رسالة حماس ..جرائم وعملاء خرائط
كتب -موفق مطر
كنا دائما نقول أن أجهزة الأمن الإسرائيلية اخترقت حماس حتى العظم، وكان برهاننا أن مسلحيها قد نفذوا أو استكملوا الأصعب على الأباتشي القناصة .
م. ا. س ليست رموزاً لتنظيم سري، ولا لمنظمة أو عصابة دولية، هي الحروف الأولى لسلاح بشري سري، احترف اغتيال كوادر ومناضلي حركة فتح، تسلل إلى دفيئات الكراهية والعداء للآخر ابن الوطن، أهلته غريزته الدموية لمهمة سفك دماء المناضلين الفتحاويين بكفاءة حسده عليها ضباط الشاباك الإسرائيلي الذين وظفوه ليغدر ويطعن ظهر الذين وفروا له بيئة الجريمة، فجهاز الأمن الداخلي لحماس اعتقل م.ا.س بتهمة تسليم المخابرات الإسرائيلية خرائطاً لأنفاق الشمال، التي نالتها موجة القصف الصاروخي الأولى من هجوم الرصاص المصبوب، ولعلنا لا نكشف سراً إذا قلنا نقلاً عن قسامي خرج حياً من الأنفاق ليشهد على هول الفاجعة التي حلت بالمقاتلين الذين كانوا متمركزين في هذه الأنفاق، فالضحايا الذين قضوا في هذه الأنفاق كانوا يعتقدون أن الله وحده والذين حفروها ويتمركزون فيها يعلمون سرها. لكنهم لم يفكروا أن واحداً من كتائبهم سيوصل خرائطها لأصحاب الفيل !. فالذي دل على هذه الأنفاق وسلم خرائطها قاتل محترف، لا يهمه من سيكون الضحية التالية طالما أنه يقبض ثمن رؤوس ضحاياه. فقضى تحت الأنقاض رجال ما ظنوا ولو للحظة أن الخيانة ستأتي من واحد دمغت له قيادات من حماس بالوفاء والاخلاص لها على شهادات الولاء لأنه قاتل بارع لأبناء البلد!! .وهنا تكمن المصيبة !!.
لم تدرك قيادات حماس أن فتاوي بعض شيوخها بجواز قتل الفلسطيني ابن العائلة، وابن البلد والوطن، وتحليلها جواز ارتكاب الجريمة وانتهاك القيم والقوانين والشرائع السماوية أنها بذلك حددت نهايات شرعيتها كحركة مقاومة قبل أن تحقق واحداً من أهدافها، فحتى الهدف الاجتماعي خسرته حماس ولم يتبق منه إلا الذكرى الأليمة في نفوس الناس والصور الدموية المأساوية في ذاكرتهم !.ولم تدرك أن فتاويها المتقدمة بإباحة القتل قد بذرت العنف والجريمة في نفوس ضعيفة تسللت تحت عباءة المظاهر الدينية لتصبح وباء ليس على حماس وحدها وإنما خطراً على وجود الشعب ورسالته الحضارية وقيمه النضالية !.
في البند الثاني تحت عنوان المخاطر المحدقة بالحركة ورد في الرسالة الشهيرة الموجهة لرئيس سياسة حماس خالد مشعل التي ضبطتها عيون الصحافة خلال الأيام الماضية جاء مايلي :2- تنامي السخط الشعبي على الحركة وتزايد الجرأة لدى المواطن في انتقاد سلوك الحركة والمواجهة أحياناً، الأمر الذي من الممكن أن يتطور لحالات صدام متكررة قد تصل لحالة من التمرد والعصيان الشعبي ·
أما في البند الثامن تحت عنوان التوصيات فقد ورد التالي :8 - إن هناك أباطرة جدد ضمن صفوف الكتائب تحالفت مع قوى متنفذة في الحكومة مما تسبب في وجود مراكز قوى وأباطرة الإحتكارات وتجار المخدرات وابتزاز ورشاوى لتسهيل معاملات المواطنين مما يستدعي وقفة جادة لإعادة صورة الحركة الناصعة إلى سابق عهدها·
يدلنا كل من التشخيص والاعتراف في البند الثاني، والتوصية الثامنة على طبيعة مرض تصاب به الجماعات المستترة بالدين عندما تنكشف في العراء وينال منها زمهرير السلطة، وتذِوب حمأة صراع الرغبات الدنيوية دماغها، فتتعطل مفاصلها، وتصاب المناطق الحساسة من جسمها التنظيمي بالانفلاش كمرحلة لا تفصلها عن الانهيار أية مراحل.
يقر باعثوا الرسالة لرئيس سياسة حماس بفشل نموذج الحكم الرشيد (التغيير والإصلاح) فيكتبون من غزة للحاكم بأمره المستنصر بالخامنئي مايلي : من خلال استقراء الواقع نرى أن شرائح واسعة من المجتمع والفصائل بما فيها شرائح واسعة من كوادر الحركة، ترى أن الحركة فشلت في ترسيخ هذا المبدأ·
ويضعونه في اجواء حالة الفلتان والفوضى الأمنية في الجزء الثالث من الرسالة: بدأت حالة الأمن تتراجع في القطاع وسقطت مقولة أن الحسم جلب الأمن والأمان لأهل القطاع، والذي اعتبرته الحركة أحد أهم إنجازاتها التي طالما تفاخرت به، ولكن الآن بدأت تبرز جرائم القتل والسطو والتفجيرات الداخلية للمرافق التابعة للحركة وللممتلكات الخاصة، كما ازداد ترويج المخدرات والحبوب المخدرة والدعارة ·
ثم يشكون له الخراب الحاصل على المستوى التنظيمي الداخلي فكتب اعضاء المكتب الإداري للجماعة بغزة لرئيسهم في المقيم بدمشق :يحاول البعض الاستقواء بالكتائب من خلال ربطها المباشر به وتوصيل التمويل مباشرة لقيادة الكتائب دون المرور بالقنوات المعروفة والمتعارف عليها، بحيث أصبح الجهاز الآن خارج سيطرة القيادة السياسية في الداخل
التعليقات (0)