نحن لسنا بحجم الحرب الدائرة والمجازر المتتالية على أهلنا في غزة .. فنحن وبحكم الزعماء الذين نؤمن بهم شعوب ضعيفة لا حول لها ولا قوة، بالرغم من أن هذه الحجة واهية في الوقت الذي يقتل فيه الأطفال والنساء بوحشية وهمجية عالية لم يرى العالم قبلها من مثيل سوى والله أعلم في الحروب العالمية الدامية ومجازر الإبادة الجماعية ..
إن تخاذل الحكام العرب ومجلس الأمن ليس معزولاً عن تخاذل المعسكر الثوري الداعم للمقاومة في غزة، وإن شكل الدعم للمقاومة قد اختلف بعد الحرب الباردة وأصبح من اليسار من يدعم اليمين والعكس صحيح، وهذا التخاذل يدخل في فكرة ان العالم بأسره لا يزال في حرب عالمية بين الباردة والحامية، وهو متخاذل لأنه يريد حربا عالمية متقطعة ليأخذ نفسا بين صولة دم وجولة دمار ..
هناك من يقول ان المعركة عقائدية وقد تكون كذلك، وهناك من الغرب من يشكل مجموعات صدامية تدعم الصهاينة ومؤسسات الدعارة وشركات نهب أموال الشعوب التي في نهاية المطاف تقوم بدعم مصانع الأسلحة وتروج للحروب، حتى أصبح بإمكان الأسلحة الموجودة على كوكب الأرض تدمير تلك الكرة الأرضية مئات المرات، وحتى إن فكرت البشرية ووصلت إلى نتيجة بإنهاء تلك الأسلحة في أعماق الأرض وأعماق البحار والمحيطات، فإن ذلك سيدمر الكرة الأرضية أيضا ..
هناك من يريد الصدام المباشر حتى مع أصحاب الحقوق الإنسانية والمشروعة، وهناك ممن نؤمن بهم يقولون بأنهم على استعداد لمواجهة هذا الصدام صونا للحقيقة وصونا للإنسانية والبشرية جمعاء، فإن ظهر الوحشيون الصداميون وقد وكلوا اليهود بهذه المهمة وحرصوا على وجودهم بيننا يصبح السؤال مشروعا أين إذا هؤلاء المستعدين للصدام وقد صرخت كل نساء وأمهات غزة مليون مرة "وامعتصماه" وأصبحت أشلاء البشر بل وحتى الحجر المشهد الأساس في تلك البقعة من الأرض، المحاصرة، والتي لا يمكن لأهلها ولا حتى لأحجارها السير على أي بقعة أرض أخرى في هذا العالم مما يجعل الأمر أكثر من حقيقي، وماذا بعد كل هذا البطش والقتل بالبشر وهذا الصراخ للأطفال، وهم مع ذلك صامدون لأنهم على قدر ذاك الصدام، صامدون وهم في هذه الحالة، فأين دعاة الحرية والأحرار من ذات المعسكر.
الحرب على غزة ليست مجرد حرب على منطقة أو جماعة معينة لاجتثاثها من الأرض، بل هي أكبر من ذلك بكثير، وهي فرصة لمنتظري الصدام لأنه لا مناص من هذا الصدام التاريخي المتأصل في كل الأمم والشعوب، ولم تنتهي بعد شريعة الغاب والدليل واضح، وسيظلون يقتلون النساء والشيوخ والأطفال حتى نرضخ لهم ولن يرضوا عنا حتى لو رضخنا.
أنا وكغيري من الناس مناصر ومؤيد ومدافع عن كل حركات المقاومة ليس في لبنان وغزة وحسب بل في جميع أنحاء الدنيا لأن تلك الحركات واسمها مقاومة إنما تقاوم كل ما هو ضد القتل والتنكيل والفساد والتنكيل وهذه هي طبيعة حقيقتها وهذا هو الواقع الذي يجب ان يكون عليه محتواها، ولكني اتسائل، أين حزب الله وسوريا وإيران من هذا الذي يحصل في غزة، والشعوب في هذه اللحظة التاريخية مستعدة للنضال وللموت من أجل حقوقها ومن أجل إنسانيتها، لا تتركوا غزة وحيدة كما تركها الخائنون والمتخاذلون، فستضعفون أمام أعداءنا إن لم تفعلوا شيئا حقيقيا فاعلا وسيقول اليهود بعد خروجهم إنشاء الله من غزة ماذا فعل لكم حسن نصرالله وأين إيران وسوريا من وعودها بالدرء عنكم، وقد جرح وقتل منكم الآلاف، ودمرت بيوتكم فوق رؤوسكم.
نحن دعاة سلام لا حروب، ولكن لا جدوى لكل العالم من سلام طالما إسرائيل قائمة وتقوم بكل هذه الأفعال والتصرفات العدائية والصدامية ليس في فلسطين فقط بل في العالم كله.
لا حل سوى حل المقاومة ومساعدة المقومة الفلسطينية في غزة والاشتراك معها في حربها مع اليهود هو قوة ستخيفهم وتشتت من أمرهم، وتأكدوا، أن الحرب عالمية ومفتوحة، لا نريدها متقطعة خوفا على أنفسنا لأنها بهذا الشكل لن تنتهي وسيرى أبناؤنا من بعدنا ويلات أشد إن لم ننتهي من هذا الخراب في الأرض.
ويا سيدي ويا سيد المقاومة الإسلامية في لبنان، يا شيخي حسن نصرالله، ويا شيخي وقائد المقاومة الإسلامية في غزة إسماعيل هنية، لا ننسى بأن في الاتحاد قوة، وما يصيب أحد منكما يصيب الآخر، ومن أطلق منكما رصاصة حرية فليطلقها الآخر، هذا هو المنطق الوحيد أمام ما نراه من قتل وموت لحظوي ويومي في غزة، وهذا ما شهدناه أيضا في 2006 بلبنان، وللقضاء على أي انقسام داخلي في صفوف الوطن الواحد، فلتتوحد المقاومات وتمضي معا في حال واحد.
ربما تكون نظرتي خاطئة فأنا لست محللا سياسيا ولست ذو خبرة وبعد نظر، ولكني أموت كل يوم بموت رجولتي وموتي من خجلي وأنا لا حول لي ولا قوة كباقي من هم حولي، نحن نريد قيادات نسير خلفها ولا نهاب، واتحادكم في الحرب والمعركة الآن معا سيكون له مفعول عظيم، وسيشد من عضد المقاومة والأهل الصامدين في غزة، بل يسصبح كل إنسان وكل شيء في غزة وفي العالم الإسلامي والعربي مقاومة .. مقاومة .. مقاومة ..
mgnaim@yahoo.com
التعليقات (0)