مواضيع اليوم

رسالة .. في غاية العجب

فارس ماجدي

2010-01-23 00:55:47

0


أرسل لي صديق أحبه واحترمه كثيرا رسالة هي في غاية العجب والعجاب فحواها أن الرسول كان ينتبذ أي يشرب النبيذ . حيث قال :
اخرج مسلم وغيره من حديث عائشة ( أنها كانت تنتبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة ، فإذا كان العشى فتعشى ، شرب على عشائه ، وإن فضل شئ صبته أو أفرغته ثم تنتبذ له بليل ، فإذا أصبح تغدى فشرب على غدائه قالت تغسل السقاء غدوة وعشية. ولما أن عدت الى صحيح مسلم وجدت هذه الأحاديث التي أنقلها كما جاءت في الصحيح :
5344 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، أَبِي عُمَرَ الْبَهْرَانِيِّ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنْتَبَذُ لَهُ أَوَّلَ اللَّيْلِ فَيَشْرَبُهُ إِذَا أَصْبَحَ يَوْمَهُ ذَلِكَ وَاللَّيْلَةَ الَّتِي تَجِيءُ وَالْغَدَ وَاللَّيْلَةَ الأُخْرَى وَالْغَدَ إِلَى الْعَصْرِ فَإِنْ بَقِيَ شَىْءٌ سَقَاهُ الْخَادِمَ أَوْ أَمَرَ بِهِ فَصُبَّ ‏.‏
5345 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى الْبَهْرَانِيِّ، قَالَ ذَكَرُوا النَّبِيذَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنْتَبَذُ لَهُ فِي سِقَاءٍ - قَالَ شُعْبَةُ مِنْ لَيْلَةِ الاِثْنَيْنِ - فَيَشْرَبُهُ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالثَّلاَثَاءِ إِلَى الْعَصْرِ فَإِنْ فَضَلَ مِنْهُ شَىْءٌ سَقَاهُ الْخَادِمَ أَوْ صَبَّهُ ‏.‏
5346 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - وَاللَّفْظُ لأَبِي بَكْرٍ وَأَبِي كُرَيْبٍ - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَقَالَ الآخَرَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنْقَعُ لَهُ الزَّبِيبُ فَيَشْرَبُهُ الْيَوْمَ وَالْغَدَ وَبَعْدَ الْغَدِ إِلَى مَسَاءِ الثَّالِثَةِ ثُمَّ يَأْمُرُ بِهِ فَيُسْقَى أَوْ يُهَرَاقُ ‏.‏
5347 - وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنْبَذُ لَهُ الزَّبِيبُ فِي السِّقَاءِ فَيَشْرَبُهُ يَوْمَهُ وَالْغَدَ وَبَعْدَ الْغَدِ فَإِذَا كَانَ مِسَاءُ الثَّالِثَةِ شَرِبَهُ وَسَقَاهُ فَإِنْ فَضَلَ شَىْءٌ أَهْرَاقَهُ ‏.‏
5348 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى أَبِي عُمَرَ النَّخَعِيِّ، قَالَ سَأَلَ قَوْمٌ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ بَيْعِ الْخَمْرِ، وَشِرَائِهَا، وَالتِّجَارَةِ فِيهَا فَقَالَ أَمُسْلِمُونَ أَنْتُمْ قَالُوا نَعَمْ ‏.‏ قَالَ فَإِنَّهُ لاَ يَصْلُحُ بَيْعُهَا وَلاَ شِرَاؤُهَا وَلاَ التِّجَارَةُ فِيهَا ‏.‏ قَالَ فَسَأَلُوهُ عَنِ النَّبِيذِ فَقَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ ثُمَّ رَجَعَ وَقَدْ نَبَذَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي حَنَاتِمَ وَنَقِيرٍ وَدُبَّاءٍ فَأَمَرَ بِهِ فَأُهْرِيقَ ثُمَّ أَمَرَ بِسِقَاءٍ فَجُعِلَ فِيهِ زَبِيبٌ وَمَاءٌ فَجُعِلَ مِنَ اللَّيْلِ فَأَصْبَحَ فَشَرِبَ مِنْهُ يَوْمَهُ ذَلِكَ وَلَيْلَتَهُ الْمُسْتَقْبِلَةَ وَمِنَ الْغَدِ حَتَّى أَمْسَى فَشَرِبَ وَسَقَى فَلَمَّا أَصْبَحَ أَمَرَ بِمَا بَقِيَ مِنْهُ فَأُهَرِيقَ ‏.‏
5349 - حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، - يَعْنِي ابْنَ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيَّ - حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ، - يَعْنِي ابْنَ حَزْنٍ الْقُشَيْرِيَّ - قَالَ لَقِيتُ عَائِشَةَ فَسَأَلْتُهَا عَنِ النَّبِيذِ، فَدَعَتْ عَائِشَةُ جَارِيَةً حَبَشِيَّةً فَقَالَتْ سَلْ هَذِهِ فَإِنَّهَا كَانَتْ تَنْبِذُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتِ الْحَبَشِيَّةُ كُنْتُ أَنْبِذُ لَهُ فِي سِقَاءٍ مِنَ اللَّيْلِ وَأُوكِيهِ وَأُعَلِّقُهُ فَإِذَا أَصْبَحَ شَرِبَ مِنْهُ ‏.‏
5350 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ كُنَّا نَنْبِذُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سِقَاءٍ يُوكَى أَعْلاَهُ وَلَهُ عَزْلاَءُ نَنْبِذُهُ غُدْوَةً فَيَشْرَبُهُ عِشَاءً وَنَنْبِذُهُ عِشَاءً فَيَشْرَبُهُ غُدْوَةً ‏.‏
5351 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، - يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَازِمٍ - عَنْ أَبِي، حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ دَعَا أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عُرْسِهِ فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ يَوْمَئِذٍ خَادِمَهُمْ وَهِيَ الْعَرُوسُ قَالَ سَهْلٌ تَدْرُونَ مَا سَقَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْقَعَتْ لَهُ تَمَرَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ فِي تَوْرٍ فَلَمَّا أَكَلَ سَقَتْهُ إِيَّاهُ ‏.‏
5352 - وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ سَمِعْتُ سَهْلاً، يَقُولُ أَتَى أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏.‏ بِمِثْلِهِ وَلَمْ يَقُلْ فَلَمَّا أَكَلَ سَقَتْهُ إِيَّاهُ ‏.‏
5353 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، - يَعْنِي أَبَا غَسَّانَ - حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، بِهَذَا الْحَدِيثِ وَقَالَ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّعَامِ أَمَاثَتْهُ فَسَقَتْهُ تَخُصُّهُ بِذَلِكَ ‏.‏
5354 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ - قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَخْبَرَنَا وَقَالَ ابْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا - ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، - وَهُوَ ابْنُ مُطَرِّفٍ أَبُو غَسَّانَ - أَخْبَرَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ فَأَمَرَ أَبَا أُسَيْدٍ أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهَا فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَقَدِمَتْ فَنَزَلَتْ فِي أُجُمِ بَنِي سَاعِدَةَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى جَاءَهَا فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَإِذَا امْرَأَةٌ مُنَكِّسَةٌ رَأْسَهَا فَلَمَّا كَلَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ قَالَ ‏"‏ قَدْ أَعَذْتُكِ مِنِّي ‏"‏ ‏.‏ فَقَالُوا لَهَا أَتَدْرِينَ مَنْ هَذَا فَقَالَتْ لاَ ‏.‏ فَقَالُوا هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَكِ لِيَخْطُبَكِ قَالَتْ أَنَا كُنْتُ أَشْقَى مِنْ ذَلِكَ ‏.‏ قَالَ سَهْلٌ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ حَتَّى جَلَسَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ثُمَّ قَالَ ‏"‏ اسْقِنَا ‏"‏ ‏.‏ لِسَهْلٍ قَالَ فَأَخْرَجْتُ لَهُمْ هَذَا الْقَدَحَ فَأَسْقَيْتُهُمْ فِيهِ ‏.‏ قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَأَخْرَجَ لَنَا سَهْلٌ ذَلِكَ الْقَدَحَ فَشَرِبْنَا فِيهِ قَالَ ثُمَّ اسْتَوْهَبَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَوَهَبَهُ لَهُ ‏.‏ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ ‏"‏ اسْقِنَا يَا سَهْلُ ‏"‏ ‏.‏
5355 - وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالاَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ، بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ لَقَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحِي هَذَا الشَّرَابَ كُلَّهُ الْعَسَلَ وَالنَّبِيذَ وَالْمَاءَ وَاللَّبَنَ ‏.‏

5360 - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ، بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحِ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيعِ لَيْسَ مُخَمَّرًا فَقَالَ ‏"‏ أَلاَّ خَمَّرْتَهُ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ عُودًا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ إِنَّمَا أُمِرَ بِالأَسْقِيَةِ أَنْ تُوكَأَ لَيْلاً وَبِالأَبْوَابِ أَنْ تُغْلَقَ لَيْلاً ‏.‏
5361 - وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَزَكَرِيَّاءُ، بْنُ إِسْحَاقَ قَالاَ أَخْبَرَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ، السَّاعِدِيُّ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحِ لَبَنٍ ‏.‏ بِمِثْلِهِ ‏.‏ قَالَ وَلَمْ يَذْكُرْ زَكَرِيَّاءُ قَوْلَ أَبِي حُمَيْدٍ بِاللَّيْلِ ‏.‏
5362 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ - وَاللَّفْظُ لأَبِي كُرَيْبٍ - قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَسْقَى فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ نَسْقِيكَ نَبِيذًا فَقَالَ ‏"‏ بَلَى ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَخَرَجَ الرَّجُلُ يَسْعَى فَجَاءَ بِقَدَحٍ فِيهِ نَبِيذٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَلاَّ خَمَّرْتَهُ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ عُودًا ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَشَرِبَ ‏.‏
5363 - وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، وَأَبِي، صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ جَاءَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو حُمَيْدٍ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ مِنَ النَّقِيعِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَلاَّ خَمَّرْتَهُ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ عُودًا.
وبغض النظر عما جاء في رسالة صديقنا من استدراكات على هذا الحديث وهي استدراكت مهمة تحمد له ، فإن لنا أيضا أن نستدرك معه فنقول :
نحن نعلم أن الحديث تم تدوينه في القرن الثاني الهجري أي أن هناك مئتي عام مرت دون أن يدون الحديث أو تكون هناك مصادر مكتوبة يرجع اليها . ذلك أن الرسول نهى عن كتابة شيء غير القرآن . واغلب هذه الأحاديث هي مخالفة للقرآن . في الأحكام والعبادات والتشريع .والفقه على العموم . حيث اختلف الفقهاء بناء على اختلاف الأحاديث ، لم تكتب هذه الأحاديث في فترة واحدة وإنما امتد تدوينها عبر قرون من الزمن طالت . والأسناد الذي هو أس الحديث لا يمكن الركون اليه اذ لا يمنع أن يكون بين سلسلة الرواة من هو كاذب . ثم أن المتن كان يتداول على مدار قرنين شفاهيا ويعتمد على الذاكرة . فكيف يتم نقله . ثم أن الحديث كان ينقل بالمعنى وليس باللفظ وهنا مجال كبير للشك الكبير في صدقية هذه الأحاديث جملة وتفصيلا . الى ذلك اين هي الأحاديث المتواترة إنها قليلة جدا وتتعلق بالأحكام والعبادات فقط . وأغلب الأحاديث هي أحاديث آحاد أي راويها واحد فقط . أين ذهبت خطب الجمعة التي كان يلقيها الرسول في المدينة وخطب الأعياد وخطب عرفة لماذا لم تدون ولم تنقل على أكثر من راوي واحد؟ . قالوا الحديث إما حسن أو غريب أو ضعيف . وهذا تصنيف غريب أعتمد فيه الحكم على السند ولم يعتمد على المتن . كانت بداية وضع الحديث وشيوعه مع بداية الصراع بين علي ومعاوية . فظهرت الأحاديث بفضل علي كما ظهرت الأحاديث بفضل معاوية . وكانت المرحلة الثانية مع ظهور المدارس الفقهية ذات التوجهات المذهبية داخل الطائفة الواحدة التي كان لها ارتبطات سياسية . ثم كانت المرحلة الثالثة في بدايات العصر العباسي الأول والثاني وهنا كانت الطامة الكبرى حيث شاع الوضع والدس والمتح من الإسرائليات بشكل لم يسبق له مثيل . ومن ثم ظهرت طبقة الرواة .......
و تحت ظروف غير سعيدة تماما اخترع الرواة بدعة الحديث ، وطريقة حفظه وتدوينه ، والاقتناع بصدقه أو كذبه ، وجلّلوه برهبة كرهبة الموت .
لقد جعلوا جميع العقول تخضع له ، وجعلوا الأكثرين ينذرون له أنفسهم ، ويرون في الانقطاع إلى الانشغال به درجة تزاحم درجة النبوة ، وتتفوق على كل مجد إنساني .
إن الانقطاع إلى الحديث يعني شيئاً كبيراً جداً ، فالمحدث يعني أنه يتحدث عن الله ، وعن أسرار السماء ، وأسرار الكون ، أسرار الأزل وأسرار الأبد .

إن المحدث إذا كان يحدّث من حفظه ، كان ذلك يعني أن الله وأسرار السماء وأسرار الكون وكل شيء موضوع في صدره . وأي مجد أعظم من مجد من وضع الله وأسرار السماء ، وأسرار كل شيء في لسانه .. ؟
لهذا كان الافتتان بالحديث عظيماً ، كان الافتنان بحفظه وروايته مثيراً .
بعد الفتوحات العربية الواسعة ودخول شعوب بأسرها في الدين الجديد ، اجتمع الناس فراغا كبيران : فراغ نفسي عقلي ، وفراغ في الوقت ..
أما فراغ الوقت فمعلوم ، وأما فراغ النفس والعقل فيرجع أكثره إلى تخلي الناس عن أديانهم وتعاليمهم القديمة ، ولو من حيث العزم والأسلوب .
وقد اجتمع إلى هذين الفراغين رغبة قوية في بناء الدين الجديد والعهد الجديد .
إن البشر في العادة يجدون حماساً وجيشاناً نفسياً عقب كل حدث روحي أو فكري أو اجتماعي. ولقد اجتمع أيضاً إلى هذين الفراغين التماس للحظوة لدى أنصار الدين الجديد والعهد الجديد ، لدى أنصاره من الحكام ومن الجماهير المتدفقة في حماسها . وكانت هذه الشعوب التي تخلت عن أديانها للدين الجديد المنتصر تحمل في تلافيف نفسها وتقاليدها كل ماضيها الديني ، والتاريخي / والاجتماعي ، والاخلاقي .
اجتمع شيء آخر عظيم التأثُير ، هو افتنان الناس بالأبطال والرجال الخرافيين الخارجين على المقاييس المعروفة ، وبالأساطير المستحيلة ، وبالأكاذيب والمبالغات التي تصور عالماً من السحر والجنون والتهاويل تستطيع أن تتحرك فيه الأماني كيف شاءت ، بلا قيود من الواقع المضاد الأليم .
واجتمع أيضاً ما في طبيعة البشر من رغبة في التصديق ، وفي خرق القوانين الكونية بوسيلة غيبية خارقة .
والناس محتاجون في بعض الأوقات أو في كل الأوقات إلى تأليه رجال ممتازين منهم . عن الإنسان الإله لم يزل حاجة بشرية . وقد عبد البشر الطبيعة والآلهة الغائبين في السماء ، وعبدوا بنفس الحرارة والإخلاص أفراداً منهم ، عبدوا أفراداً قد يكونون أقل منهم في جميع المستويات .
لقد أصبح التحديث والرواية في تلك الفترة الجياشة ، أعظم وظيفة دينية في الإسلام ، وأصبح المحدثون أشرف طائفة يتطاول إلى الالتحاق بها جميع الباحثين عن مجد الأرض أو مجد السماء ، لقد راح الناس في نوبات سعيدة من الجنون يمتصون من كل الشفاه كل البصاق ، وراح أشراف الناس يجثون صاغرين تحت أقدام من يحفظون الحديث ومن يروونه ، يلتمسون منهم البركة والرضا ، التوسط لهم لدى آلهة السماء .. وتفجرت الرغبات ، والخيال ، والمصالح ، والغباء بطوفان من الرواية أغرق الحياة والفكر ، وأغلق كل المستقبل . وقد ثبت على طول التاريخ الإسلامي أن مهنة الحديث هذه المهنة الشريفة الراقية بكل المقاييس هي مهنة منتجة للحظوة والمكانة الإجتماعية ؟ لقد هزت القناعة الجديدة الآتية من رمال الصحراء الواسعة كل القناعات السابقة وهيمنة على كل القناعات اللاحقة ، حتى بات الحديث عن كل مايخالف الحديث كفرا وزندقة ومروقا وزورا وبهتانا وضلاما وغباء عظيما، ثم ما هو الحديث؟ قال فلان عن فلان عن فلان عن فلان عن رسول الله أنه قال كذا، ثم يصبح هذا الكذا قانونا يرقى على كل قانون بل ويحكم كل قانون الى أن يرث الله الأرض وما عليها، مع أن الذي قال هذا الكذا هو واحد من المحدثين كذب ، ثم باتت هذه الكذبة المقدسة أيما قداسة هي الأساس الذي يبني عليه المسلم كل معتقده وكل دينه وكل سلوكه، باتت هي اللاشعور الباطن الذي يؤسس وعيه ، ويؤسس عقله ولاعقله.
هذا مع شكري الجزيل لصديقي المثخن بجراح المعرفة والمصاب بداء العقل........
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !