رسالة ماجستير حول مدونات ايلاف
, المدونة العزيزة " منى محمد " رصدت ( ماضيا ) , حين كتبت موضوعا جميلا عن تعليقات بعض المدونين على بعض موضوعاتها , ورصدت عددا من التعليقات الجميلة فى موضوعها .
المدون العزيز " محمد شحاته " رصد ( حاضرا ) حين تخير واقعة زيارة أوباما للقاهرة وكتب موضوعا جميلا رصد فيه أسلوب ومفردات عددا من المدونين وطريقتهم المتميزة فى الكتابة , وتحدث – على لسانهم – وكان رصدا جيدا وفكرة جديدة على الكتابة ان يحاكى طريقة البعض ويترك حدس القارىء لاستنتاج الكاتب , وهى شبيهة بالممثل الموهوب الذى يقلد مشاهير الفنانين , وسط تصفيق واعجاب المشاهدين من براعة ودقة التقليد .
أردت ان أقلد منى , وان أحاكى شحاته .
فكرت ان كان الموضوع حرفيا لما فعلوه فسوف يكون مبتذلا . ناهيك عن استهجان القراء .
طرأت لى فكرة . لماذا لا يكون موضوعى , أرصد ( مستقبلا ) ؟
نحن الآن فى عام 2063 – باحث شاب – تخير موضوعه لرسالة الماجستير عن ( مدونات ايلاف منذ خمسين عاما ) .
واليكم ملخصا للرسالة :
الرسالة باللغة العربية الدارجة مع بعض المصطلحات الأجنبية .
الرسالة تقع فى أربع أسطوانات مدمجة , سعة الواحدة 8 جيجا , بها ملاحق وصور فى ذاكرة 12 جيجا أضافية .
اذا لم يكن جهازك محمل بنسخة ويندوز ( برعى & سحلية 2050 ) فلن تتمكن من التصفح .
المقدمة , ليس بها آيات قرآنية , فالباحث علمانى , حسبما قدم نفسه للجنة المناقشة .
وليس بها اهداء , فهو ينكر فضل والديه – لأن والده أزهرى سابق - , ولم يهد الى زوجته فهى لم تقف الى جواره وزواجه منها هو زواج مصلحة حيث والدها عميد الكلية .
ولم يهد الى أساتذته المشرفين على الرسالة , فأحدهم يكره النفاق , والأخرى تكره المدونات – وهى أستاذة أى سيدة - , عانس - اى لم تلحق بفطار الزواج , وللدقة هو من لم يلحق بها .
بدأ الباحث موضحا الغرض من الرسالة وهو دراسة اهتمامات مدونى ايلاف فى الفترة من 2008 حتى 2009 , وأشار الى ان عدد مدونات ايلاف حاليا هو ( 50 ) مليون مدونة , وعلى القارىء ان يتعجب – على حد تعبير الباحث – من ان عدد مدونات ايلاف فى عام 2009 كان ( 1600 ) مدونة , المفعل منها والمستمر فى التفاعل والانتاج حوالى الف ومائة فقط .
وبدأ يرصد :
كان هناك مدون يدعى " جمال الهنداوى " عراقى الجنسية , أتسمت لغته بالرصانة والقوة , وموضوعاته بالتركيز , ومعظمها كان يهتم بالشأن العراقى , وكان مهذبا جدا – على غير المألوف فى زمانه – خصوصا فى معرض رده على المختلفين معه , وكان علمانيا , لكنه ابدا لم يسفه الدين أو المتدينين , وكان ينشر باسمه الحقيقى ويضع صورته الشخصية , وكان كثيرا ما يثنى على شباب المدونين والحداثى منهم , ويشجعهم ويشد على أيديهم , وقد أكتسب أصدقاءا كثيرين من عالم التدوين , وحظى باحترام الجميع , حتى الذين يعلقون بأسماء وهمية أو مستعارة , لم يتجرأوا عليه , ولم يسبوه .
نموذج آخر : هو المدون " نزار النهرى " وهو علمانى متعصب , لا دينى , عراقى الأصل , مقيم فى المانيا , أتسم بغزارة الانتاج , وقوة الحجية , وهومجادل متمرس , ومخالف محترف , ولكنه مستفز , حيث أختلف مع كثيرين من أصحاب الرأى والفكر , ولم يكن يأبه لمن يختلف معه كائنا من كان , وكان زوار مدونته بالألاف , وكان خصومه يقرأون له قبل مريديه , وكان يعيبه انه شديد فى خصومته , وقد من الله عليه فى آخر أيامه بنعمة الايمان , فاعتكف الناس واعتزل الكتابة , وقد توفى فى حادث سيارة مدبر عام 2053 عن عمر يناهز 80 عام .ومازال الغموض يكتنف وفاته , ويقال ان غلاة العلمانيين هم من اغتاله .
نموذج آخر هو المدون " مجدى المصرى " ومن الأسم تتضح جنسيته , وكان غزير الانتاج , متنوع المواضيع , له فى كل المجالات , وكان مقلا فى خلافاته مع الآخرين , أجتذب اليه القراء والتعليقات – خصوصا من الجنس اللطيف – فقد كان ممغنط الكلمات , وقد اعتزل عالم التدوين عام 2025 وأنشأ هو ونجله وكالة اعلامية ضخمة مقرها الرئيسى مصر ولها عدة فروع فى اوروبا , وهى التى تحمل أسم title ) ) , عكس مدونته التى كان أسمها ( بدون عنوان ) .
نموذج آخر , هو المدون " زين الدين الكعبى " وهو شخص ملتزم ومتدين دون ادعاء أو مفاخرة , أو حتى احتكار كما كان شائعا فى زمانهم , وكان ينتقد خصومه بموضوعية شديدة , وهو مجامل لأصدقائه , وكان يركز موضوعاته على الشأن العراقى – حيث فى حينه كان الهم العراقى هو الحاكم لكل توجهات الوطنيين الشرفاء – وكان طموحا جدا , و قد كلل طموحه بأن أشترى ايلاف الموقع والجريدة عام 2034 , قبل ان يعيد بيعها للمالك الحالى السيد أزهر مهدى . ( والذى كان ايضا مدونا شهيرا عايش تلك الفترة ) .
نموذج أخير هو المدون " مفيد السالمى " كان يكتب الشعر الحر دائما والعمودى أحيانا ., اضافة الى موضوعاته التى أتسمت بالرصانة والجدية , وكان المدونون ينادونه أيها المفيد ( مفيد السالمى ) . وقد حدث تخريب لمدونته ذات مرة وفقدت كثيرا من موضوعاتها , وعندما سأله أحدهم ماذا حدث لمدونتك ؟ أومأ بأسى ولكنه لم يجب .
وعن النماذج النسائية , أخترت المدونة " منى محمد " وهى سعودية الأصل مقيمة فى امريكا , وهى من والد مسلم وأم مسيحية , وقد أثرت نشأتها وتكوينها الأسرى على كتاباتها , فتارة تدافع عن الاسلام , وتارة تدعوه سبب تخلفنا , وتارة تدفعك نحو التسامح والقيم الروحية . وتارة تشعرك بمادية صرفة .
كما أثر تنقلها المستمر بين الدول على تنوع ثقافاتها , وبالتالى انعكس على تدويناتها , فهى تجذبك على رمال صحراء شبه الجزيرة العربية , وتلقى بك فى شوارع هولييود , وقبل ان تستفيق من انبهارك , تعيدك على شاطىء دجلة .
وقبل ان تكتشف او تحدد طبيعة موقعك , تلقى بك فى أحد كازينوهات شارع الهرم فى مصر , وقبل ان تتحسس جيوبك لتخرج ( نقوط ) للراقصة تسحبك – توفيرا لنقودك – لتزور معها ( الكاترز ) وهى مستعدة لتركك هناك لتمضى البقية الباقية من حياتك , ولم لا أوليست منى شقاوة ؟
ومنى محمد مازالت حية الى الآن بين ظهرانينا فهى قد دخلت عالم المدونات وهى صغيرة فى السن , وأعتزلت التدوين مجبرة , وهى مقيمة حاليا فى كندا ومتزوجة من كندى من أصل سورى , ولها من الأبناء سته ومن الأحفاد 14 .
كانت هذه مجرد ملخص لرسالة الماجستير لأحد الباحثين , وقد نوافيكم بملحق لباقى الرسالة , ان سنحت الظروف , أو أستحسن القراء ما كتبت .
التعليقات (0)