سيادة الكاتب العام:
بداية أريد أن أنوه بالمسيرة الحدث، مسيرة الكرامة أولا. وإنه لميثاق غليض و عميق على أعناقكم وإن تبروه لهو الرجاء وإن تركتموه بعد اظهار صوت الحق والضمير فإنه لا معنى لصعود الجبل مرتين أو أكثر. وأؤكد لسائر القيادات النقابية واليسارية أن الشعب المغربي شعب ذكي.
أما بعد،
فإنه لا بناء بدون أساس يدعم التشييد المثين والصلب. وإن الأساس لهو المناضل والطموحات الجادة وإن المغرب والمغاربة في حاجة ماسة لمن ينظر إليهما بعين الحوكمة التي تنبع من الحرص الرزين على تخليصهما من كل أشكال الرق والعبودية والتبعية وهو ما خرج من أجله شباب عشرين فبراير وهم على عهدهم باقون حتى انتصار الحق على سطوة النفوذ المتعجرف لسلطة المخزن ولوبيات الفساد وحكم الأسر المستبدة.
إن المغرب ومنذ أمد بعيد كان وما يزال ضحية سياسة همجية فرضها الاستعمار والامبريالية المدعومة من الصهيونية المتمردة. وغاية في التنكيل بالشعوب المستضعفة أسس المرشال ليوطي. لتحقير المغرب والمغاربة وذلك حين قال أن السياسة في المغرب هي حكم السيطرة على المطارات والموانئ وسياسة الأرض المحروقة وأضاف نكهة أخرى على دكتاتورية البغيضة عندما أكد لجيش الاحتلال ضرورة احتلال الثروات الطبيعية لأحكام قبضته الفولاذية على الشعب بأكمله بإغلاق المنافذ وعدم الاعتراف بالحق المشروع للشعب في ثرواته الطبيعية التي جعلها من حق فرنسا وحدها في حين ظل الشعب المغربي وما يزال عبدا لا حول له ولا قوة.
إن استمرار اعتماد المخزن على سياسة الاحتلال معناه استمرار معاناة الشعب الذي يستحق الكرامة وإن الشعب ير فض العيش الدليل والمهين وإن المعنى الحقيقي للحرية بمفهومها الشامل والعميق هو التحرر من الرقابة الاستكبارية وهيمنة المخزن وتبجح الأسر المستبدة في القرار العام، وتمكين الإنسان المغربي من حقه في العيش الكريم. فليس بالماء والخبز فقط يحيى الإنسان ولكن بشرعنة جديدة تضمن له الحرية والعلم والتوازن الاجتماعي والاقتصادي.
إن صعود الجبل باعتقادي هو رهان كبير يفرض سياسة جادة مستديمة، أما سياسة الكر والفر فليست سوى أراجيف لا معنى لها ولا ندري تفاصيلها والأسباب التي تجعل من النقابي أو السياسي يستمر في التلاعب بملفات ذات أهمية بالغة لا تحتمل طيها لسنوات أخرى.
التعليقات (0)