الثقافة، ألمـّــح إلىَ الاقتصاد، لكن البداية من قوانين تجفيف منابع الإرهاب، التطرف، الفساد، النهب، ثم اختيار الكفاءات، وسدّ أي طريق لتهريب قرش واحد إلى خارج الوطن.
ومع ذلك فالرئيس لم يبدأ بعد، ويتصدر المشهدَ حديثٌ عن حرب الرئيس ضد الإرهاب، وتآمر العالم علينا، والوقت المتبقي من فترة الرئاسة.

إذا كان الرئيسُ يحب مصرَ، وهذا لا شك فيه، وتابع أخبارَ أُمِّ الدنيا ليوم واحد فقط .. يوم يتيم، فإنه سيسقط علىَ الأرض مغشياً عليه.
شعبنا قام بثورتين، ولا يزال كثيرون لا يعرفون الطريقَ، فهل هو طريقُ مبارك وأهله ورجاله، مرسي ومريديه ورابعييه، طنطاوي والحُكم العسكري والجيش، الدولة المدنية الحُرة المتقدمة والخالية من الظلم، دولة العدالة العاجلة والسريعة والمنحازة إلى الحق، دولة برهامي وتخلفه وانحطاطه وفتاوى الفتنة الطائفية، دولة القروض والاستحقاقات، دولة الزمن الجديد ومَنْ سرق ونهب وعذب وهرب واختلس فله الحق في الاحتفاظ بمنهوبات الشعب، دولة الكفاءات التي تحتل الصدارة في كل المؤسسات صغيرها وكبيرها، دولة إعادة مصر إلى تاريخها وجغرافيتها وإبداعها وقيادتها ومفكريها وعلمائها.

قولوا لنا ،يرحمكم الله، ماذا تريدون من الرئيس حتى يبدأ .. أو يُعدّ نفســَـه للبداية، والأمرُ لا يحتاج منه لشهر .. لأسبوع واحد حتى نرى البوصلة الصحيحة ونعرف إتجاه الجنة و.. النار.
مرة أخرى أقول لا تبرروا، ولا تطلبوا الصبرَ فبعضُ الصبرِ كــُــفْرٌ، ولا تخرجوا في مليونية تتحول إلى ألفية ثم مئوية ثم عشرية تختفي في جوف سيارات الأمن، فكل الدعوات القادمة فاشلة لأن التيارات الدينية الفاشية التصقت بالخارج، وحساباتها في بنوك نعرف أو لا نعرف من يموّلها.
التخدير يبدأ عندما تقول بأن الرئيس سيفعل، ولكن قل لي بأنه فعل.

لماذا الصمت؟ هل هو عجز أم جهل بحياة المصريين؟ لماذا لم يقف الرئيسُ مرة واحدة وينظر في عيون أبناء شعبه ويقول: تبرئة مبارك صفعة على وجوهكم، عدم محاسبة اللواء الدكتور المخترع إهانة لي ولجيشنا العظيم، سأذهب بنفسي للتأكد من معلوماتكم، الصحيحة أو المفبركة، عن وجود أولادكم في السجون والمعتقلات.

تجديد الخطاب الديني: حكمتْ المحكمة على من يفكر ويختلف مع برهامي وشيوخ الفتاوى بالسجن والغرامة و.. البصق على معرض القاهرة الدولي للكتاب.
معذرة لم أسمع عن فاطمة ناعوت بعد.

مبارك وطنطاوي ومرسي أكدوا أن تخويف المواطنين هو السبيل الوحيد لثبات العرش.
لعنة الله على التيارات الدينية، متطرفيها ومعتدليها، فكلها تفسح الطريق لداعش والعـــَلـــَـم الأسود يرتفع فوق بنايات بلد التسامح.
كلما داويتُ جُرحاً بانَ جرحٌ، ويارب إنَّ قومي اتخذوا العقل مهجوراً.
من الذي أعطى التوجيهات لاستضافة البلهاء والأفــَّــاكين والجهلاء في فضائياتنا لعرقلة أيّ نهضة، ولغسيل المخ بقاذورات الفكر.
من الذي أقنع الرئيسَ أنَّ أصحاب العاهات العقلية والنفسية هم السند الحقيقي له؟

قمنا بتفويض الرئيس، لكنه لم يتسلم الرسالة بعد.
ساعدوا الرئيس في التحرر من قيوده التي وضعتها أنظمة سابقة، لعل وعسى أن يكتشف مكان شعبه.
إن إخفاء المعلومات عن الشعب جريمة، الديون، القروض، الشروط، الاتفاقات، المعاهدات، الضغوطات، التهديدات، ويصبح الصمت أمَّ الجرائم.
في نفسي غضب لو تم توزيعه على وادي النيل كله لفاض النهر الخالد على ضفتيه، وأنا أطرح السؤال الذي لا مفر من قذفه في وجوهنا: هل خلق الله فينا العقل أم هو مؤجــَـل إلى يوم القيامة؟
أعرف أنكم قرأتم ربع كلماتي ونسيتم السطور الأولى، وتبخرت الرسالة، وسيختفي تأثيرها بعد دقيقتين وعشر ثوان.

اللهم أعد لنا الروح التي سرقها السابقون فمصر لن تتحرك بدونها.
اللهم أعد لنا العقل الذي تهافتوا على إضعافه حتى كاد يتلاشىَ
اللهم أعد لنا مــِـصْرَنا التي سرقوها ونحن نفغر أفواهنا ببلادة.
اللهم هب للمسلمين والمسيحيين نعمة التسامح ليقتنعوا ويؤمنوا أنهم عنصر واحد، وأن المؤمنين بك في المسجد والكنيسة متساوون أمامك.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 2 فبراير 2016




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات