مواضيع اليوم

رسالة مفتوحة الى مغتصبي بناية وأملاك الاتحاد العام التونسي للشغل-المكتب التنفيذي التصفوي تحديدا

adnane hajji

2009-02-07 13:34:01

0




الصفحة الاساسية > البديل النقابي > رسالة مفتوحة إلى المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل
رسالة مفتوحة إلى المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل
30 أفريل 2008

تحية بيروقراطية وبعد:

ترددت كثيرا في توجيه هذه الرسالة إلى بعض أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد العام التونسي للشغل. وذلك للاعتبارات التالية:

- أولا لأنها لن تقرأ من قبل متقبليها فهي لا تحمل لهم مصلحة مالية أو نعيقا يضاف إلى نعيقهم.
- ثانيا لأن محتواها لن يؤثر في نفوسهم فهم جبلوا على الخوف والمؤامرات والتخفي.
- ثالثا لأن هؤلاء الأعضاء ليسوا من أصحاب الضمائر الحية التي يمكن في لحظة من اللحظات أن يأخذوا طريقهم إلى الصواب والرشد. فهم لا ينتصحون لأنهم أعداء الديمقراطية.

دفعني إلى كتابتها غيرتي على هذه المنظمة العتيدة، وإيماني الراسخ بأنها مازالت ترتكز على ثلة من المناضلين الصادقين، أبوا أن يحتموا بمظلة البيروقراطية النقابية وصرخوا عاليا لا للتوريث، لا لبيع مصالح الشغالين، لا للتطبيع مع الأعراف، لا للمزايدة بعرق العمال والشغالين بالفكر والساعد.

فكانت هذه المسألة من حيث المبدإ مساهمة بسيطة لإثراء النقاش حول مآسي هذه المنظمة.

ويطيب لي هنا أن أذكركم بحديث جرى في قديم الزمان بين أحد المقربين إلى (أكسرس) ملك فارس الأعظم وبين رجلين من لاسيدونيا.

"أخذ إكسرس وهو يعد جيشه الضخم لغزو اليونان ويبعث رسله إلى المدن اليونانية يطلبون إليها الماء والتراب. (وهو تعبير كان يستخدمه الفرس إشارة إلى أنهم يأمرون المدن بالاستسلام)

إلا أثينا واسبرطا فقد تجنب أن يرسل إليهما أحدا. ذلك أن الإسبرطيين والآثينين قد سبق لهم أن أمسكوا بسفراء أبيه (داريوس) فزجوا ببعضهم في الحفر والبعض الأخر في الآبار قائلين خذوا من الماء والتراب (ما تريدون). كانوا قوما لا يطيقون ولو كلمة تمس حريتهم. غير أن الإسبرطيين بعد أن صنعوا هذا الصنيع أدركوا هذا أنهم قد جنوا على أنفسهم. فقرروا أن يرسلوا إلى إكسرس مواطنين من بينهم ليمثلا بين يديه وليصنع يهما ما يشاء انتقاما لمن قتل من رسل أبيه. فتطوع رجلان ليدفعا هذا الثمن، الأول اسمه (سبيرثيوس) والثاني اسمه (بولس) وبينما هما في الطريق صادفا قصرا يملكه رجل فارسي اسمه (هندران) كان الملك قد عينه واليا على جميع المدن الواقعة على الساحل. فرحّب بهما وأطعمهما بغير حساب. ثم سألهما لم يرفضان إلى هذا الحد صداقة الملك قال: «أنظرا إليّ أيها الإسبرطيان واتخذا مني مثلا تعلمان منه كيف يعرف الملك تشريف من استحق وتذكرا أنكما لو صرتما بين أتباعه لرأيتما من صنيعه ما رأيت. وأنكما لو دنوتما له بالطاعة وعرف أمركما لما خرج كلاكما عن أن يكون أميرا لمدينة من مدن اليونان.»

فأجابه محدثاه: «لهذا يا هندران أمر لا تملك فيه إسداء النصح إلينا لأنك جربت النعمة التي تعدنا بها ولكنك لا تعلم شيئا عن نعمتنا، لقد ذقت حظوة الملك وأما الحرية فلست تعرف مذاقها ولا مدى عذوبتها، ولو فعلت لنصحتنا بالدفاع عنها لا بالرمح والدرع بل بالأسنان والأظافر."

هذه الإجابة هي وحدها الصدق وما لا يرقى إليه شك أن ثلاثتهم تحدثوا وفقا لنشأتهم فما كان للفارسي أن يستشعر الأسف على الحرية وهو لم ينلها قط ولا الإسبرطي أن يحتمل التبعية المطلقة بعد أن ذاق الحرية." [1]

وبعد سرد هذه القصة أردت أن أذكركم بأن الحياة تطول أم تقصر فتلك أمور نسبية، لكن المهم هو ما يتركه الإنسان من أثر. وأثر سيوفكم وسياطكم منقوشة على صدور المناضلين الأشاوس من تجريد وتوقيف عن العمل النقابي ومضايقة كل نفس ديمقراطي.

فصرت يا هندران تونس ككلب مسعور تنهش كل من يعترض طريقك من أجل ماذا؟ من أجل المال والسلطة. فشيوخ هذا المكتب لو جربوا الحرية والإنعتاق ومارسوا الديمقراطية لكان من الهين عليهم تقبل مقررات مؤتمر المنستير والسعي إلى تدعيم استقلالية المنظمة والدفاع عن مصالح الشغيلة.

