أبريل 2011
من المصريين البهائيين،،
في ضوء الأحداث الراهنة التي شهدتها مصر في الأشهر الماضية، قام البهائيون المصريون في الأول من أبريل باغتنام هذه الفرصة الفريدة لمخاطبة إخوتهم المصريين في رسالة مفتوحة، وذلك في إطار مساعيهم الدائمة لخدمة مجتمعهم. تمثل الرسالة أول مناسبة تتاح للبهائيين المصريين ليقدّموا "إسهاماً متواضعاً في الحوار الدائر الآن" فيما يخصّ مستقبل بلادهم، ولتقديم الرؤية البهائية "طبقاً لما يستدعيه المضي قُدُماً نحو الازدهار الدائم مادياً وروحيا".
تقول الرسالة أنه مهما كان الدافع وراء التغير السريع الذي حدث "فإن نتائجه قد دلّلت على أُمنيتنا الجماعيّة، نحن شعب مصر كله، في أن نمارس قدراً أكبر من الحرية في التحكم بمصيرنا". لقد كانت هناك في الماضي العديد من القوى التي حرمتنا من ممارسة هذه الحرية وتشمل "الاستعمار والتزمت الديني والحُكْم التسلطي والاستبداد السافر" وتشمل أيضا "القوة ’الألطف‘ للنظام الاستهلاكي وما يتبنّاه من انحطاط أخلاقي". ومع ذلك فإن البهائيين المصريين يرون أن المجتمع المصري "قد بلغ مرحلة جديدة في مسيرة تطوّره" وأن الأحداث الأخيرة التي مرت بها البلاد "يمكن اعتبارها، في واقع الأمر تجاوباً لقوى تدفع بالجنس البشري قاطبة نحو نضوج أكبر وتكافل أعظم".
يلفت البهائيون الانتباه الى أن هذه اللحظة التاريخية الهامة ملحة لأنها "لحظة لا يمكن أن تدوم إلى الأبد" وأن "التعبير عن المشيئة الجماعية" في هذا الوقت سيكون له "أثر حاسم ومستدام بالنسبة لمستقبل البلاد". وتعترف الرسالة بأن هناك "العديد من نماذج العيش المشترك" المطروحة أمام المصريين. وتؤكد بأن مصر إذا ما أقدمت على اختيار "نموذج متنور" فإنها "سوف تؤثر على مسار النمو والتطور الإنساني في المنطقة كلّها بل وعلى العالم بأسره". ولكن تعترف أيضا ان هذه المهمة ليست سهلة حيث أن "اتحاد الناس في دفاعهم عن قضية مشتركة ضد أي وضع راهن أسهل بكثير من اتفاقهم على ما يجب أن يأخذ مكانه". يعتقد البهائيون أنه من الضروري جدًّا أن "نسعى جهدنا لتحقيق إجماع واسع في الرأي حول المبادئ والسياسات العاملة على ايجاد أنموذج جديد لمجتمعنا" وأن نكون على استعداد لتخطّي مستوى الفكر التجريدي عند مناقشة هذه المبادئ واكتشاف الخطوات العملية وطرق تنفيذها.
كما قدم البهائيون المصريون بعض النماذج لهذه المبادئ وتتضمن:
وحدة العالم الانساني: سمة أي مجتمع ناضح هو الاعتراف بأننا "خلقنا جميعًا من عنصر واحد وبيد خالق واحد هو الله عزّ وجلّ. ولذا فإن ادّعاء فرد واحد أو قبيلة أو أمّة بالتعالي والتفوق على الغير ادّعاء باطل ليس له ما يبرره". وهذا المبدأ البعيد كل البعد عن كونه "تعبيرًا مبهمًا عن أملٍ زائفٍ هو الذي يحدد طبيعة تلك العلاقات التي يجب أن تربط بين كل الدول والأمم وتشدها كأعضاء أسرة إنسانية واحدة". إن قبول هذا المبدأ يستلزم "إعادة النظر بدقة متفحصة في كل مواقفنا مع الآخرين وقيمنا وعلاقتنا معهم. فالهدف في نهاية الأمر هو إحياء الضمير الإنساني وتغييره".
المساواة بين الرجل والمرأة: "فالإنسانية، مثلها مثل الطائر الذي لا يستطيع التحليق إذا كان أحد جناحيه أضعف من الآخر، فستظل قدرتها على السمو الى أعالي الأهداف المبتغاة معاقة جدًا ما دامت المرأة محرومة من الفرص المتاحة للرجل".
التعليم: الذي وجد "ليمكّن الرجال والنساء من كل الخلفيات الاجتماعية، من تحقيق كامل طاقاتهم وامكاناتهم الفطرية والمساهمة في رقي المجتمع وتقدّمه". ولا بدّ للتعليم من تقديم "إعدادٍ وافٍ للفرد حتى يشارك في الحياة الاقتصادية للبلاد". ولا بدّ "أن يخلق بُعداً اخلاقياً متيناً" أيضًا. ويجب أن يكون التعليم "في متناول الجميع بصورة شاملة دون أي تمييز قائم على الجنس أو العرق أو الإمكانات المادية" ليصبح "أداة فاعلة لحماية أجيال المستقبل من آفة الفساد الخبيثة والتي ابتلينا بها وأصبحت واضحة المعالم في مصرنا اليوم".
العلم والدين: يمكن للبشرية الاعتماد على هذين المصدرين التوأمين للبصيرة في سعيها لتحقيق التقدم والرقي. "ويتمتع المجتمع المصري ككلّ بنعمةٍ تتمثّل بأنه لا يفترض التعارض والتناقض بين العلم والدين". بل يعي المصريون أنه "بالإمكان تشرّب الأفراد بالروحانية الصادقة بينما يجدّون بنشاط في سبيل التقدم المادي لشعبهم".
الشباب: الأمة المصرية باركها الله "بأعدادٍ غفيرةٍ من الشباب" طموحاته السامية وتطلعاته العالية "تمثّل ائتمانًا لا يملك المجتمع ككلّ - وحتى الدولة في الواقع - تجاهله اقتصادياً أو معنويًا". لا بد من تعزيز الظروف "بحيث تتضاعف فرص العمل بشكلٍ جاد ويتم تسخير المواهب، وتصبح امكانية التقدم على أساسٍ من الاستحقاق والجدارة لا التميّز والمحسوبية".
العدالة: "معظم الاستياء الذي عبّر عنه الشباب الراشدون في الأسابيع الماضية نابع من وعي حاد بأنهم يفتقرون إلى تساوي الفرص". إن التناقض المفرط بين الغنى والفقر "سيؤدي الى استفحال التوترات الاجتماعية القائمة ويثير الاضطرابات".
ويؤكد البهائيون المصريون أن التحدي الماثل ، هو بدء عملية التشاور "حول المبادئ التي سوف ترشدنا إلى إعادة بناء مجتمعنا" وأن نسمح لكل المصريين أن يسلكوا الطريق "لنصبح أسياد الموقف في تقرير مصير تطورنا الروحي والمادي". وأن حوارًا وطنيًا عريض القاعدة يجب أن "يشترك فيه الناس على كلّ المستويات في القرى والمدن وفي الأحياء والبيت ليشمل جذور المجتمع ويجتذب كلّ مواطن مهتمّ". وحيث أن الفرصة متاحة الآن للمشاركة في عملية التشاور فإن البهائيون يأملون أن ندرك "معنى القوى الجماعية التي أصبحت مُلكنا فعلاً لتغيير أنفسنا".
مشاهدة الرسالة الرجاء النقر على الرابطين ادناه:
http://www.youtube.com/watch?v=DqKJ7TLRwlA
http://www.youtube.com/watch?v=H5VdUc3W1hw
التعليقات (0)