بعد الزيارة التي قام بها رئيس مجلس المحافظة إلى واحد من أكثر أحياء الناصرية خرابا وبؤسا وهو (مدينة الصدر، هذه رسالة من احد مواطني الحي المنكوب بالتخلف وانعدام الخدمات يقول فيها .
السلام عليكم
بعد التحية والسلام
سيدي رئيس المجلس .. هل رايت .. كم هي عميقة جروحنا ..؟
وكم هي .. عتيقة احزاننا..؟
هل ابصرت انهار المياه الآسنة .. وهي تسور منازلنا التي لا تصح عليها تسمية (منازل) ..؟
هل شاهدت اكوام القمامة .. التي اصبحت منظرا طبيعيا ، ترسم لوحة حياتنا..؟
زمن طويل .. زمن كالدهور .. وسنين عجاف ، كسنين يوسف.. عبرت فوق رقابنا ، واكلت من لون وجوهنا و صحة اطفالنا .
واثقلت قلوبنا بالهموم .. وانتهكت أجسادنا بالعلل والأمراض .
اما آن لنا ان نتنفس هواءا نقيا لا تخالطه الروائح النتنة ..؟
وهل تتحقق أحلامنا بأنابيب نظيفة ، تحمل لنا ماءا نقيا ( صالحا للاسخدام البشري) كما يحلوا للمثقفين ان يسمونه ، وكهرباء مستقرة تضفي بعض البهجة الى حياتنا .
نحن نعلم انك عشت بعض ماساتنا.. وجرى عليك شئ مما جرى علينا.
الآن .. وانت تمارس المسؤولية ، وبعد ان رأيت ما بنا .. هل ستذهب الى الاجتماع القادم دون ان تكون صورة حيّنا وكل حي يشبهه في ذي قار ماثلة أمام عينيك .
في زيارتك التي أنعشت آمالنا .. كان هناك طفلان يسيران خلف موكبك مباشرة اقسم أنني سمعت احدهما يسال الثاني عن هذه (الخبصة).. فيجيبه (ولك هذا المسؤول الجبير، جاي ايشوف ضيمنا)!!!!!
هل (شفت ضيمنا) سيدي المسؤول ...؟
وهل وصلت الى اسماعك كلمات طفل مدينة الصدر ..؟
وهل ستجعلك كلماته (تشد حزامك) وتعقد النية على القتال..؟ ضد التخلف والفساد والفاسدين الذين خطفوا فرحتنا .. سرقوا الالق من عيون اطفالنا..؟
هاهو (جسر) أمامك .. ليس كجسور العالم .. بل هو مصنوع من اطارات قديمة رصفت الى جنب بعضها ، عبر المياه الآسنة .. اعبر سيدي المسؤول .. فهذا الجسر يؤدي الى بيتنا.
اعبر واكتب لنا الوصفة السحرية فربما تشفي بعض اسقامنا .. وتخفف بعض آلامنا .
واخيرا هذه امي التي هدها المرض واتعبتها سنين القهر القديمة .. والجديدة .. حمّلتني ان اقول لك شكرا .. لانك عشت معنا يوما .. او بعض يوم .
اما والدي .. حين شاهد سيارات موكبكم ، وهي تحط في شارعنا ككائنات أسطورية آتية من وراء الخيال.. صاح .. أفسحوا الطريق .. فالطبيب قادم .. ولكن هل جلبت معك الدواء ..؟ ام ان حقيبتك فارغة ؟
سمعنا ان هناك من أفرغها .. فهل بقي فيها ما يسد الرمق ..؟
لا ادري إن كانت رسالتي هذه ستطرق أبواب ضميرك .. او ترتسم حروفها أمام عينيك .
ولكنني آمل .. ان تقراها ، فلقد حكيت لك فيها بعضاً من (ضيم أهلي .. واهلك) وعذاباتهم التي لا تنتهي .. وثرواتهم التي اتضح انها كذبة كبيرة .. او سرابا توهمناه .
وفي الختام نذكرك .. والذكرى تنفع المؤمنين .. بأننا أركبناك أنت وزملاؤك هذا المركب الصعب ، وأجلسناكم على هذه المقاعد التي لا تثبت على ارض ولا تستقر في سماء (ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) ولننظر ما انتم فاعلون ، بعد ان جمعنا لكم أمرنا ومنحناكم أصواتنا واسلسنا لكم قيادنا .. فان أحسنتم ، فانتم أهل لذلك، وان كبت بكم الجياد ، وتقلقلت تحتكم (الكراسي) وأغشى أبصاركم سطوع الأضواء ، وخدعتكم الدنيا .. وحاشاكم من ذلك. فبيعتنا لكم منقوضة وأيدينا منكم مقبوضة .. ولعمري ليس الزمن بمتأخر.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المرسل مواطن عراقي
العنوان مدينة الصدر او أي مدينة تشاركها الهموم
كاتب الحروف كاظم شناتي
التعليقات (0)