مواضيع اليوم

رساله تحذيرمن مركزعدن للدراسات الاستراتيجيه

 

انشئ مركز عدن للبحوث والدراسات الاستراتيجية في 20يونيو من هذا العام,
وكانت احدى المهام الرئيسية له "إعطاء اهتمام خاص لدراسة القضية الجنوبية
في الماضي والحاضر والمستقبل". ولأن القضية الجنوبية تمر اليوم في مرحلة
صعبة وخطيرة ارتأت إدارة المركز أن واجبها الوطني يحتم عليها أن تقدم
النصح والمشورة لقيادات ومناضلي ومناضلات شعبنا. للأسباب التالية:

أولا: بصدور والتوقيع على المبادرة الخليجية بشأن حل الأزمة اليمنية,
تعتبر هذه المبادرة وثيقة محلية واقليمية ودولية. وبالتالي أي حلول تطبق
منها على أرض الجنوب تعتبر بمثابة اعتراف وقبول من شعب الجنوب بها
وفقدانه لقضيته بمحض ارادته.

ثانيا: هذه المبادرة مع الأسف لم تقدم حل واضح للقضية الجنوبية, وجعلت
حلها مرهون بمؤتمر وطني عام تشترك فيه كل القوى السياسية في اليمن
الشمالي, والحراك السلمي في اليمن الجنوبي جزء صغير من هذا المؤتمر,
ولهذا فإن الحل الذي سوف يفرض في ذلك المؤتمر سيكون رأي الطرف الأخر في
الوحدة. كما أن هذا المؤتمر سوف يعقد بعد تنفيذ كثير من بنود المبادرة
بما فيها تشكيل حكومة وفاق وطني وإجراء انتخابات رئاسية, وكلها خطوات لا
تخدم القضية الجنوبية.

ثالثا: القوى السياسية المختلفة في الجمهورية العربية المنية ـ سلطة
ومعارضة ـ إدراكا منها لخطورة الاعتراف بالقضية الجنوبية, قامت بخطوات
ذكية هدفها القضاء على القضية الجنوبية, ومنها اختيار رئيس حكومة الوفاق
الوطني اصوله جنوبية وكثير من أعضائها كذلك, واخيار مرشح توافقي للرئاسة
اصوله جنوبية, وكل ذلك الهدف منه اظهار مشاركة الجنوبيين في دولة الوحدة,
وخلق شرخ في الصف الجنوبي, لأن هناك من سيجد داعم لتولي الجنوبيين مقاليد
السلطة في دولة الوحدة اعتقادا منه أن خطوات فعلية بدأت لحل قضية الجنوب.

رابعا: إيهام الجنوبيين بأن المبادرة الخليجية اشتملت على ذكر لحل القضية
الجنوبية ولكن هذا الحل سيكون بعد مشاركة الجنوبيين في الانتخابات
الرئاسية, وبمشاركتهم في هذه الانتخابات يكونوا قد شاركوا على استفتاء
جديد على شرعية الوحدة ـ شرعية احتلال الجنوب ـ استفتاء شهد عليه
المجتمعين الاقليمي والدولي.

خامسا: سكوت شعب الجنوب وفي المقدمة مناضليه ومناضلاته في الحراك السلمي
الجنوبي على هذه الخطوات منذ بدايتها سيكون بمثابة كارثة جديدة على شعب
الجنوب وقضيته. حيث سيقدم بعض الجنوبيين على المشاركة في تنفيذ هذه
الانتخابات وخاصة في لجان الاشراف على الانتخابات, ليس دعما منهم
للانتخابات, وإنما للبحث عن لقمة العيش في ظل الظروف الصعبة التي فرضتها
على شعبنا قوى الاحتلال. ومن هذا المنطلق نقترح على قيادات الحراك السلمي
الجنوبي ما يلي:

1. المسارعة إلى عقد لقاء موسع يضم قيادات الحراك السلمي وكل القوى
السياسية ومنظمات المجتمع المدني سوى على مستوى الجنوب كله أو على مستوى
كل محافظة. لمناقشة الخطوات اللازمة لرفض الانتخابات الرئاسية القادمة.

2. التوضيح للرأي العام الجنوبي أن شعب الجنوب لا يعني رفضه
للانتخابات الرئاسية رفض شخص المرشح للانتخابات الرئاسية بعينه, وإنما
رفض الانتخابات من حيث المبدأ لأنها تعني تكريس لمبدأ احتلال الجنوب.

3. تنفيذ حملة مبكرة وواسعة بين أوساط شعب الجنوب لدعوته لرفض هذه
الانتخابات, لأن تأجيل هذه الحملة إلى وقت متأخر يعني الدخول في مشاكل
وخلافات جنوبية ـ جنوبية. وسيكون من الصعب تثوير شعب الجنوب لمجابهتها
قبيل إجراء الانتخابات بوقت قصير.

4. إيصال صدى رفض شعب الجنوب للانتخابات للمجتمعين الاقليمي والدولي,
حتى يدركان أن شعبنا يرى فيها استمرا لاحتلاله.

5. يتم تنفيذ حملة رفض شعب الجنوب للانتخابات الرئاسية من خلال البدء
الفوري بكتابة الشعارات بالطلاء على الجدران وعلى الطرقات, واقامة
المهرجانات الاسبوعية الرافضة لها, ونشر وتوزيع البيانات والنداءات,
واستغلال وسائل الاعلام وكل الوسائل المتاحة. وعقد الندوات والمحاضرات
الهادفة الى توعية جماهير شعب الجنوب بمخاطر إجراء الانتخابات أي كان
نوعها.

6. حث الجنوبيين والجنوبيات على عدم المشاركة في لجانها المختلفة
وتحت أي مسمى, لأن ذلك يعني مساهمة في ترسيخ احتلال وطنهم.

7. جعل حملة رفض الانتخابات الرئاسية شكل من أشكال المباراة الوطنية
بين محافظات ومديريات الجنوب وبين قواه السياسية ومناضليه ومناضلاته,
ومجالا لإبداع الاساليب النضالية المقاومة للسياسة استمرار احتلال ارضهم
وإذلال كرامتهم, ومرحلة جديدة للنهوض النضالي الوطني الجنوبي.

8. قد يقول البعض أن أطراف الصراع في اليمن الشمالي تعد العدة لحرب
أهلية محتملة, وأن الانتخابات الرئاسية قد لا تتم, وهذا قول صحيح, غير أن
القول الصحيح الأخر أن هناك ضغوط إقليمية ودولية على تلك الاطراف لتنفيذ
المبادرة الخليجية, ونحن مهمتنا في اليمن الجنوبي كبلد مستعمر ان نقوم
بدورنا في المكان والزمان الصحيحين, ونعتقد أن الانتخابات الرئاسية هي
التي يمكن أن نأثر فيها.

9. هذه مجرد افكار أولية تقدم بها اليكم مركز عدن للبحوث والدراسات
الاستراتيجية, وهو على ثقة أنكم قادرون على تطويرها وتفعيلها بصورة افضل
واشمل.
اداره مركزعدن للبحوث والدراسات الاستراتيجيه
7-12-2011م




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات