رسالة مفتوحة إلى الفنانة صابرين ومشتقاتها!!!!

 
ما تزال إلى اليوم ردود الفعل إزاء الحملة التي شنها الفنانون في مصر ضد الجزائر، والتي في اعتقادي لم تكن صائبة، ولا ناجحة، ولا مؤثرة، لسبب بسيط أن الحملة بدت كما الحبل الذي يلتوي على صاحبه، بحيث بدا لنا اليوم أن السحر انقلب على الساحر، ربما لأن صحيفة عربية تصدر في الخليج كتبت (والكلام كان موجها إلى مصر) أن الفنان الذي يتحول إلى سلعة رخيصة ويتطاول على "أسياده" لا يمكن أن يحظى بالاحترام ! (هذا كلام الصحيفة) التي كانت تنتقد تحت السطور استمرار مصر في بناء الجدار العازل ! نعم مهمة الفنان أنه يرتقي دائما بنفسه، بحيث يتجاوز الصغائر، فهو يدخل إلى كل البيوت، من المحيط إلى الخليج، وكان عليه أن يستوعب أنه ليس ملك نفسه، بل ملكا لقيمة يعتقد الناس (بكل أسف) أنها موجودة فيه، لكن المواقف غالبا ما تظهر أن طينة الفنان من النوع الرديء ! هذا ينطبق على السيدة صابرين، التي قررت ذات يوم جميل أن تلبس الحجاب، وسعدنا كثيرا (سعد كل العرب) بقرارها، ليس تطرفا، بل لأنها اتخذت موقفا رائعا في ظروف استثنائية في حياتها، فقد كانت في أوج عطاءاتها الفنية، وقطعا لم يكن سبب حجابها واعتزالها الفن السيدة أم كلثوم التي جسدت صابرين شخصيتها، بل كان السبب الرئيسي هو منام شافته المدام رأت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (حسب قولها !!). طبعا منام رائع يحلم به كل شخص مسلم، وحتى المسيحي يحلم يرى في منامه السيدة العذراء أو السيد المسيح.. وقرار المدام الاعتزال كان قرارا شخصيا في النهاية، قوبل بكثير من التقدير لهذه المرأة التي كانت في يوم من الأيام ترمز إلى الفتاة المصرية الجدعة، الكبيرة في تصرفاتها، والجديرة بالاحترام والفخر والاعتزاز ! لكن الذي حدث أن مدام صابرين خرجت عن "التزامها" وصرحت في حوار صادم بثته قناة أل بي سي في برنامج (بدون رقابة) أنها سترقص بالحجاب إن خرج منتخب الجزائر من الدور الأول من كأس العالم !! ونسيت الست المحجبة أنها بهذا الكلام الخايب والعبيط جدا سقطت من عيني كل الذين احترموها داخل مصر أولا وفي البلاد العربية، ليس لأنها "سترقص بالحجاب" (وهي التي رأت الرسول صلى الله عليه وسلم في منامها) بل لأنها وقعت في فخ نخبة من الدجالين والخايبين والمنتفعين والوصوليين الذين شنوا الهجوم على الجزائر بنفس الطريقة التي يؤيدون فيها الجدال العازل على حدود غزة ويصفون فيها حركة حماس بالخطيرة على أمن فلسطين ! وهؤلاء الدجالين والمنتفعين يحاربون القيم، وينادون إلى الفسق الصريح حتى وهم يتكلمون عن الرياضة أو السياسة، الفسق هنا ليس العري بالضرورة، بل هو الانحلال واللا قيمة واللامنطق ! مدام صابرين التي تفاخرت بأنها رأت الرسول في منامها، تفاخرت أكثر وهي تصر على جملتها بأنها سوف ترقص بالحجاب لو خرج منتخب الجزائر من الدور الأول للمونديال (هذه هي همومها الوجودية !) ، متناسية كل أخلاقيات الحوار، وضاربة بعرض الحائط كل المشاهدين (غير الجزائريين) الذين بلا شك ضحكوا بجد على المدام التي أثبت في ذلك الحوار بالذات أنها تلبس حجاب الأونطة، وأن غطاء الرأس (يا مدام) عمره ما كان هو الإسلام بقيمه وبأخلاقه. المصريون أكبر بكثير من هؤلاء الأغبياء (أغلبهم فنانين ورياضيين وسياسيين)، لأن مصر كبيرة جدا، والكبير كان عليه أن يكون كبيرا في سلوكه، خاصة واليوم نصاب بصدمة عنيفة وفي الصميم، ونحن نكتشف أن كل ما قيل لنا عن اعتداء الجزائريين على المصريين في الخرطوم غير حقيقي، ومفبرك لامتصاص غضب المصريين إزاء فشل إدارة اتحاد الكرة في مصر في التصفيات من البداية لأن منتخب مصر لم يلعب مع الجزائر فقط، ولو أدى دوره في المباريات الأخرى لم انتظر الذهاب إلى الخرطوم لحسم اللقاء ! الكذبة الرهيبة هي التي سوف يكشفها اتحاد الكرة الدولي (الفيفا) حين يصدر قراره الأخير فيما يخص هذه الأزمة، وقد ذهبت وكالة رويتر الأسبوع الماضي إلى القول أن "مشروع التوريث في مصر امتد إلى كرة القدم، حيث أراد (آل مبارك) أن يعبدوا طريق التوريث بتأهل مصر إلى المونديال، وقد اعتدوا على منتخب الجزائر بالحجارة في القاهرة معتقدين أن اللاعبين الجزائريين سوف يصابون بالرعب وينهزمون بأكثر من 3 أهداف حاسمة، ليظهر أن اللعبة كانت أكبر من المصريين، وأن هدف واحد في الخرطوم كان كافيا ليتأهل منتخب الجزائر الذي خاض كل المباريات بجدية وبروح قتالية عالية جعلته يكسب احترام الجميع) ! هكذا تقول رويتر، وهكذا نكتشف أننا لم نكسب شيئا، وأن "الشتيمة" التي اعتقدنا أننا سوف نكسر بها ظهر الجزائريين كسرتنا، ونظرة واحدة لكل تعليقات المواطنين في المواقع التي تتكلم عن (قضية مصر/الجزائر) ستظهر حجمنا الحقيقي في نظر قراء عرب وليس جزائريين فقط ! وفي الختام أقول لمدام صابرين: إن خرج منتخب الجزائر من الدور الأول فلن يخرج وحده، بل ستخرج فرق ربما بعضها يراهن على لعب أدوار متقدمة من بطولة العالم، لهذا لو رقصت بالحجاب أو باللباس الداخلي فالأمر سيان يا مدام ! فأنت تقولين من حيث لا تدرين أن مصر دولة رقص فقط ! ورقصني يا جدع !!

(أسبوعية الدستور)