رسالة من مقدسي الى قداسة البابا..!
"من ينكر المحرقة اليهودية (الهولوكوست) ينكر الله"..مقولة للبابا بندكتس السادس عشر قالها قبل أشهر قلائل, وتأتي لرد الاعتبار للصهاينة بعد أن قام أحد أساقفة الفاتيكان بالتشكيك بعدد اليهود الذين هلكوا في المحرقة النازية وكذلك قام بانكار وجود أفران الغاز.ويذكر بأن الحاخامية الكبرى للصهاينة قد قطعت علاقاتها رسميا مع الفاتيكان بعد تصريحات هذا الأسقف ولم تعلن عن عودة هذه العلاقات الا بعد أن أعلن البابا دعمه الكامل"للاخوة اليهود" وتشديده على أنه لا يجوز انكار المحرقة ولا بأي حال من الأحوال. قداسة البابا, لقد طلبنا منك مسلمون ومسيحيون أن تقوم بالغاء زيارتك للكيان الصهيوني ولكن وبعد اصرارك على عدم الغائها نود أن نحيطك علما ببعض الحقائق والأمور التي ربما تجهلها أو تتجاهلها, علما بأننا لا نراهن على تنفيذ مطالبنا, لأننا نعرف تمام المعرفة بأن الفاتيكان والذي تقف أنت على رأس هرمه يدار من قبل لوبي صهيوني نجح في اختراق المرجعية الدينية المسيحية الكبرى: نعم يا قداسة البابا, لا يجوز انكار هذه المحرقة, ولكن أستحلفك بمن هو أقدر وأكبر منا جميعا رب العرش العظيم:هل يجوز للصهاينة ارتكاب مجازرهم ومذابحهم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني بدءا من دير ياسين ومرورا بصبرا وشاتيلا وحتى مجزرتهم الوحشية الأخيرة بحق أبناء شعبنا في غزة؟, والحبل على الجرار..انها مجازر تقشعر لها الأبدان..مجازر أرتكبت بحق شعب كل ما أراده هو الحرية والتحرر واقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني, وكل ما تلقاه مجازر ومذابح لم يشهد لها التأريخ مثيلا..فأين قداستكم من كل هذه الأمور؟. مع علمنا المسبق بأنك لن تزور غزة, الا أنك مطالب بزيارتها لكي تشاهد بأم عينك وحشية الصهاينة, فقد دمروا الأخضر واليابس وقتلوا ما يزيد عن 1500 من الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء, ناهيك عن الاف الجرحى والمعاقين..عائلات بأكملها اختفت عن الوجود..أطفال أبرياء يبكون ابائهم واخوانهم وأمهاتهم..فما هو الذنب الذي اقترفوه؟ انهم ببساطة قتلة الأطفال كما هم قتلة الأنبياء. ان هذه المجزرة تعتبر بحق"هولوكوست", بل انه"الهولوكوست الغزي الفلسطيني", فهل سيقوم الحبر الأعظم بادانة هذه المجزرة وفضح مرتكبيها والدعوة الى أن من ينكرها, ينكرالشرائع السماوية والوضعية؟ أم أن شريعة الغاب ستكون هي الحاسمة, وسيقول البابا:ان ما يحق للصهاينة لا يحق لغيرهم..انه سؤال نسأله وستجيب عليه الأيام القادمة. وسأعود قليلا الى الوراء لأذكر قداسته أنه تطاول على المسلمين ونبيهم محمد صلى الله عليه وسلم,فلم تكد تهدأ قليلا عاصفة التهجم الحاقد على الرسول الكريم على خلفية الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية، حتى فوجىء المسلمون بعاصفة حقد هوجاء اخرى تهب على الإسلام عقيدة ورسولا،والتي أثارها هذه المرة بابا الفاتيكان الألماني الأصل ، في خطاب له في إحدى جامعات ألمانيا بحضور مئات الكهنة والرهبان الكاثوليك من شتى أنحاء العالم الكاثوليكي.وفي خطابه تعمد البابا اقتباس حوار دار في القرن الرابع عشر بين الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني وفيلسوف فارسي حول دور نبي الإسلام محمد(ص)..وقد اقتطف البابا من هذا الحوار ما قاله الإمبراطور للفيلسوف : " أرني ما هو الجديد الذي جاء به محمد؟ إنك لن تجد إلا الأشياء الشريرة وغير الإنسانية ، ومثالا تبشيره بالدين الذي جاء به بحد السيف والإكراه". ان البابا وبصورة حاقدة قد قاء بما في صدره من حقد وكراهية على نبي البشرية ورسولها واصفاً اياه جهلاً وظلماً وسفهاً بانه نشر الإسلام بالسيف والعنف, وإن كان قد ساق كلامه اقتباسا غير أنه ساقه مقرأ له دون إنكار, وهذه المواقف تعكس النزعة الصليبية القديمة الجديدة المتجددة في نفوس الصليبين الجدد من سياسين وعلى رأسهم بوش الابن الذي أعلنها صريحة حينما قال:"إنها حرب صليبية" وذلك قبيل غزو بغداد, وقد لقيت هذه الصيحة المالحاقدة والمنكرة آذاناً صاغية وقلوباً واعية عند البابا الجديد ليغري الساسة الغربيين المتعطشين الى دماء المسلمين واللاهثين خلف خيرات بلادهم وبترولهم وارضهم ليقود بتحريض من البابا حملات صليبية جديدة يُغيروا بها الخريطة العربية والإسلامية بما يسمى بالشرق الأوسط الجديد..إن تصريحات بوش قبل عدة أعوام وتصريحات البابا الأخيرة لم تأت صدفة ولم تصدر اعتباطاً..انه اتحاد أمة الصليب من متدينين وعسكريين يحملون نفس النزعة الخبيثة..والعجب كيف يتهمون نبي الإسلام والمسلمين بأن دينيهم قام على السيف والقتل وايديهم لا زالت ملوثة بدماء المسلمين في بيت المقدس حينما استباحوا المسجد الأقصى المبارك وقتلوا أهله حتى سالت دمائهم كالسيول, وما فعلوا في الأندلس من قتل أهلها المسلمين وتنصيرهم قسراً وما فعلوا في البوسنة والهرسك وكوسوفو من قتل وإبادة جماعية على مرأى ومسمع قوات الأمم المتحدة الصليبية..فما هو مقف قداسة البابا؟. وبودنا أن نلفت نظر البابا الى أن الكيان الصهيوني الذي سيزوره سمح لاعلامه بالتطاول على الديانة المسيحية والمسيحيين ونبيهم, ويذكر أن الاعلام الصهيوني قد تطاول من قبل على الاسلام والمسلمين ونبيهم, فالاعتداءات الصهيونية على الدين الاسلامي ورمزه ليست بالجديدة وإنما الجديد هو التصعيد ضد السيد المسيح والرموز المسيحية. فقد قام مذيع صهيوني حاقد بالسخرية من سيدنا المسيح ومريم العذراء، وقد أشار المذيع الى انه يفعل ذلك "كدرس" للمسيحيين الذين ينكرون المحرقة.
د. صلاح عودة الله-القدس المحتلةرسالة
التعليقات (0)