رسالة الى عبدالغفور عبدالغفور
اولا، حتى نشارك القرّاء في النقاش: انت المدوّن الوحيد على صفحة مدونات ايلاف الذي يفرط جدا جدا في عملية (القص واللصق)، تطالعنا كل يوم بقص جديد تلصقه داخل مدونتك وتطلق عليه (بحثا) او (تقريرا) او (دراسة). بإمكانك ان تضحك على بعض السفهاء والساذجين من القراء، لكنك لن تخدع القراء المثقفين، ولن تتحايل على محركات البحث، فتكفي (نقرة سيرتش) واحدة ليهتدي القارئ الى المواقع التي تنسخ وتقص منها (أبحاثك) و (تقاريرك).. وغني عن القول انه ومن خلال نظرة سريعة يمكن للمرء ان يلاحظ ان هذه المواقع التي تستقي منها (أبحاثك) تعتمد بدورها في جمعها للمعلومات على أساليب أشبه بالشعوذة...وهي بعيدة كل البعد عن أساليب ومناهج البحث العلمي المتبعة والمعروفة...
ثانيا: تزعم انك (متخصص) في الشأن اليهودي والاسرائيلي والصهيوني، وانك (تقف للصهاينة بالمرصاد) بحسب زعمك، وجميع مقالاتك هي (ردود) على مقالاتي، بينما مقالاتك (المقصوصة) تظهر بشكل لا يقبل الشك انك لم تقرأ في حياتك صفحة واحدة من مصدر عبري... فـ (الباحث) النزيه الذي يتوخى الأمانة العلمية والأمانة في النقل، لا يعتمد على مصدر ثالث لنقل معلوماته بل يطالعها بنفسه ويقوم بتدقيقها وتمحيصها قبل ان ينقلها للقارئ، والا تصبح هذه (المعلومات) أشبه بقصص ألف ليلة وليلة ومغامرات السندباد، ولا يُعتدّ بها في الأبحاث العلمية...
ثالثا: انت لا تتيح التعليقات على إدراجاتك الا لمن هم على شاكلتك، فحتى ينجو التعليق من القص والحذف يجب ان يكون مطابقا تماما للفكرة التي وردت في النص ومتماهيا مع روح النص، والا كان مصيره القص الفوري... بينما تعلّق انت بحرية تامة على مقالات الآخرين، يتقبلونك برحابة صدر ويناقشونك حول كل جزئية وردت في معرض تعليقك (أنظر مدونة الاستاذ نزار النهري)... فالنقاش بطبيعته لا يكون بين شخصين او أشخاص متفقين بالرأي، والا لما كانت ثمة حاجة الى النقاش.. والنقاش والنقد والرأي الآخر هو الذي يثري المواضيع والطروحات ويضعها على المحك ويخضعها للتحليل العلمي والمنطقي، وانت مثل صاحبك أوس العربي تصمان أذنيكما حيال النقد البناء ولا تقبلان اي تعليق او استئناف على أقوالكما...
رابعا: تقول انك لا تسمح بالتعليق لمن تسميهم (صهاينة) و (متصهينين) و (متهودين) بدعوى انك ترفض اي شكل من أشكال (التطبيع) من اليهود والصهاينة، وتتهمهم بالتدليس والكذب والتزوير، وعندماعلّقتُ في احدى المرات على احدى مقالاتك (المقصوصة)، قمت انت بحذف التعليق وعلّقت يافطة (تعليق) تكرر من خلالها ان التعليق على موضوعاتك محظور على (الصهاينة) و(المتصهينين)... لكنك وفي الوقت ذاته لا تنفك تعلّق على طروحاتي ومقالاتي لا تفوّت منها واحدا، تحت اسماء مستعارة من قبيل (مرتاد مدونات ايلاف) و (باسم) و (عبد الحميد) وغيرها الكثير، مع علمك اني يهودي، فاسلوبك واحد ومعروف وإن تعددت الاسماء المستعارة... وتقول انك ترفض (التطبيع) مع اليهود، فأين هي مصداقيتك مع القرّاء!؟ على من تضحك يا هذا!؟ اما من جهتي ورغم علمي بذلك منذ البداية لم أحذف اي تعليق من تعليقاتك، بل أوليتها اهتماما بالغا، ولم أترك تعليقا واحدا بدون رد، هذا برغم ان تعليقاتك زاخرة بالعبارات النابية والبذيئة، وشتم اليهود بأبشع العبارات، والقدح والتزوير والتشهير، ونعت اليهود والصهاينة بأقبح الأوصاف... حتى بلغ السيل الزبى وأخذتك العزة بالأثم فحذرتك من التمادي في الغي، وأوضحت لك اني لن أسمح ان يُستغل منبر ايلاف بهذا الشكل الأرعن والسفيه، فإن كنت تبغي المناقشة فمرحبا بك، وان كان كل هدفك هو استغلال هذا المنبر الحر واللبرالي لأطلاق العنان للسانك الطائش، وان تشتم والدي وأجدادي وابناء جلدتي، فلن تنعم تعليقاتك بالحرية بعد اليوم...
خامسا: للأشارة والتوضيح لا للحصر أسوق مثالا مقالك الأخير حول التقرير المزعوم لل CIA ، قمت وبالتزامن مع نشرك للمقال، بادراج تعليقين على تناولي الأخير، كالعادة تحت اسمين مستعارين، حيث أحد تعليقاتك (مقصوص) من إدراجك الأخير الذي حرصت، كالعادة ايضا، ان تدرجه في خانة (تحقيقات وتقارير) لحجب مقالي عن الواجهة...
سادسا: لاحظ انك تقلّدني بشكل أعمى في طريقة الكتابة، وحتى في حجم الخط، الا تنتبه يا هذا انك تعشق اليهود بكل جوارحك!؟ انا أكتب عن اليهود لأني يهودي، وهدفي هو التعريف بالديانة اليهودية والتاريخ اليهودي والحضارة اليهودية، من منابعها الصافية ومن أهلها، لأزالة الشبهات والغموض، وردا على الأساطير والشعوذات والخرافات التي تنضح بها المواقع العربية، فلماذا تكتب انت عن كل هذا!؟ وعندما أتناول طرحا حول العرب والاسلام والقضية الفلسطينية، فهذا بسبب التشابك بين التاريخ اليهودي والتاريخ العربي الاسلامي، أبتغي من هذا توضيح الأمور وإعادتها الى نصابها الصحيح وتجريدها من الترّهات والاباطيل التي يحيكها العرب والمسلمون أمثالك عن اليهود، لا أفعل هذا نكاية بالعرب ولا شماتة بهم ولا لغرض النيل منهم... بينما مقالاتك (المقصوصة) عن اليهود هدفها الشغب الفكري والعبث بالتاريخ والتشهير باليهود، والتغريض، والتدليس، ونشر المزاعم والأكاذيب والقصص الخيالية...
عندما أتناول طرحا يتعلق بالتاريخ الاسلامي، أستدل على كلامي بحقائق أستقيها من التراث الاسلامي وكتب التفسير، ومن مؤلفات ومقالات باللغة العربية، ومن خلال مقارنتها مع المراجع العبرية واليهودية، بينما مقالاتك (المقصوصة) مستقاة كلها من مراجع عربية معادية لليهود، تغلب عليها الأفكار السلفية والشعوذة والأساطير، تنتقيها بعناية، دون إخضاعها لأدنى شروط المقارنة والبحث والتدقيق العلمي النزيه والمحايد، فكيف تسمي هذه الهرطقات (أبحاثا) حول اليهودية..!؟
وأطرح مثالين آخرين للتوضيح لا للتفصيل:
تكرر من خلال تعليقاتك على طروحاتي (باسماء مستعارة طبعا لأنك ترفض اي شكل من أشكال التطبيع مع اليهود الصهاينة!!)، تكرر الرواية البالية التي مفادها ان اليهود أبيدوا واستئصلوا مرتين على مدار تاريخهم في ارض اسرائيل، أبادهم نبوخذنصر في المرة الأولى والرومان في المرة الثانية، معتمدا على نص قرآني دون غيره (وعد الاولى ووعد الآخرة.. أنظر سورة الاسراء)، وقد بيّنتُ لك في مواضع عدة بطلان هذا الزعم مستشهدا على كلامي بوقائع ووثائق تاريخية وحضارية مستقاة من مراجع عربية ويهودية بل حتى من مراجع محايدة، لكن هذا لم يثنيك عن اسلوبك العبثي والاستخفاف بعقول القراء، فتعود لتردد ببغاويا ما قلت سابقا متجاوزا الحقائق التاريخية ومحتالا عليها... كيف لا ولديك (تاريخ) جاهز! وحقائق دامغة! وأدلة مُفحمة! ووعود سماوية وغيبية! لا تقبل التأويل والنقاش؟!
اما المثال الثاني فيتعلق بما ذكرتُ آنفا من أمر محاكاتك لي، من حيث تدري او لا تدري، حتى في الأمور البسيطة، ألا تعتقد انه يمكن القول ـ على طريقة القياس ـ ان هذا ما حدث في صدر الاسلام، عندما كان المسلمون يقلدون اليهود في كل شيئ، بل حصل هذا قبل ذلك في العصر الجاهلي عندما دان أهل يثرب جميعا باليهودية أسوة وتقليدا ومحاكاة ليهود يثرب!؟ وانتشرت التعاليم اليهودية والثقافة اليهودية في أرجاء الجزيرة العربية، الا توافقني انك (ربما من حيث لا تدري) تتبنى النهج اليهودي الذي تظن انك (تقاومه)!؟ هل سمعت بمقولة (اليونان احتلت روما بقدر اكبر من احتلال الرومان لليونان)!؟ هنالك شواهد تاريخية وحضارية تؤكد ان الرومان بعد ان سيطروا على الامبراطورية اليونانية تبنوا الثقافة اليونانية الأغريقية؟! والأمر ذاته حصل للمغول مثلا عندما أسقطوا الخلافة الاسلامية ثم اعتنق خلق كثير منهم الاسلام وعاشوا في كنف بلاد الاسلام؟! اليهود واليهودية يا سيد عبد الغفور هم أصل التوحيد في العالم شئت ام أبيت، اليهود هم من بلور ديانة التوحيد وأصّلوا لها وثبتوها ورسخوها في العقول لأول مرة في التاريخ. المسيحية هي مذهب يهودي وكذلك الأسلام، وان كنت تعترض على هذا فالفيصل هو الحجة والبرهان لا الشغب الفكري... مشاكستك لليهود تدل على كونك مولع بهم لا العكس؟! الفكر اليهودي الذي دانت له الارض وانحنت أمامه الحضارات إعجابا وإجلالا لا يُقاوم بالشغب والمشاكسات المراهقة؟!
التعليقات (0)