هذا حوار و خطاب من شخصى إلى شخصكم فأنا و أنت نماثل كل البشر لكنى متأكد و أنت فى عقدك الثامن بعد أن قضيت فى رئاسة مصر ثلاث عقود متصلة أنه قد أصابك داء السرمديه و إحساس بالربوبيه و عدم قابليتك للموت و الفناء فإن تقبلت حوارى هذا فلربما رجعت إليك صواب بشريتك الغافل أنت عنها و الغافلة هى عنك.
هل تتذكر اليوم ما سبق أن قرأته أو درسته من تاريخ الدول و الشعوب و الزعماء...فى أى مكانة تظن سيضعك فيها التاريخ و ماذا تعتقد سيقول و يكتب عنك ؟؟
أقولها لك بكل ثقة و أمانة بعدما أستعـرض معك ما إستلمته من أمانه و ما هو الحال عليه اليوم:
إستلمت مصر عزيزة بأهلها , قوية بجيشها وأصبحت معك ذليلة مهانة حتى من جزيرة ما تسمى دولة قطر و أصبحت تستجدى إسرائيل و تمرغ أنف مصر بالوحل مع إسرائيل لأجل ما تدعيه من طلبك للسلام و أنت تكذب على شعب مصر فأسرائيل لم تقم للسلام بل قامت للتوسع و العدوان لكن حبك للحياة و الجبن الداخلى فى نفسيتك و تشبثك بمقعد الحكم أحنى رأسك للجميع و أولهم إسرائيل التى أصبحت لا تعيرك أى قيمة أو تعمل لدولتك( و ليس لمصر) أى حساب و اليوم تؤيدها فى مذبحتها بغزة أملا أن تمنحك كارت توصية لدى أوباما كى يسير على نهج سلفه بوش و يغض الطرف عن ديكتاتورية نظامك و مشروع توريث حكمك .
لو بقى لديك فى الذاكرة من الماضى شيئا لتذكرت مسرحية قديمة كان إسمها(حسن و مرقص و كوهين) رمزا للديانات الثلاثة و لقد أضحت هذه المسرحية اليوم (مبارك و أولمرت و بوش ) لكن أنظر يا رجل أولمرت يعتز بديانته و بشعبه اليهودى و يسعى لأجله و يحترمه و يدافع عن أقلياته فى كل الدنيا و بوش يعتز بديانته و بشعبه المسيحى و يسعى لأجله و يحترمه و يدافع عن أقلياته و يعلنها حربا صليبية فى كل الدنيا أما أنت فتحتقر ديانتك الإسلاميه و تنكل بشعبك المسلم و تجرم الأقليات المسلمة فى بقاع الأرض و تسن القوانين و تتحايل على البديهات لزجهم فى السجون و المعتقلات رضاء لذاتك و لأسيادك ممثلين فى طاغوتك أولمرت و بوش و إستقطبت لذلك كل الهمم القذرة حتى من المنافقين فى الإفتاء و مشيخة الأزهر الكريمة .
إدعيت على مدى ثلاثة عقود بناء إقتصاد و طنى قوى و حر... بعت مكونات الإقتصاد المصرى تحت إسم الخصصة إلى الأجانب و الى عصابتك و قبضت المليارات أنت و الدائرة المحيطة بك و أنظر حولك على من تتدعى و يدعون أنهم رجال إقتصاد و مال جمعوا و يجمعوا كل يوم المليارات... بعضهم مليارات فى السيراميك ؟؟ و آخرين فى الحديد و الصلب بقروض البنوك .. و آخرين فى إنشاء المدن الفخيمة و واحات النعيم .. و آخرين فى النقل البحرى بالعبارات و السفن القاتلة...و آخرين يعدونهم من أغنى أثرياء العالم من شركات الإتصالات...و محتكرى الأسمنت و الذين نهبوا مصانعه من الدولة....فهل هؤلاء هم رجال المال و الإقتصاد الذين يبنون هذا الوطن من المعجزة أحمد عز إلى بائع الأدوات الصحية أبو العنين إلى غـول المحمول ساويرس مرورا بملياردير العقارات طلعت مصطفى دهسا على السفاح ممدوح إسماعيل....شعبك يعانى فى الحصول بالكاد على قوت يومه و تدعى أن زيادة الدخول مستحيله فهل أقل من أن تعمل على تخفيف أسعار قوته اليومى بعمل مشروعات للأمن الغذائى توجه إليها بعض تلك المليارات المنهوبه ..ألم يفكر إقتصاديوك جامعى المليارات فى عمل مشروع لتسمين المواشى مثلا ...أو مزارع مميكنة حديثه لتربية الدواجن أو حتى الأرانب و إنتاج البيض ..هل طول الشواطئ و المسطحات المائية لم يغرى أحد فى التفكير بمشروع إستثمارى ضخم لإكثار الأسماك و بناء أساطيل للصيد...ألم توجه مستثمريك لإستزراع أراضى تروى بماء البحر أو عمل محطات تحلية مياه البحر لإستزراع القمح و الشعير كما تفعل كل دول العالم أم إقتصر نهب الأراضى على بناء االمنتجعات فقط أو على توشكى الوليد بن طلال.
هل يعجبك حال قوات الشرطة فى مصر و قد تقلص دور وزارة الداخليه بكل ميزانيتها الهائلة على حماية أمنك الشخصى و أمن مريديك و الماضون فى ركبك ...ألم تسمع عن فوضى الأمن فى كل أرجاء المحروسة و المحسوبيه لكل من يتعامل مع رجال داخليتك..ألم يحرك مشاعرك مئات الحوادث على الطرقات و عشرات الضحايا يوميا .. ألم تسمع عن الحرائق و خسائرها البشرية و المادية....كيف تشعر بأزمة المرور و الطرق تقطع لموكبك بالجنود و الضباط المصطفون مع كلاب الدعم و المخبرين ساعات قبل مرور موكبك أو موكب أحد آلهتنا من المسؤلين..ألم تسمع عن تفشى البلطجة والإغتصاب و الإختطاف و السرقة بالإكراه...ألم تسمع إلا عن معارضيك و الجماعات المحظورة؟؟؟
ما هو دورك كى تدفع بزوجتك و إبنك الى مقدمة صفوف الدولة...و ما هى عبقرية المكان و الزمان التى دفعت بهم ..و هل تستطيع و أنت فى هذا الوضع أن تحاسب أى مسئول يجامل أفراد عائلته و يدفع بهم الى مقدمة ما يستملك من سلطة ..هل تستطيع أن تلومه أو توبخه أو توقفه عند حدة ..هل سال لعابك من ديكتاتورية حافظ الأسد و طاغوت الملك حسين و جبروت ملك المغرب الحسن الثانى فى فرض أبنائهم على ورث عروشهم... هل تتذكر ما فعل قابوس بأبيه ..هل تناسيت ما فعل أمير قطر الحالى بأبيه؟؟؟ هل سال لعاب حرمكم بعد أن خاضت هيلارى كلينتون معركة ترشيح نفسها للرئاسة الأمريكيه..هل حقا ورثتم مصر!
تعال إلى كلمة سواء بيننا...هل إقتنعت حقيقة أن مصر نضبت من الرجال؟؟ليعتلى سدة الحكم و المناصب هذه الأصنام الهرمة كل هذا الزمان؟؟ فتحى سرور- صفوت الشريف- حسين طنطاوى- زكريا عزمى – حبيب العادلى ... الخ الخ
-هل حقا إنك مقتنع و فخور بالتعديلات الدستورية و نزاهة و حرية الإنتخابات والأحزاب؟؟
-هل حقا إنك مقتنع بمسيرة السلام مع إسرائيل و أين هى تلك المسيرة ؟؟
- هل حقا إنك مقتنع بأنك بنيت إقتصاد قوى و حر خلال فترة حكمك المشؤمة فى ظل سلامك الخانع الخاضع...ألم تبنى مصر عشرات المصانع رغم أنها خاضت حروب عصيبة خلال فترة الحكم التى سبقتك من 1952الى 1973(التى تبيعها أنت و حاشيتك اليوم).
- هل حقا إنك مقتنع بأنك طورت التعليم و رفعت من شأن العلم و الجامعات التى كانت تخرج مئات العلماء المنتشرين الآن فى الأرض من حقبة الستينات و السبعينات عندما قدم التعليم للشعب مجانا و جامعاتك الخاصة اليوم من ألمانية و فرنسية و إنجليزية و التى لا يطولها إلا من سرق أو نهب خيرات هذا الشعب هل أفرزت إلا عشاق العرى و الطرب و المجون و البانجو.
- هل حقا إنك مقتنع بصلاتك فى الأعياد محشورا بين حراسك فى آخر حدود مساجد القوات المسلحة هى كل ما تعرفه عن دينك و ربك الأعظم.
إن التاريخ سيرميك فى دهاليز مهملاته بعد ثوان من وفاتك و سيهال على جثمانك التراب وعلى إسمك و عهدك اللعنات حتى من ابنك و لو كان وريثك فى حكم مصر لا سمح الله فأنت لم تبقى ضررا لبلدك إلا و فعلته لكن مازال فى الوقت بقية و ما زال الوقت ملكآ للذى يحسن التفكير فيه.. فلو أردت أن يسجل لك شيئا عظيما فى التاريخ و يكتب إسمك بحروف من ذهب فى سجل مصر (و شعب مصر دائما متسامح و يشيد بالخواتم من الأعمال) فإجعل خواتم أعمالك فى نهاية عمرك التى أصبحت بحق الله وشيكة كباقى سنن الحياة و قم و أنت لا تخاف إلا الله بعمل ثورة داخليه و إستئصل كل الطواغيت المتحلقون حولك و إستنجد بشعبك بعد الله فى فضحهم و محاكمتهم و لا تستثنى منهم حتى زوجتك و إبنك و إسترجع للشعب العظيم ملياراته المنهوبة و عدل الدستور للتاريخ و للحرية و لمستقبل زاهر حقيقى يستحقه الشعب المصرى . و لا تحاول أن تدفع بنجلك إلى سدة الحكم و أنت خير من يعرفه لأنه و الله سيسحل فى الشوارع و لن ينفعه حرسك الهرم القديم فى دفع غضبة الملايين بعد دقائق من وفاتك فإرحم إبنك و زوجتك فلن يعيشوا جوعى من بعد ما نهبتم من مليارات بل بعيدا عن الحكم سيستمتعون بتلك المليارات فى بلاد أوربا و العم سام كما يستمتع الآن جمال و جيهان السادات و ربما تزيد الفاضلة حرمكم فتطمع بشعرها المستعار و وجهها المشدود فى أن تلعب دور جاكلين كنيدى بعد مقتل زوجها و يزداد جنون الشيخوخة لديها و تتزوج أحد أمراء البترول العربى مثلما تزوجت جاكلين ملك ناقلات البترول فلا تخشى فاقة الفقر عليهم لكن إرفع يديك عن مصر فأنت لم ترث مصر بل إغتصبتها فى ساعة نحس وفى وقت لم تكن أقصى أمانيك إلا أن تكون فى قمة أحلامك سفيرا لبضع سنوات بعد إحالتك للمعاش .
التعليقات (0)