رسالة الى ناي
اكتب الك هذه الرسالة من الاسكندرية محملة بعبق التاريخ مع حفنة من رائحة البحر محملة باليود في الصباح الباكر امام الشاطئ
كثر الحزن يا حبيبتيفي هذا الزمن وبدات الروح تتخبط بين جدران الجسد هنا وهناك لتفلت من فك الاطباق هذا وتعالى صخبها وبدا الالم يصدر من الداخل نحو الخارج
وصرت الطف اللظى الشديد بنفحات الذكريات الحلوة الاتية من الامس البعيد
بدات اتلمس الاحساس القديم واسترده بالتذكر الشديد اتيا على ادق تفاصيله
تفاصيل لحظات الحب التي كانت بيننا وانضح الروح به لوعطيها رونق الحياة وعدت اتسلق ضفيرتك الفارسية الطويلة للخروج من هذا القاع واسترد دفئ يديك ذات الانامل العاجية باظافرها النادرة الملامح كانما هي الحجارة الكريمة التي ترصع هذا المقبض وتلك الشفتيين كانهما كاس النبيذ الفرنسي المعتق في اقيبة الحانات الرطبة القديمة تلك الخمرة التي تذهب اللب وتجعل الشارب في متاهة الخيال
واغسل نفسي بان استرسل في استسلام عينيك الغارقة خلف ستار الجفون عسليتين كقرص الشمس ساعة المغيب خلف الجبال المكلله بثلج الشتاء في لبنان
ما احلاك كانك فرع من فروع الارز ثابتة لا تتغيري
لا ازال احتفظ منك بتذكارنا القديم خصلة الشعر الذهبي ذلك الشعاع الذي اقتطعته من نور الشمس ووضعته في علبة فضية صغيرة اضيفت الى سلسلة رقيقة وهي اليوم تنتظرني بين اوراقي وكتاباتي في صندوق الذكريات بارض الوطن
ازفر هذه الانفاس ممتزجة بدخان لفافتي لتعلق في فناء الغرفة وتصنع مظله زرقاء فوق مائدة الكتابة المقدسة حيث تنقلني اليك هذه السطور بدون بطاقة سفر في جلسة لقاء بالتذكر وبعيدا عن النسيان حيث انا معك الان حاضرا بكل جوارحي بشواهد الامس احلم بالرجوع فهل انت معي ام انني وحيد في هذا القاء
التعليقات (0)