رسالة من حمامة
صديقي العزيز بيكاسو
يسمحُ لي
حُبكَ لي
وأنت َ لاتعرفُ مَنْ أكونْ
وأين أحيا ، فوق هذا الكوكب المجنونْ
وكيف أحيا أيها الأخ الوفيِّ الحادبُ الحنونْ
يسمحُ لي حبكَ واهتمامكَ الكبير
بنا –حمام العالم- المُسالمُ الوديع
يسمح لي حضورك الدائم في الغياب ْ
أنْ أرفعَ الحجاب
مابيني وبين المُبدع العظيم ْ
وأَن أُحيّيك َ منَ الأعماق
نيابةً عن إخوتي
واعتزازاً صادقاً بحبكَ المُقيمْ
صديقي الحميم بيكاسو
واحدة أنا ،من اللائي يُحَلقِْن مع الأنسام
ويمتزجنَ في سماء البحر بالنوارسِ البيضاء
ويختبئن َ من هوام ِ الطير في الغاباتْ
ويلتقطن َالحَبَ في كنائس الدنيا
وفي مراقد الأئمة الواسعة الساحاتْ
ويتخذن عندما يُخَيِّمُ المساء
أوكارهُنَّ في ذُرى البروج والمنائر الخضراءْ
وربما واحدة ٌ، واحدة أنا
من اللائي تآلفنَ مع الظلال والألوان ْ
حيث الهوى والدفء والراحة والوئام
مع روائع اللوحات ْ
وربما ياسيدي أنا هما كلتاهما
وربما أنا الحمام كله
نطوف ُ في أرجاء هذا العالم المُضامْ
بحثاً عن الحَبَّة
والعِش ِّ الأمين
في ظلال الحُب ِّوالسلامْ
وسوف نبقى دائماً
نطوفُ في الزمان والمكانْ
عيوننا ساهدةٌ لاتعرفُ المنامْ
أجسادنا مرهقةٌ لاتعرف الأمانْ
تسندها أجنحة مُرهقة ٌ
تسندها سواعد مرهقةٌ
تسندها حناجر مرهقة الأغان
لكنها لاتشتكي غوائل الأيامْ
لذا ياصديقي المبدع العظيم
نحن هنا
نهدل في سمائك الصافية الزرقاءْ
وسوف نبقى أبدا ً
نهدل ُبالحُبِّ وبالوفاءْ
وسوف نبقى أبدا ً
نحرس زيتونتكَ الوارفة الخضراءْ
ونومكَ الخالد
في قلوبنا وفي هياكل الإبداع
بابلو .. صديقي الغائب – الحاضر- والمسافر- - المقيم
أهدلُ من قلبي
ومن حنجرتي
ومن مكان ٍ ما
بهذا الكوكب ، المُضطرب ِ الصغير
تحية من أخوتي
واعتزازاً فائقا ً
بحبك الكبير
د. حكمت الطرابلسي – تركيا
التعليقات (0)