لا تسعنا كلمات الشكر وآيات الامتنان للموقف الأمريكي "النبيل" وذلك الاهتمام "البالغ" بالأحداث الجارية الآن في مصر ! ..
ولكم أبهرتنا البيانات المتلاحقة والتصريحات المتواردة من رأس الإدارة الأمريكية "تفاعلاً" مع مجريات الأحداث.. بداية من تصريحات "الثقة" في نظام الرئيس مبارك "الحليف الاستراتيجي" .. إلى تصريحات إصدار "الأوامر" الحازمة إلى الرئيس"مبارك" بالتنحي "فوراً" وتسليم السلطة إلى "حليف استراتيجي" جديد ربما لم ينتهي الآن بعد من ارتداء سراويلة في ردهة البيت الأبيض بعد الكشف عليه و"اعتماده" منها !!...
وبالطبع فإن هذه المواقف "الشريفة" و"النبيلة" ! من أمريكا تجاه مصر خاصة والعرب عامة مطبوعة في الذاكرة لا تنساها الأجيال جيلاً وراء جيل ولذا نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ..
(1) الدعم بلا حدود للكيان الإجرامي اللقيط الصهيوني وتثبيته وشرعنته وغرسه في خاصرة جسد الأمة العربية.. مصحوباً باستصدار جميع شهادات ميلاده .. ووجوده .. وثباته.. وعربدته.. وسطوته.. وإجرامة من أروقة .. ومن داخل أدراج مجلس الأمن.. والأمم المتحدة..
وكذا منح الكيان الإجرامي اللقيط أطناناً من قرارات الاعتراض "الفيتو" وحمايته والحيلولة دون إستصدار ولو "بيان عتاب " هزيل من المجتمع الدولي على جرائمة ومذابحه وأبادته للأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والعجائز والمدنيين والأسرى الفلسطينيين و العرب ..
(2) خلق أنظمة حكم عربية استبدادية وديكتاتورية ودعمها وضمان ولائها في سبيل حماية وخدمة تفوق وهيمنة ورعاية كيان أولاد اللقطاء .. وكذا ضمان مصالح أمريكا في استنزاف طاقات وثروات وخيرات الشعوب العربية المستباحة أراضيها تحت أحذية جنودكم وجواسيسهم ..
(3) الدور التاريخي الأمريكي في تدعيم كيان أولاد اللقطاء في اجتياح واحتلال أراض ستة دول عربية في عام 1967..
(4) الدور التاريخي الأمريكي "المشرف" ! في حرب الثأر العربية في أكتوبر 1973 بتسخير إمكانيات أمريكا التسليحية .. وإمداد الكيان الصهيوني المجرم بجسور جوية تحمل أعتى وأحدث ما في ترسانة أمريكا من طائرات .. ودبابات.. وقواذف.. وقنابل .. وأسلحة مباشرة إلى "مطارالعريش" في قلب سيناء أثناء الحرب .. مع ضمان تقديم الدعم اللوجيستي للكيان الصهيوني اللقيط حينما دهمته جيوش العرب حتى كادت ان تسحقه لولا أمريكا ودعم أمريكا ..
(5) الدور الأمريكي التاريخي ! والمشرف ! في القضاء على أي قوة عربية تهدد الكيان اللقيط "العراق نموذجاً" ... وتفتيت الدول العربية لضمان الاختراق واللعب بسلاح الماء والتعطيش "تقسيم السودان نموذجاً " ... وضمان السيطرة على مداخل البحار الاستراتيجية " الصومال نموذجا"
(6) الدور الأمريكي التاريخي "النبيل" ! في اختيار (الإسلام) عدو المرحلة التاريخي عقب الانتهاء من الشيوعية والمرحلة السوفيتية واصطناع أفلام الإرهاب واسناد بطولتها إلى حفنة من بضع مئات من الرجال والنفخ فيهم .. وعملقتهم.. وتضخيمهم وكأنهم قادرون ليس على محاربة أمريكا .. بل على غزو العالم أجمع " تنظيم القاعدة وبن لادن نموذجاً" !!!!..
وفي سبيل ذلك يتم إبادة أفغانستان.. والسيطرة على باكستان.. وملاعبة إيران وتخويف بلاد الخلجان.. وضمان تسويق السلاح الأمريكي بأموال كل آبار النفط العربية .. مع السماح للأنظمة بهامش مالي لزوم الفخفخة والأبهة ..
(7) وأخيراً لا ننسى الدور الأمريكي التاريخي في الضغط على الرئيس "مبارك" الحليف الاستراتيجي كلما اشترط توقيع الكيان الصهيوني على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية قبل توقيع مصر عليها وإجباره على التوقيع "غصب عنه" وإبقاء الكيان الإجرامي اللقيط يحوز أسلحة الدمار الشامل بعيداً عن الرقابة الدولية والشرعية الأممية ...
يا له من دور أمريكي نبيل وشريف وعادل ومتوازن !!!..
واليوم أيها الأمريكان ..
نراكم تتصدرون المشهد المصري .. وتتناولون مصر وشعبها ونظام حكمها وكأنكم الأوصياء على الجميع .. وكأنكم مصدر الشرعية .. وكأنكم " فتوة الحارة" .. وكأنكم الشريك الرسمي لنا في مصيرنا وفي أرضنا وفي قرارنا وفي أنظمة حكمنا ..
تخليتم عن "مبارك" في لحظة وكنتم قبيل أيام تنعتونه بالحليف الاستراتيجي !!!
مع من عقدتم الصفقة ؟!
مع من طبختم الطبخة؟!
مع من تقاولتم على مصر وعلى سيادتها وعلى قرارها ؟!!
من الذي باع مصر لكم لكي يضمن دعمكم ؟!
البرادعي ؟! الأخوان المسلمون ؟! المعارضة؟! أم غيرهم؟!!
من الذي زايد على خلع أكثر عدد من القطع من ملابس الوطن طمعاً في كرسي العرش ؟!!
من الذي ضمن لكم الولاء .. فضمنتم له الاعتلاء علينا ؟!
لتنصبونه الحليف الذي يخلف الحليف باسم دعم الحرية ..
ودعم الشعب .. ودعم الديمقراطية ؟! ..
وليس لنا أن نعجب أو نندهش من صلف وغرور ووقاحة أبناء القوة العظمى في العالم التي لم يزد عمرها في الخليقة عن مائتي عام وهم يصدرون إلى مصر وشعبها وأنظمة حكمها أوامر لا تزال تفوح منها رائحة احتراق جلود الهنود الحمر الذين أبادتهم أمريكا الحرة !! لتقيم على أنقاض عظامهم إمبراطوريتها العظمى التي تأوي إليها.. وتحمى الكيانات اللقيطة الإجرامية والأنظمة الاستبداية.. وتطوع الأمم المتحدة ومجلس الأمن والعالم أجمع وفق رغباتها ومصالحها .. هي فقط .. ومعها ذيولها من الانجليز والفرنسيس والاستعمار العسكري القديم الذي سفحنا وسفكنا ومص دماءنا وأوصلنا إلى ما نحن فيه الآن ...
يا لكم من " غرب" وقح .. في سبيل مصالحه ..
فإنه يضع قلبه في حذائه .. أو تحت حذائه؟!!!!
فنحن اليوم .. وأبناء مصر الآن محتشدون في مجمع التحرير .. وهم جميعاً على مفترق طرق ..
تتناهشهم أجندات .. ومطامع .. وتدخلات.. وتأثيرات أصابع خارجية وداخلية وأنظمة عربية وإعلامية غير شريفة .. وعميلة .. ورخيصة .. باعت جميعها ( مصر ) وأمنها وشعبها بأرخص الأثمان لقاء مطنع رخيص او هدف مسموم ..
سواء بسوء نية متعمد .. أو بحسن نية مختلط بالحماقة والغباء ..
انكم تسرقون ثورة الشباب الغض ..
انكم تتلاعبون بمصير الوطن بكامله ..
انكم تريدون التحكم في مصر ..
حتى ولو كان الثمن هو حرقها ..
باسم الحرية والديمقراطية .. نقول لكم ..
إرفعوا أيديكم عنا .. فنحن نعرف طريقنا ..
فأنتم أولاد المائتي عام .. ونحن أبناء السبعة آلاف عام ..
فلستم ولن تكونوا أنتم وأولاد اللقطاء أوصياء علينا وعلى قراراتنا ...
ولستم أنتم من تحددون من يحكمنا .. أو من نقيله من الحكم .. أو من نبقي عليه ..
مصر وحدها لها السيادة .. ومصر وحدها التي تحاسب أبناءها ..
ومصر وحدها التي تقرر مصيرها ...
التعليقات (0)