وما تنعمون به أنتم وحاشيتكم هو عرق الشغالين ودماء الكادحين، ولولا تواطؤ شق من النقابيين (باستثناء قلة مشهود لها بالنضال ونظافة اليد) لما نعمتم بما أنتم فيه من قوة وتسلّط واستعباد للناس.

فأنّى لكم بالعيون التي تتبصصون بها على المناضلين الشرفاء إن لم يقرضكم الخائبون إياها؟ وكيف لكم بالأكف التي بها تصفعون كل نفس ديمقراطي إن لم تستمدوها من الجبناء؟ وأنّى لكم بالأقدام التي داست كل من جرّد وأحيل على لجنة النظام إن لم تكن من أقدام زبانيّة الاستعباد؟

وأتوجه إلى كل من ساهم في حبك المؤامرات، وكل من شارك حتى بالصمت في ما يحدث للمناضلين. أنكم أكثرتم وبالغتم في الطاعة العمياء، وأصبحتم تتزلفون إلى الطاغية وتستجدون حظوته. وتنفقون من أموالكم وتهدرون طاقاتكم وتعذبون أنفسكم تحقيقا لمراميه. فهل أنتم راضون بما تقومون به لتقوية سلطانهم.

هل في الدنيا شيئ أقسى احتمالا لا أقول على رجل ذي قلب ولا على إنسان حسن المولد وإنما على كائن يمتلك قدرا محدودا من الفهم العام أو له وجه إنسان لا أكثر.

(أي وضع أشد قرفا وتعاسة من حياة على هذا النحو، تستمدون راحتكم وحريتكم من عرق الكادحين وهمومهم.) لقد آن الأوان يا هندران تونس أن ترحل قبل أن يستفحل فيك داء الكلب وتذكر دائما إن المناصب لا تدوم لأحد وإن كنت تنكر فأين السحباني.

واعلموا جيدا يا من تنعمون بفتات الشق المتنفذ من المكتب التنفيذي إن أردتم الخلاص والعودة إلى صفوف الشغيلة وتنظيف عقولكم من أوهام السلطان والكراسي،لا أسألكم مصادمتهم بل الامتناع عن مساندتهم.

امتنعوا عن مساندتهم تروهم كتمثال هائل سحبت قاعدته فهوى على الأرض بقوة وزنه وحدها وانكسر... فقط امتنعوا عن مساندتهم...

أتوجه إليكم يا مشايخ الاتحاد بهذه الرسالة لأذكركم بما اقترفت أياديكم في حق المنظمة وفي حق المناضلين.

فمنذ التحركات التي خاضها التعليم الأساسي سعى المكتب التنفيذي إلى حرمان هياكله النقابية من هيئات إدارية يتدارس فيها قضاياه، ويتخذ الخطوات المناسبة لاسترداد حقوق القطاع، لا المطالبة بما هو جديد.

لقد تم حرمان الآلاف من المعلمين من حقهم في المشاركة في حركة نقل نزيهة، بسبب تعنت الوزارة وتعمدها تغيير مقاييسها، لمعاقبة المدرسين فلم يحرك المكتب التنفيذي ساكنا، بل تحرك لإحالة بعض أعضاء النقابة العامة ونقابيين من التعليم الأساسي ومن وقف في صفه على لجنة النظام.

وهرولتم نحو فرض الوصاية على النقابة العامة والممثلين الشرعيين للقطاع وأمضيتم اتفاقية أوت 2007 المخزية. كذلك ترى أعضاء المكتب التنفيذي يغمسون رؤوسهم في الرمال كالنعام تجاه قضية الأساتذة المطرودين عمدا على خلفية نشاطهم النقابي فامضوا في إضرابهم عن الطعام ما يناهز 40 يوما فركبتم تعلة الوزارة في عدم التفاوض تحت التهديد. وفكوا إضرابهم وما جنوا سوى وعودكم الكاذبة.

سكتتم عما يحدث في الحوض المنجمي ووقفتم من هذه الأحداث موقفا باهتا منذ اليوم الأول وحاولتم وبكل السبل الضغط على مناضلي الجهة من النقابيين لثنيهم عن المشاركة في الأحداث كما تبرأتم من الاعتصامات وإضرابات الجوع التي نظمت في مقرات الاتحاد بل بالعكس سارعتم إلى إصدار منشور يمنع مثل هذه الأشكال النضالية داخل المقرات ومعاقبة كل من يتبناها، وبذلك أعطيتم الضوء الأخضر للسلطة لقمع انتفاضة الدفاع عن الحق في العيش والحق في الشغل والحق في التنمية.

فكل هذه الفضائح، والقائمة تطول وهي لا تخفى على أحد، تدين سلوككم فأنتم أعداء هذا الشعب وتتمعشون من وضعية العمال المزرية وتتاجرون بمصالحهم.

إلى متى وأنتم تهوون بسياطكم على ظهور المناضلين، وإلى متى تبقى رؤوسكم مغروسة في الرمال لا ترفعونها إلاّ زمن العقاب والزجر، وأنتم تتشدقون دوما بالاستقلالية والديمقراطية تلوكونها زمن الركود والسلم وتتخلون عنها زمن المطالب وتردي الأوضاع فتكشرون عن أنيابكم وتختلقون القوانين للعقاب وتتفننون في فبركة القضايا وتلفيق التهم وحبك المؤامرات.

ارحلوا قبل أن تدوسكم أقدام الشغيلة. واعلموا جيدا أن التاريخ لا يرحم، أنت يا هندران إن مصاحبتك للملك لن تدوم وإن دامت فإنها لن تنفعك.

نقابي قذفه رحم الشّغيلة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !