مواضيع اليوم

رسالة لقيطة على عتبة النيويورك تايمز

جمال الهنداوي

2012-01-04 12:52:23

0

تأتي تصريحات السيد حيدر الملا الناطق الرسمي للقائمة العراقية النافية لعلم زعماء القائمة بالرسالة التي نشرتها النيويورك تايمز في عددها ليوم 27/12/2011 لتزيد من صعوبة التعرف على الوالد الشرعي لتلك الدعوة الصريحة للولايات المتحدة الامريكية للتدخل والاطاحة بالحكومة العراقية واحلال اخرى مكانها..

فبعد التبرؤ العلني للسيد اسامة النجيفي من هذه الرسالة واعلان عدم علمه بالمقال حد التضجر من  أن "اسمه حشر فيه"يأتي هذا النفي ليضيف نوعا من الغموض على الجهة المتبنية للمقال بل وحتى على الدوافع التي قد تكون وراء توريط زعماء القائمة في مثل هذه الممارسة التي تحرجت عن تداولها حتى الواجهات الاعلامية التقليدية للقائمة..

فعلى الرغم من ان الرسالة احتوت كلمة نحن قادة العراقية عدة مرات..ومع صعوبة تقبل ان تكون الرسالة قد وضعت في الفجر على عتبة النيويورك تايمز مع رسالة الى فاعلي الخير بضرورة النشر, الا اننا لا نملك ان نتهم شخصية بحجم السيد الناطق الرسمي للقائمة بالتمويه على وسائل الاعلام والتعتيم على مواقف قادة القائمة..ونأمل ان لا يكون من التجاوز لو توقفنا قليلا عند الاشارة التي وردت في النفي حول التأكيد على صحة وواقعية كل ما ورد فيها..

 فان الاقرار بصحة وواقعية الرسالة التي لا تحتاج لكثير جهد في وضعها ضمن اطار الاستدعاء المهين للدعم في مواجهة كتل منافسة قد يدل على ازمة وجودية تعتري الخطاب السياسي للقائمة العراقية وسوء فهم عضال للتقاليد الديمقراطية الواجب احترامها في العملية السياسية..كما ان هذا يشير بوضوح الى ان القائمة فد اخذت تحس بوطأة فقدان المظلة الامريكية وصعوبة الموازنة ما بين الشعارات المناهضة للاحتلال التي بنيت عليها خطابها السياسي وبين اعتمادها على الضغط الامريكي لتمرير متبنياتها وتمددها حد احتكار تمثيل مكون رئيسي ومهم ونبيل من مكونات الشعب العراقي الكريم..

كما ان هذه الرسالة التي تحث فيها القائمة حكومة الولايات المتحدة الامريكية على "تسليك" انقلاب يطيح بحكومة المالكي..تستند على خلفية قضية طارق الهاشمي وتداعيات اقالة صالح المطلك من منصب نائب رئيس الوزراء بسبب مدحه لصدام واتهامه المالكي بالديكتاتورية,وهي من الامور القانونية والادارية التي كان من الممكن ان تحل بواسطة فتح الصفحة المناسبة من كتاب القانون العراقي لنجد الحل المناسب لها ولا تحتاج الى المطالبة بتدخل دولة انهت احتلالها للعراق للتو ضد حكومة منتخبة قانونا.وان "حشر"اسم السيد النجيفي في هذه الرسالة وهو الرمز المعبر عن صوت الشعب ورئيس السلطة التشريعية وحامل الامانة التي تمثلها ثقة الناخبين والنواب فيه من الاساءة للسيد رئيس مجلس النواب ولالتزامه المهني والاخلاقي ما لا يجعل من المناسب الاقراربـ"صحة وواقعية "ما ورد في هذه الرسالة..

كما ان اللغة الخانعة التي تحدثت عن السعادة البالغة بان الجنود الامريكان الشجعان قد استطاعوا ان يلحقوا بموسم العطلات في امريكا والتمنيات لهم بالصحة والسعادة قد لا تتطابق تماما مع التسويق الاعلامي المكثف من قبل العديد من مكونات القائمة تجاه مسؤولية المقاومة السياسية التي ابدتها القائمة العراقية عن تسريع الانسحاب الامريكي من العراق..

ونظرة سريعة الى تطابق الاشارة الى ان على" قادة امريكا ان يتفهموا ان الدعم غير المشروط للمالكي يدفع بالعراق نحو الحرب الاهلية".مع الدعوات المتواترة من قبل قادة العراقية الى ربط الدعم الامريكي مع استمرار المحاصصة الطائفية في العراق"وان" ما لم تتحرك امريكا بسرعة للمساعدة في خلق حكومة وفاق ناجحة، سينتهي العراق" قد يجعلنا نستنتج ان معلومات السيد الناطق الرسمي عن عائدية الرسالة قد لا تكون بالدقة التي يدعيها..

ان القائمة العراقية التي غالبا ما تشهر الانتماء المذهبي للسيد اياد علاوي على انها الدليل القاطع لتبنيها خطاب الدعوة الى المشروع الوطني العابر للطوائف والتي من جانب آخر تعد اي تعارض بينها وبين القوائم الاخرى بمثابة اعتداء على مكون كريم من مكونات الشعب العراقي قد يكون في تصريحات ناطقها الرسمي اساءة بالغة الى المشروع الوطني والى الانتماء الوطني الاصيل للمكون الذي تدعي تمثيله على حد سواء..وقد يكون في التصريح بـ"صحة وواقعية"الطرح المذل للرسالة والتوسل باعقاب القوات المغادرة هو القشة التي ستقصم مصداقية الشعار السياسي الذي انتحلته القائمة طوال الفترة السابقة التي اعقبت الانتخابات النيابية الاخيرة..

نتأمل في الخطاب المسؤول للسيد اسامة النجيفي الذي تحدث فيه عن التأثير السئ لمثل هذه الممارسات الاقرب الى العاب الخفة السياسية في تصحيح بعض توجهات القائمة نحو تصويب العملية السياسية والتعاون البناء مع باقي الاطراف باتجاه ترتيب البيت العراقي اعتمادا على المشتركات الكثيرة التي تجمع فرقاء العملية السياسية وباستخدام الوسائل الديمقراطية التي تتيحها الآليات الدستورية والقانونية والتي لن يكون من بينها بالتأكيد ترك الرسائل المغلفة على ابواب الصحف الاجنبية..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !