مواضيع اليوم

رسالة سجين الزنزانة 275

راميار فارس الهركي

2010-12-27 12:31:38

0

الجزء الاول

ولدي الحبيب

 

 

ها قد شارفت نهاية السنة الحالية على الاقتراب وبدأ العد التنازلي للسنة الجديدة وانا قابع في مكاني اتحسس الفراغ فلا اجد شيئا يؤنس وحدتي ويملي علي هذا الفراغ سوى ذكريات من الماضي لم أذق خلالها طعما للسعادة والراحة .

كيف أعبر لك عن الامي ووحدتي وقد بدأت انسى الكلام هنا ، فأنا لم أكلم احدا منذ مايقارب ال 20 عاما ولا أحد يتكلم معي سوى محاضرات يلقيها علينا مدير السجن بين الحين والاخر تتضمن اسوء عبارات التعنيف والالفاظ الفاضحة والاهانات الغير مبررة ، لا ارى احد ولا يراني احد سوى السجان الذي اعتاد على زيارتي ثلاث مرات في اليوم وهي مواعيد وجبات الطعام ، في الصباح وعند الظهر وفي المساء .

وعندما يأتي الى زنزانتي القي عليه بالتحية مبادرا فلا يبادلني بأحسن منها وقد علمت فيما بعد انه أصم وغير قادرا فعليا على الكلام فأزدادت معاناتي أكثر مما هي عليه .

في اعتقادي انا السجين الوحيد هنا الذي لم يزره أحد منذ 20 عاما ولا اعلم حتى الان لماذا يمتنع الاقارب والاصدقاء عن زيارتي حتى بدأت أحس بأني عالة على نفسي وعلى الناس والمجتمع وحتى على السجان الاصم .

بدأ كل شيء يضيق بي ، الزنزانة ، الجدران ، السرير الذي استلقي عليه ، كل شيء ما عدا أملي بأن القاك في يوم ما ، فهذا الشيء الوحيد الذي بقي حيا مع نفسي لم يمت طوال تلك الفترة .

ولدي العزيز تراك الان كبرت واصبحت رجلاً ناضجاً يفهم ماهي الحياة وماهي متطلباتها وكيف نتعامل معها ونتجنب الوقوع في شراكها نتيجة افعالنا لهذا أكتب رسالتي هذه كي تقرأها بوضوح وتفهم فحواها وتسمع ماسأقوله لك بعد ان كف الاخرون عن سماعي.

ولدي الحبيب قبل 20 عاما وفي مثل هذا اليوم اصدر القاضي حكمه النهائي بحقي وهو السجن المؤبد مدى الحياة بتهمة قتل والدتك وكانت جميع الادلة والبراهين تتجه نحوي مما لايدع للشك في ان يكون مرتكب الجريمة شخص اخر ، كل شيء كانت ضدي انذاك حتى اقرب الاصدقاء ، وكان الجميع ينظرون الي طوال فترات المحاكمة نظرات ملؤوها الحقد والكراهية والاشمئزاز ، وانا لا الومهم على ذلك ابدا.

قد تتسأل وانت تقرأ هذه الرسالة السؤال نفسه الذي وجه لي من قبل المحققين والقاضي والناس وغيرهم منذ 20 عام ، لماذا قتلت زوجتك ماهي الاسباب والدوافع ؟ ؟

وأنا اقول لك ... ياولدي العزيز لقد كانت والدتك مصدر سعادتي وفرحي لقد احببتها وعشقتها وفعلت المستحيل للفوز بها وقد حققت ذلك بعد طول انتظار وبعد معاناة كبيرة مع الاهل الذين قرروا مقاطعتي منذ اليوم الاول لزواجي بأمك ومنذ ذلك اليوم لم اعد اعلم من امرهم شيئا....


يتبع



راميار فارس الهركي 27/12/2010





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !