الجزء الثاني
ولدي الحبيب
لا يمكن للكلمات ولا للتعابير ان تصف مدى حبي لوالدتك ومدى أستعدادي للتضحية في سبيل سعادتكم ، ومرت ألايام وحبي لوالدتك لا ينقص بل يزداد ، وكنت أعتقد انها تبادلني نفس الشعور والاحاسيس وقد عشت طوال تلك السنوات على هذا الاعتقاد ، وكيف لاتبادلني نفس الشعور وانا الشخص الوحيد الذي لم يجرح كبريائها ولم يعكر صفو سعادتها يوما ، الزوج الذي يغض الطرف عن اخطاء زوجته ويصلح ماأفسدته افعالها وكان ذلك كله على حساب نفسي.
كانت عندما ترتكب الاخطاء اقابلها بالرحمة والتسامح واذا اقترفت انا خطاء ما ولو كان بسيطاً كانت تصب على رأسي اللعنات وكانت تقول بالحرف ( من أعتاد على الخطأء اعتاد عليه) ، وكنت أكتم غظبي لا خوفا منها ولكن حرصا مني حتى لايتحول بيت الزوجية الى وكر للمشاحنات والمشاكل بعيدا كل البعد عن السعادة الزوجية وراحة البال.
وكم كانت سعادتي كبيرة لا تسعها الدنيا بأكملها عندما رزقنا الله بك ياولدي الحبيب فقد شعرت ان الله وهبنا اياك لنصلح مافسده الماضي ونتطلع نحو الامام لبناء عائلة متماسكة لا تهزها عوادي الدهر.
وقد قطعت عهدا امام الله وامام نفسي ان اوفر لك اسباب الراحة والسعادة طوال حياتي وان اتولاك بالرعاية والتربية والتعليم واجعل منك انسانا فاضلا ... ولكن سرعان ماتلاشت جميع الامال ولم تتحقق العهود واخلفت الوعود .
فسرعان ماوقعت والدتك بحبال العشق مع احدهم واصبحت اسيرة الخيانة الزوجية وقذفت بي وبك وببيت الزوجية جانبا لتلحق بنا العار وتجعل منا شيئا تتقافذ به السن الناس.
وحدث ان انتحرت والدتك ... نعم لقد انتحرت ... ولم تقتل كما ادعى الجميع ... ولم أكن انا وراء موتها ... وعلى مدى 20 عاما كنت اتسأل لماذا انتحرت ؟ هل كانت انتحارها خلاصا ومخرجا من عذاب الضمير ؟ .. لا ادري .
لقد أخفيت امر الرسالة التي تركتها والدتك والتي تثبت للجميع انها انتحرت واني لم اكن قاتلها ، عمداً حتى تبقى سمعة والدتك نقية صافية امام الناس ولانني كنت وما ازال احبها ... وها هي النتيجة ... انا قاتل سفاح سفك دماء اقرب الناس اليه .
ولدي الحبيب
ها انذا أشعر بدنو ألاجل ، وقد كتبت هذه الرسالة لتتأكد انت فقط من ان والدك بريء براءة الذئب من دم يوسف ولتعش انت بسلام وراحة مطمئن البال مرتاح الضمير ... ولتتأكد من ان كل شيء على مايرام .
ملاحظة :
عندما يبلغونك بموتي ارجو منك الحضور لا خذ رسالة والدتك فقد وضعتها لك تحت وسادتي .
راميار فارس الهركي
31/12/2010
التعليقات (0)