رسالة الى رجل ميت .....

نسيتك....نسيت أنه كان لي قلب ملتهب ...
كدهشة السحب الخريفية........
نسيت ذلك الحلم الجميل المليء بالحلوى و الزغاريد......
نسيت العنبر و قصائدك التي هدهدتني فوق المحال و عاشت معي طويلا....
نسيت كلماتك الحارة و الباردة والتي تشتاق لها النوارس البيض و الشوارع
الملتوية....و تلك الأغنيات .....
عفوا نسيتك ...و نسيت معك طفلي العظيم ...ذلك الحلم ...الذي لن يأتي ...
حين قررت الموت بعيدا عنك خزنت دمعة كبيرة ...رحلت معي لم تسقط أبدا
و جفت في حدائقي العطشى ......
هذه المدن لم تحتويني ....لم تعطني ما اشتهيت من الورد و الحناء .....
سموني دائما مجنونة...و لأبناء الصحراء نهايات الحكايا ....أنت تعرف إن جنونك استهواني ...و أغرتني أساطيرك المخبأة وراء تحولات الشتاء
و الأوراق الذابلة و تلك البدايات.......
عفوا نسيتك .......
لم أعد تلك الوردة الشفافة خلف السحاب تبيد الحزن و الألم ...
تمتص كل جميل لتصير الأجمل ......
على قلبي اليوم صفحات جليد و لعنة قديمة وتراب اسود ....
تراب نمت عليه شجرة حزن كبيرة .......
ما عدت كالماضي ...أسير خلف قوافل النمل ...و أمثل دور الغبية ...
تلك التي رقصت على خط كهربائي كي يصفق الآخرون ......
فماتت و هم يصفقون ..........
كنت سأكون عمرا آخر ...و وطنا آخر .....
لولا تورطنا مع القدر .....
وأخيرا بعد سنوات ...تأتيني حروفك الغامضة ...
وأنا قد نسيتك أو تناسيتك........

بقلم ليلى عامر