مواضيع اليوم

رسالته قبل الإعدام ............

ليلى عامر

2012-06-19 12:18:14

0



 في مثل هذا اليوم   19 جوان 1956

حكم عليه  بالإعدام بالمقصلة ليكون أول جزائري ينفد فيه هذا النوع من الإعدام

وكان الشهيد شديد الارتباط بربه وبدينه ووطنه

ولما زاره محاميه في الزنزانة قال له إنني أشعر أنها آخر ليلة في حياتي

رغم أنه لم يكن يعلم تاريخ إعدامه

وعليه سلمه رسالة لوالديه هذا نصها:

 


الشّهيد أحمد زبانة 


أقاربي الأعزاء ، أمي العزيزة :

أكتب إليكم ولست أدري أتكون هذه الرسالة هي الأخيرة،

والله وحده أعلم.

فإن أصابتني مصيبة كيفما كانت فلا تيئسوا من رحمة الله.

إنما الموت في سبيل الله حياة لا نهاية لها ،

وما الموت في سبيل الوطن إلا واجب ،

وقد أديتم واجبكم حيث ضحيتم بأعز مخلوق لكم،

فلا تبكوني بل افتخروا بي.


وفي الختام تقبلوا تحية ابن وأخ كان دائما يحبكم وكنتم دائما تحبونه،

ولعلها آخر تحية مني إليكم ،

وأني أقدمها إليك يا أمي وإليك يا أبي وإلى نورة والهواري وحليمة والحبيب

وفاطمة وخيرة وصالح ودينية وإليك يا أخي العزيز

عبد القادر وإلى جميع من يشارككم في أحزانكم.

الله أكبر وهو القائم بالقسط وحده

السجن المدني بالجزائر : في يوم 19 يونيو 1956 ..

تقدم الشهيد إلى المقصلة وهو يقول إنني جد مسرور أن أكون أول جزائري يعدم بالمقصلة وبوجودنا أو بدوننا ستحيى الجزائر حرة.


طلب منه جلادوه ماذا يريد قبل الإعدام فقال الصلاة وصلى صلاة مطولة.


نفذ حكم الإعدام في الشهيد أربع مرات حيث:

1 – تعطلت المقصلة في المرة الأولى حيث سار القاطع سنتمترات

ثم توقف وكان القانون المعمول به آنداك هو أنه

عندما تتعطل المقصلة يتوقف حكم الإعدام

وبعد مشاورات بين الضباط الفرنسيين وحكومتهم

قرروا مواصلة تنفيذ حكم الإعدام.

2- تعطلت المقصلة للمرة الثانية وهنا صاح القضاة والعسكريون بأنها معجزة

وأنه رب زبانا يمنعهم من ذلك وقال المحامي الجزائري الأصل للجنة الإعدام بأنها رسالة من الله بأن زبانا ليس مجرما.



3- في المرة الثالثة سقطت المقصلة على رأس زبانا فلم تتطاير دماؤه بل سالت كما يجري الماء ببطؤ والمعجزة هنا أن رأس زبانا لم تنفصل عن

جسده وكأن الله يبين لهم أن زبانا حي رغما عنهم.



4- لما لم تنفصل رأس زبانا عن جسده قام أحد العسكريين الفرنسيين الكبار بلبس ثياب الإعدام وتقدم نحو زبانا وفصل رأسه عن جسده بيديه.


ملاحظة: أثناء مراحل الإعدام كلها زبانة جاثم تحت المقصلة يسمع حوار اللجنة ويتلو القرآن.

كان لإعدام زبانة صدى داخلي وخارجي

حيث وضعت مختلف الصحف العالمية صورته

وكتبت عن حياته وإعدامه وداخليا ازداد المجاهدون إصرارا على مواصلة الكفاح وازدادت عملياتهم الجهادية قوة.



عندما كان مفدي زكريا في السجن كانت زنزانته

مقابلة لزنزانة زبانة وكان هناك ثقب في الباب يستطيعون التحدث إلى بعضهم

وعندما علم مفدي بقرار تنفيذ حكم الإعدام وأراد أن يكتب قصيدة في ذلك لم يجد قلما ولا حبرا

فقام بقطع أحد عروق يده واستعمل قطعة خشب رقيقة وكتب القصيدة التالية التي كتبت بالدم:

قام يختال كالمسيح وئيدا يتهادى نشوان . يتلو النشيدا

 
باسم الثغر .كالملائك او كالطفل يستقبل الصباح الجديدا


شامخا انفه جلالاوتيها رافعا رأسه يناجي الخلودا 


رافلا في خلاخل زغردت تملا من لحنها الفضاء البعيدا

 
حالما كالكليم كلمه المجد فشد الحبال يبغي الصعودا

 
وتسامى كالروح في ليلة القدر سلاما يشع في الكون عيدا

 
وامتطى مذبح البطولة معراجا ووافى السماء يرجو المزيدا

 
وتعالى مثل المؤذن يتلو ..........كلمات الهدى ويدعو الرقودا 


صرخة ترجف العوالم منها ونداء مضى يهز الوجودا


((اشنقوني .فلست أخشى حبالا واصلبوني فلست أخشى حديدا))


((وامتثل سافرا محياك جلادي ولا تلتثم فلست حقودا))


((واقض ياموت فيّ ما انت قاض انا راض ان عاش شعبي سعيدا ))


((انا ان مت فالجزائر تحيا حرة مستقلة لن تبيدا ))


لفه جبرئيل تحت جناحيه الى المنتهى رضيا شهيدا

 
وسرى في الزمانزبانا مثلا في فم الزمان شرودا 


يازبانا ابلغ رفاقك عنا في السماوات قد حفظنا العهودا

 
وارو عن ثورة الجزائر للافلاك والكائنات ذكرا مجيدا 


وهو ماض الى حتفه يردد هذه الكلمات


((اشنقوني .فلست أخشى حبالا واصلبوني فلست أخشى حديدا))


((وامتثل سافرا محياك جلادي ولا تلتثم فلست ح.....ا))


((واقض ياموت في ماانت قاض انا راض ان عاش شعبي سعيدا ))


((انا ان مت فالجزائر تحيا حرة مستقلة لن تبيدا ))

قولةٌ ردَّد الزمان صداها قدُسِياً، فأحسنَ الترديدا

 

بقيّة القصيدة 

احفظوها، زكيةً كالمثاني وانقُلوها، للجيل، ذكراً مجيدا

وأقيموا، من شرعها صلواتٍ، طيباتٍ، ولقنوها الوليدا

زعموا قتلَه…وما صلبوه، ليس في الخالدين، عيسى الوحيدا!

لفَّه جبرئيلُ تحت جناحيه إلى المنتهى، رضياً شهيدا

وسرى في فم الزمان "زَبَانا"… مثلاً، في فم الزمان شرودا

يا"زبانا"، أبلغ رفاقَك عنا في السماوات، قد حفِظنا العهودا

واروِ عن ثورة الجزائر، للأفلاك ، والكائنات، ذكراً مجيدا

ثورةٌ، لم تك لبغي، وظلم في بلاد، ثارت تفُكُّ القيودا

ثورةٌ، تملأ العوالمَ رعباً وجهادٌ، يذرو الطغاةَ حصيدا

كم أتينا من الخوارق فيها وبهرنا، بالمعجزات الوجودا

واندفعنا مثلَ الكواسر نرتا دُ المنأيا، ونلتقي البارودا

من جبالٍ رهيبة، شامخات، قد رفعنا عن ذُراها البنودا

وشعاب، ممنَّعات براها مُبدعُ الكون، للوغى أُخدودا

وجيوشٍ، مضت، يد الله تُزْ جيها، وتَحمي لواءَها المعقودا

من كهولٍ، يقودها الموت للنصر ، فتفتكُّ نصرها الموعودا

وشبابٍ، مثل النسورِ، تَرامى لا يبالي بروحه، أن يجودا

وشيوخٍ، محنَّكين، كرام مُلِّئت حكمةً ورأياً سديدا

وصبأيا مخدَّراتٍ تبارى كاللَّبوءات، تستفز الجنودا

شاركتْ في الجهاد آدمَ حوا هُ ومدّت معاصما وزنودا

أعملت في الجراح، أنملَها اللّدنَ، وفي الحرب غُصنَها الأُملودا

فمضى الشعب، بالجماجم يبني أمةً حرة، وعزاً وطيدا

من دماءٍ، زكية، صبَّها الأحرارُ في مصْرَفِ البقاء رصيدا

ونظامٍ تخطُّه ((ثورة التحرير)) كالوحي، مستقيماً رشيدا

وإذا الشعب داهمته الرزايا، هبَّ مستصرخاً، وعاف الركودا

وإذا الشعب غازلته الأماني، هام في نيْلها، يدُكُّ السدودا

دولة الظلم للزوال، إذا ما أصبح الحرّ للطَّغامِ مَسودا!

ليس في الأرض سادة وعبيد كيف نرضى بأن نعيش عبيدا؟!

أمن العدل، صاحب الدار يشقى ودخيل بها، يعيش سعيدا؟!

أمن العدل، صاحبَ الدار يَعرى، وغريبٌ يحتلُّ قصراً مشيدا؟

ويجوعُ ابنها، فيعْدمُ قوتاً وينالُ الدخيل عيشاً رغيداً؟؟

ويبيح المستعمرون حماها ويظل ابنُها، طريداً شريدا؟؟

يا ضَلال المستضعَفين، إذا هم ألفوا الذل، واستطابوا القعودا!!

ليس في الأرض، بقعة لذليل لعنته السما، فعاش طريدا…

يا سماء، اصعَقي الجبانَ، ويا أر ض ابلعي، القانع، الخنوعَ، البليدا

يا فرنسا، كفى خداعا فإنّا يا فرنسا، لقد مللنا الوعودا

صرخ الشعب منذراً، فتصـــــا مَمْتِ، وأبديت جَفوة وصدودا

سكت الناطقون، وانطلق الرشاش، يلقي إليكِ قولاً مفيدا:

((نحن ثرنا، فلات حين رجوعٍ أو ننالَ استقلالَنا المنشودا))

يا فرنسا امطري حديداً ونارا واملئي الأرض والسماء جنودا

واضرميها عرْض البلاد شعاليلَ، فتغدو لها الضعاف وقودا

واستشيطي على العروبة غيظاً واملئي الشرق والهلال وعيدا

سوف لا يعدَمُ الهلال صلاحَ الد ين، فاستصرِخي الصليب الحقودا

واحشُري في غياهب السجن شعبا سِيمَ خسفاً، فعاد شعباً عنيدا

واجعلي "بربروس" مثوى الضحايا إن في بربروس مجداً تليدا!!

واربِطي، في خياشم الفلك الدوَّ ار حبلاً، وأوثقي منه جيدا

عطلى سنة الاله كما عطلتِ من قبلُ "هوشمينَ"(1) المريدا…

إن من يُهمل الدروس، وينسى ضرباتِ الزمان، لن يستفيدا…

نسيَت درسَها فرنسا، فلقنَّا فرنسا بالحرب، درساً جديداً!

وجعلنا لجندها "دار لقمَا نَ"(2) قبوراً، ملءَ الثرى ولحودا!

يا "زبانا" ويا رفاق "زبانا" عشتمُ كالوجود، دهراً مديدا

كل من في البلاد أضحى "زبانا" وتمنى بأن يموت "شهيدا"!!

أنتم يا رفاقُ، قربانُ شعب كنتم البعثَ فيه والتجديدا!!

فاقبلوها ابتهالةً، صنع الرشاشُ أوزانهَا، فصارت قصيدا!!

واستريحوا، إلى جوارِ كريمٍ واطمئنوا، فإننا لن نحيدا!!


المصدر :منتديات العمارية+ منتديات مملكة سوف

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات