رسالة موجها ال قتلة الشهيد الطفل انس الشاعر الذي قتل في جامعة الحسين بن طلال في محافظة معان في الاردن

وضاح احمد الزليل

رسالتي لقتلة الشهيد أنس الشاعر...
أيها القساة..أيها الظلمة...لماذا كل هذه القسوة والظلم..ماذا فعل بكم..ماالذنب الذي من أجله أستحق الموت؟
لماذا زرعتم الحسرة والألم في قلبي والديه المسكينيين؟لماذا خطفتم فرحة أسرته وأهله وملأتم حياته بالحزن والأسى؟
..أيها التماثيل..أيهاالقلوب المتحجرة الفارغه إلا من الظلم والحرمان..ألم تهتّز قلاع القسوة ومعاقل الحرمان في قلوبكم بعد؟ ألم تصحو ضمائركم العفنه؟ماذا لو كان أحد أطفالكم..أتصمتون هكذا ..لاوالله!!
ألم تفكروا بماقد تخلفه هذه الجريمة الوحشية في قلوب أهله..كلكم تسعون من أجل انفسكم الأنانية اللامبالية..لا هم لكم سوى تحقيق رغباتكم واهوائكم والتهافت وراء الظلم والقسوة..لاقلب لكم حتى تحسون أصلاً،ولاشعوراًأو كرامة،وكأن قسوة الصخر قد أودعت في قلوبكم السوداء..تظنون أنفسكم بشر..إنسان..ومن أين لكم الإنسانية؟
ليس لكم منهاسوى الجسد الآثم والقلب القاسي الظالم والغرائز المحمومة..ليس لكم منهاسوى نقاط الإلتقاء مع الحيوان..بل إن الحيوان أقل قسوة منكم لايقتل اخيه ولايظلم..ولايقسى على الاخرين!!
ليتكم لم تفعلوها..ليته لم يمت..ماذا جنيتم بموته غير السخط وغضب الرب..ماذا غير الندم والخسران..قتلتموه بوحشية..لم يتحرك في اعماقكم السخيفة شيء.
وماذا لو تحرك؟
ماذاسيخرج من بين ركام الظلم وأنقاض القسوة والتكبر غير الأنانية والظلم والإستبداد؟
سلموا أنفسكم للعدالة..لتغسلوها من درن المعصية..واستغفروا ربكم..واستسمحوا من أهله خيراً لكم.
فإنه والله وإن عجزت عدالة هذا العالم المحشو بالقسوة والظلم من أن تقتص له منكم فإن محكمة الرب حيث تجزى كل نفس ماكسبت لايظلم فيهاأحد..ولن تمروا فيها بدون عقاب.