رسالة الى جميع المرشحين .. من يستحق ان امنحه صوتي ؟

رسالة الى جميع المرشحين .. من يستحق ان امنحه صوتي ؟

د.عـلـي الجـابــري

كغيري من العراقيين فاني اعلن ان صوتي ليس للبيع كما يظن البعض عندما حاولوا شراء الاصوات والذمم ببطانية او مدفاة او مسدس بمكرمة من هذا او ذاك ، سرقوها من قوتنا وقوت فقرائنا !! وصوتي غال علي جدا لانني ربما هي المرة الاولى التي سأنتخب فيها .. فأنا لم اشارك في اية عملية انتخابية سابقة ولي موقفي الواضح منها.. لكنني ايقنت اليوم ان صوتي يجب ان يذهب لمن يستحق .. لكي لا يقوم اهل الخبرة في التزوير في منح صوتي لمن لا احب من دون علمي ، ولكي لا يبقى البلطجية والسراق وشذاذ الافاق ودعاة الطائفية والجهلة واصحاب الشهادات المزورة ومن قاموا بسرقة البطاقة التموينية من افواه الفقراء ، ومن فرّقوا الشعب الواحد الى فرق وطوائف متناحرة ، لكي يتلذذوا بعذابات اهل العراق الذين رضعوا من صدر دجلة والفرات .. وسأنتخب كل من ذاق طعم الخبز الاسود ايام الحصار الجائر وكل من كان يلهث وراء بضعة ليترات من الوقود لكي يأتي بالدفء لعياله عندما كان يفتك بنا البرد ؟؟ وسأنتخب كل من دافع عن وحدة العراق ولم يساوم عليها بالملايين المملينة التي كان يهبها من لا يملكها بل يسرقها من قوت عيالنا ؟؟ وسانتخب من لم يتلون بتصريحاته ويميل حيثما مالت الرياح واينما قادته مصالحه الشخصية ؟؟ فان ذاكرتي لا تخونني ابدا في فرز هؤلاء عن غيرهم ؟؟
ما يشجعني على ان اهب صوتي لصناديق الاقتراع هذه المرة هو كثرة اعداد المرشحين الذين اتوسم فيهم خيرا واملا في ان اُبقي ابواب التفاؤل مشرعة لابنائي لكي يعودوا الى احضان الوطن يوما ما .. خاصة وان لي ابنة لم يكتب لها القدر ان تتنفس العراق، لانها ولدت خارجه (عليلةً) تشكو الى الله من حرمها وحرم اهلها من عذوبة فرات العراق ؟؟
لكن لمن سأمنح صوتي ؟ ومن يستحق ان امنحه هذا الشرف الرفيع ولن اندم يوما على خيانته للامانة .. يا لها من حيرة .. فأصدقائي الذين قرروا خوض الانتخابات كثيرون وتوزعوا في مختلف القوائم التي ارى كثيرا منها تلبي ولو الحد الادنى من تطلعاتي وتطلعات اي عراقي يتمنى ان يعود العراق سيدا اسدا جسورا يهابه الصديق قبل العدو ..
فكرت كثيرا لعلّي اصل الى قرار اخير قبل ايام من الانتخابات لكنني مازلت في حيرة من امري .. كيف لي ان اصوت لاصدقائي (لرجل الدولة الدكتور اياد علاوي) ام (للوزير الشجاع والانسان الحر جواد البولاني) ام (للمثقف الانيق والصوت الهادر ابراهيم الصميدعي) , ام (لرفيق العمر اسامة الرفاعي) ام (لرفيق الدراسة الوطني الحر محمود الدحام) ام (لصاحب العمامة السوداء الذي غرد خارج سرب العمائم التي رضت بتدنيس ايران لارض العراق السيد اياد جمال الدين) ام (الشيخ احمد السامرائي ) وووووو كثيرون من الاصوات الشريفة.. لكنهم سامحهم الله تفرقوا بين القوائم والائتلافات التي لن تجد بدا الا ان تتفق وتتحالف بعد الانتخابات ويا ليتهم فعلوها قبلها!!
اعود لصوتي الذي يقلقني الى اين سيذهب والكثير من الكتل والقوائم تعلن وطنيتها وانتمائها للعراق رغم ان بعضها تضمر عكس ذلك !! لكنها وجدت ان لا مفر الا بأدعاء الوطنية والدفاع عن العراق الواحد بمن فيهم دعاة الفيدرالية والتقسيم ورجالات النهب والسرقة والطائفية التي شتتت العباد ودمرت البلاد ..
وهنا لدي رسالة الى جميع المرشحين الى هذه الانتخابات وليسمعوها جيدا لتكون فرصتهم الاخيرة في ضمان الفوز ، بعد ان يحصلوا على ثقتي وثقة ملايين العراقيين .. واخص بالذكر كل من كانوا يلهون ويمرحون في بلاد اوروبا وامريكا وغيرها من البلدان حتى جاءوا بعد الاحتلال وكأن لا رجال غيرهم في البلاد التي انجبت اعظم عظماء الارض ..
رسالتي لحملة الجنسية المزدوجة الذين ادوا القسم الغليظ ان يكون ولائهم للعراق وللدولة الاخرى التي ينتمون اليها .. ولا ادري ماذا يقول المراجع وكيف يفتون في شخص يؤدي القسم ان لا يخون بلده الاصل ولا يخون بلده الاخر الذي منحه الجنسية ؟؟ لمن سيكون ولائه عندما تتقاطع مصالح العراق مع بلده الثاني الذي ادى القسم على ان يحميه ويصونه ولا يخونه !!
رسالتي الى هؤلاء جميعا .. كيف يمكن لكم ان تقنعوا الناخب العراقي بشعاراتكم البراقة المليئة بالوطنية والتضحية وانتم تحتفظون داخل حقائبكم بتذاكر السفر للعودة من حيث اتيتم ؟؟ وهل يحق لكم ان تنافسوا العراقي الذي يمسك بارضه باسنانه ولم يتخلى عنها يوما من اجل عيون ايران او لندن او واشنطن او استراليا او السويد او غيرها من بلدان المنافي ..
من يقول انه كان مطاردا ومضطهدا فها هو ((عهد الدكتاتورية)) قد ولى كما تدعون ؟ فلماذا انتم متمسكون بجنسياتكم الاخرى وتبقون على عوائلكم خارج الوطن الذين قدّم لكم الكثير، وانتم لم تقدموا له الا الفتنة والنهب والسرقة !!
سأغفر لكم ويغفر العراقيون جميعا لكل من يجرؤ منكم ان يظهر على شاشات التلفاز ويمسك بجواز سفره غير العراقي ويعلن امام الملا انه قرر ان يحرق مراكب العودة ويمزق جوازه الاخر امام الناس ليعلن تمسكه بالعراق سواء فاز او لم يفز قبل الانتخابات وليس بعدها ..
اعلن وبشرف انني سأمنح صوتي لمن يجرؤ منكم على فعلها وسأحرض الناس على انتخاب كل من يقف برجولة وشرف وامانة ليعلن للعالم اجمع ان ما يعلن من موقف وطنية في حملته الانتخابية ليس دعايات انتخابية فارغة تهدف الى الضحك على عقول العراقيين (وحاشاهم ذلك) لانهم باتوا قادرين على التمييز بين الصالح والطالح .. بل هي مواقف مبدئية صادقة تبدأ من خلال اثبات حسن النوايا تجاه العراق وتعلن عن عشق الارض التي انجبت وتحملت المرارة والالم ولم تلفظ ابنائها الذين خذلوها في غير مرة ..
لو كان فيكم رجل شريف يدعي ان لن يبقي في قلبه غير الجنسية العراقية او الجواز العراقي فليفعلها ويمزق جوازة الاخر اما اعيننا جميعا ، خلال الساعات الاخيرة قبل الانتخابات ولينظر كيف سيقف العراقيون الى جانبه حتى وان كانت ذنوبه لا يحتملها الا الكريم الذي وحده يغفر الذنوب العظام ..
صدر العراق سيتسع لكم .. وانا اتحداكم ان تفعلوها !! ان كنتم امنتم ان الله حق وان العراق وحده الباقي وغيره زائل .. يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا الجواز الاوروبي او غيره ..