أخي العزيز دولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية، نشكر لكم اهتمامكم بالشباب، من خلال إطلاق مبادرتكم الكريمة بتبني عام 2011 عاماً للشباب، تلك الفئة التي تمثل أكبر شريحة من شرائح المجتمع الفلسطيني، وينحدر منها فئات العمال وخريجي الجامعات ورجالات المقاومة وغير ذلك.
يعاني الشباب في قطاع غزة من مشاكل اجتماعية واقتصادية كثيرة، حالهم كحال باقي شباب الشرق الأوسط، فالبطالة المرض الأبرز الذي يعاني منه الشباب، ولكن يعلم شباب قطاع غزة علم اليقين بأن الحالة الفريدة التي فرضها الحصار الإسرائيلي والإقليمي والدولي على قطاع غزة هي من حالت دون تنفيذ الحكومة الفلسطينية لبرامجها في دعم الشباب وتعزيز صمودهم وتلبية احتياجاتهم، كون الشباب الفلسطيني هم من دعموا موقف الحكومة الفلسطينية عندما خيّرت بين الاعتراف بشروط الرباعية الدولية والحصول على المال الوفير، وبين رفض تلك الشروط والعيش في حصار، فاختار الشباب حينها رفض شروط الرباعية، فلاحقهم شبح الحصار، وعمل الجميع سوياً في البحث عن أفضل السبل لمواجهة الحصار، ونجحت حينها الحكومة الفلسطينية ولو نسبياً في كسر الحصار من خلال القوافل والمساعدات، والإصرار على القيام بمشاريع تنموية تخدم المجتمع الفلسطيني.
ومن ضمن المحاولات الناجحة والتي استبشر الشباب فيها خيراً ما قام به المجلس التشريعي الفلسطيني ونشرته الوقائع الفلسطينية بتاريخ 20/11/2008م، وهو قانون رقم (9) لتنظيم الزكاة، وأفرز هذا القانون مؤسسة تسمى هيئة الزكاة الفلسطينية، ولكن يا دولة رئيس الوزراء بعد ذلك لم يلمس المواطن أثر تلك المؤسسة في حياته.
وهنا لو نجحت الحكومة الفلسطينية في تفعيل تلك الهيئة، وبشكل موازٍ أسست بنكاً للشباب، يدعم المشاريع الصغيرة، ويعمل ضمن آليات جديدة تسهل عمليات الإقراض، ووحّدت الجهود المبعثرة التي تقوم بها الحكومة من خلال وزارة العمل والاقتصاد والشئون الاجتماعية ومجلس الوزراء، وخصصت كل المبالغ في خزينة هذا البنك، ووضعت استراتيجيات تنموية اقتصادية لخدمة عجلة الاقتصاد الوطني وتوجيهها وفقاً للأصول، فإن ذلك يعتبر أفضل هدية تقدمها الحكومة للشباب في عام الشباب، وأفضل الوسائل لتعزيز كرامة الإنسان الفلسطيني، وهو أعز ما نملك.
أخي العزيز أبو العبد، نعلم أن الحكومة الفلسطينية ومنذ أن تسلمت الحكم في مارس/2006، وهي تتعرض لمؤامرات كبيرة، وحصار شديد، وتجفيف للمنابع، ورغم ذلك فإنكم تقدمون الكثير لشباب فلسطين وعمال فلسطين، وطلاب فلسطين، ولكن نتمنى أن يكون لهذا العطاء مركزية إدارية، تجسّد مبدأ العدالة والشفافية والمرونة للمواطن الفلسطيني، وتفتح أفق للدعم الخارجي من الأصدقاء وفاعلي الخير في عالمنا العربي والإسلامي.
الشباب ينتظرون هذه الخطوة العملية يا سيادة رئيس الوزراء، فزكاة شعب غزة لوحدها تكفي لأن تدعم خزينة هذا البنك، وهنا أختم بالقول: إذا كان الدكتور محمد يونس أول من أسس بنكاً للفقراء في بنجلادش فإن إسماعيل هنية هو أول من أسس بنكاً للشباب في غزة، ننتظر أن تصبح المقولة حقيقة في القريب العاجل.
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)