رسالة من ناشط
يوسف غيشان
وردتني رسالة من صديقي المهندس رضوان أبو تبانة الذي عرف على نفسه كناشط في الأعمال الإنسانية ، وهو في الواقع شاب ذكي وعصامي حاصل على براءة اختراع معتمدة دوليا في مجال لوحات التحكم الإليكتروني في المصاعد. المشكلة أني لا امتلك المعلومات المهنية الكافية للحكم على مضمون الرسالة لذلك أضعها بين أيديكم ، وأيدي المختصين والمهتمين . يقول أبو تبانة في بداية رسالته:
(في الطريق إلى دبين إحدى أجمل مناطق أردننا الغالي يوجد مخيم غزة إلى الشمال وسط منطقة محيطة بالأشجار والجبال المرتفعة ..... هذا المخيم موجود على أرض الأنصار - أردننا الغالي الذي احتضن أبناء فلسطين لما هجروا من أرضهم ووطنهم الأم فلسطين نتيجة الاعتداء الإمبريالي المتمثل في ذراعها الباطش الكيان الصهيوني الذي هجر أصحاب الحق والأرض واستولى على الممتلكات وحول سكان فلسطين إلى لاجئين في مختلف بقاع المعمورة. بالأمس قضيت سحابة يوم الجمعة الموافق 8 ـ 8 ـ 2008 في أزقة و شوارع المخيم وزرت بيوتا بائسة وأهالي طيبين يعانون من أوضاع معيشية صعبة وظروف بيئية غير صحية ، حيث المجاري المكشوفة وتراكم القاذورات وبيوت متهالكة أسقفها من الزينك).
ويستمر أبو تبانة بالقول:
( أهالي مخيم غزة الذين هجروا من غزة هاشم ومخيماتها يعتبرون رقما صعبا في ملف اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ، فهم يختلفون عن أبناء مختلف مدن وقرى فلسطين ممن هجروا في عام 1948 الضفة الغربية المحتلة ، فأهالي مدن وقرى فلسطين الذين هجروا يعتبرون مواطنين أردنيين يؤدون واجباتهم بالكامل تجاه الأردن الغالي ويحتفظون بحقهم المقدس بالعودة إلى كامل ترابهم الوطني في فلسطين ولهم كامل الحق بالتعويض عن حرماتهم من خيرات أرضهم التي استغلها الأعداء المحتلون ولهم الحق أيضا بالتعويض عن الحرمان والبؤس في مخيمات الشتات والمنافي.....أما أهالي مدن وقرى الضفة الغربية الذين نزحوا فينطبق عليهم ما ينطبق على لاجئي 48 بالإضافة إلى ضرورة تحويلهم إلى لاجئين في ملفات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA) بعد فك الارتباط بين الضفتين حيث ان النازح يعرف بأنه الإنسان الذي شرد وهجر من بلدته إلى بلدة أخرى داخل ذات القطر نتيجة الحروب والكوارث والآن بعد فك الارتباط أصبح ينطبق عليه تعريف اللاجئ وهو الإنسان الذي هجر من وطنه (دولته) إلى وطن آخر نتيجة الحروب والكوارث) .
ويقول رضوان أيضا:
( من خلال مشاهداتي وزياراتي إلى مخيم غزة واطلاعي على معاناة أهله أدعو أن يكون هناك مساواة من ناحية الصحة والتعليم والعمل مع الأردنيين مع الاحتفاظ الكامل بالحقوق الوطنية المشروعة والثابتة لأبناء الشعب الفلسطيني حق العودة وتقرير المصير والتعويض وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف) .
وينهي أبو تبانة رسالته بالقول:
(إن مخيم غزة جزء من الأردن الغالي وبحاجة إلى لفته سامية ومكرمة من المكارم التي تعودنا عليها من صاحب الجلالة.
لا سيما ان الكثير من أبناء المخيم يعانون من الأمراض المستعصية وخاصة السرطان وهم بحاجة إلى مساواتهم في مجال القبول في الجامعات الحكومية كسائر أبناء الوطن الغالي ، وكذلك فان ارتفاع نسب البطالة بين أبناء المخيم يحدد أفضل الفرص المتاحة لهم للعمل في القطاع العام كعمال نظافة في أمانة عمان الكبرى وبلدية جرش.... يجب أن يتم استثمار قدرات أبناء مخيم غزة من المهاجرين مع إخوانهم الأنصار لبناء الأردن الغالي والمساهمة في نهضته ورقيه).
هكذا انهى أبو تبانة رسالته وهكذا انهي رسالتي ، بأن أضع ما قاله بين أيديكم وضمائركم.
ghishan@gmail.com
التعليقات (0)