كنت أطالع رسالة الشيخ عائض القرني للرئيس اليمني علي عبدالله صالح , فخطر في بالي رسالة من شبل عربي مغمور مثلي , لأسد يحكم دولة عربية تغلي , أنها سوريا الأبية .. ولأني متأكد "أن سوريا في قلب الأسد" أقول :
فخامة الرئيس .. إن رأي الناس في أمر ما ليس حكما مبرما بالتخطئة و التصويب , ورائيهم في شخص ما ليس حكما بالرفعة أو الضعة , ولكنها الدنيا تدور دوائرها فلا يثبت في مكانه احد , فإذا أحس الفطين بالتواء العامة عليه أو بنفرة الآخرين منه , بعد ما أدى ما عليه بنية خالصة وقلب سليم , فلا عليه لو مادت الدنيا تحت قدميه , فلا يضطرب ولا يغضب , بل يقدم مصلحة الكل على مصلحته الشخصية , فالحاضر القريب الماثل بين يديك , والأمثلة الجلية التي حوليك , هي وحدها الدعائم التي يتمخض عنها مستقبلك , فلا مكان لإبطاء أو انتظار , قد يكون ذلك طريقا إلي انحدار اشد , وهنا الطامة .
فخامة طبيب العيون .. هل لك أن تتصور معي هذا الموقف الطبي ..حالة مريض يشكوا من التهاب شديد في عينيه , وحين كشفت عليه وأجريت التحاليل المعتادة اكتشفت أن السبب ورم داخل الرأس أدى إلي هذا العرض في عينيه , فهل ستستخدم مبضعك لمحاولة علاجه لان طاقم التمريض الذي لديك أشار إليك بهذا , أم انك ستحول الحالة لطبيب المخ والأعصاب المختص .. فخامة الطبيب إن أعظم الأشخاص قوة , أوسعهم ملكا , وأقواهم بطشا , واقمعهم لخبائث النفس , واجمعهم للقدرة على سياسة نفسه وسياسة غيره , فلا تدع ضعاف النفوس وأصحاب المصالح يزينون لك ما يضمن بقائهم واستغلال نفوذهم , بوقد هو دماء بريئة تراق لليل نهار , وأنا اعلم جيدا أن هذه القوى الشريرة ليست عدوا سهلا, وإنقاذ البلاد من بطش هذه القوى عمل يقترن بالمعجزات , فحزب مثل حزب البعث يعتمد على خلايا وتنظيم دقيق , استهلك دماء طائلة في دولة مجاورة حتى سقط , أن عليك دور تاريخي , سيسجل بأحرف من نور لو استطعت الخروج بشكل مشرف بعد أن تسلم السلطة لرئيس منتخب من قبل الشعب في استفتاء عام , تبدءا أولى مراحله ألان , وبشكل عاجل , بعد أن تصدر مراسيم تحيد كل صاحب مصلحة تلوثت يداه بدماء الشعب , واعلم جيدا أن الشعب معك , بعد أن تتوكل على الله , فان الله يكفي من لأذبه واعتمد عليه , وهو سبحانه يستحيل أن يفوته ما يريد , فهو بالغ أمره لا محالة , واجعل بين عينيك ما حدث في الجوار وكيف كانت النهاية , و التوقع في مثل هذه الحالة من مزايا المؤمنين , الذين يستشرفون الغيب ولا يجزمون به بل يستنفذون كل الوسائل المقررة في عالم الشهادة , إيمانا بالله بعد أداء كل ما يرتبط في النفس من واجبات , قال تعالى ( وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون . وانتظروا إنا منتظرون) 121هود ,, والله من وراء القصد
عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد
التعليقات (0)