مواضيع اليوم

رسالة الى القذافي

فارس ماجدي

2011-02-28 22:27:30

0

 يا سيادة العقيد  يا رسول الصحراء ونبي الكون ..

اسمح لي يا سيادة العقيد أن أنحني أمامك وأن أطأطأ هامتي في حضرتك  . أن أمسح غبار الدهور عن أحلامك الوردية التي ما شاخت بعد  . أن أمسد جبهتك بنظرة تستغفر مقام جبهتك العلية . أن أتوضأ بشلال النور المتساقط  من جسدك الشريف ..

 اقف بين يديك محاولا تذكر من أنا الواقف بين يديك.. طغيان نورك الذي يشع كالصبح الجليل اذاب حضوري  ..وبهاء عينيك حولني الى  ذكرى من جسد يهتز كريشة عالقة في عاصفة قدسك الأعظم ..

أسمع الى الذين  يصفقون لك من قبورهم يهتفون بأسمك ينشدون بأخلاقك  يتعلقون بأسمالك  . وإن كان حظهم العاثر لم يسعفهم   في الوقوف بين يديك يسجدون لوجهك الكريم  ويسبحون بأنعمك الجليلة . أم  الأحياء فالأنك ابقيتهم أحياء فمهمتهم في هذه الحياة  أن  يعلموا الأطفال الذين سيولدون من ظهورهم  أسرار الصلاة إليك . يعلموهم كيف يستظهرون نشيد خلودك ...

شعبك وفيّ يا قذافي ... يغمره العرفان بالجميل .

 يا من  ارتجلت من هذه الصحراء بلداً وبنيت فيها خيمة خضراء وحولتها الى حلم .

 يا من  اخترعت الأشجار الخضراء  والغيوم التي تتناثر في السماء وخضضت بطن الصحراء التي أحرقتها الشمس ففاضت مدامعها بنهر كافور الحياة

. لقد  اخترعت العصافير التي تشدو باسمك والمساءات التي تسبح بحمدك . والآبار المكتظة بالذهب الأسود الذي يسيل هانئا تحت قدميك . واخترعت الصغار الذين سينفذون الزحف الأممي  المقبل. الزحف ضد الجرذان أتباع بن لادن وعصابة القاعدة   

سنظل أوفياء لك نلمّع حذاءك. نريدك حاكماً  من الوريد الى الوريد. لا نريدك ان تتوارى أن يتوارى وجهك  خلف التاريخ . نريد  مد  قامتك ليتسع صدرك لحقول الأوسمة والنياشين .

من دونك لا معنى لنا ولا قيمة . ستجهض الحبالى أجنتها  الذين انتظروا طويلاً.  كيف يأتون الى الحياة دون أن تباركهم  دون  أن تمسحهم بزيتك دون أن تعطيهم أسماؤهم ،ستتحول المدن مجرد مياتم مجللة بالدموع ستتحول الشوارع الى أحزمة من غبار . سيجف النهر العظيم وينضب ماؤه .   

يصعب تصور العالم من دونك سيدنا القائد . قد يستقيل النهار الى غير رجعة. وتنطفئ الشمس احتجاجا ويعم الظلام  ويطغى الحزن ...
 
انت ضؤ الصباح سيدي وأنت الفجر الذي أتى بيده سيف وفي حلقه جمر وفي رأسه رواية ما افتظت بكارتها بعد . ماو تسي تونغ ينظر اليك بحسد من مرقده. لينين يحسدك على سفرك  الأخضر. تولستوي يغار من رواياتك. والمتنبي من قصائدك.  

انت الثابت ثبات الجبال والبشر متغيرون .اوسمتك تزداد والقابك تتناسل ألقابا   وثيابك بهيجة مزركشة كأيام رعاياك في ليبيا الخضراء.

  الجماهيرالغفيرة والغفورة تجيئك كلما اشرت لها . تجدد هالة جبروتك.  خسئ الذين ينتخبون والذين يُنتخبون. ليس رئيساً لتلتف مواد الدستور على عنقه. ليتعثر بموعد انتهاء الولاية ويستجدي التجديد او التمديد. انه قائد ثورة. لن يذهب من دون ان يدفع البلاد التي اخترعها الى الجحيم الذي تفنن في اختراعه ...

 سيدنا القذافي يا رسول الصحراء وصاحب الرسالة الخضراء يا من رعيت الغنم صغيرا ككل الأنبياء أنت أكبر من هذه الفئران والجرذان التي خرجت من جحورها تعلن الثورة عليك فهذا الشعب ثلة من الأوباش وشذاذ الآفاق موتورين لا يعرفون عظمة رسالتك وجلال تعاليمك .. يريدون صلبك كالمسيح .. لا تبتأس سيدي .. سيعيدك التاريخ من قبرك كما عاد المسيح وبوذا وكنفوشيوس وزرادشت لكنه سيعيدك فوق كل هؤلاء فلا تبتأس .. كل العظماء رحلوا وتركوا تعاليمهم وآثارهم وأنفاسهم وذكراهم وذاكرتهم وتاريخهم وأمجادهم .. الثورة لم تهرم يا رسول الصحراء ودينك الجديد  يعتمل في القلوب ويغذو الأرواح والأدواح  فلا تبتأس من الذين  ثقبوا  جدار القلعة وأدخلوا الرياح ومن الذين نزعوا صورتك.. ومن الذين مزقوا الكتاب الأخضر المقدس ..

لا تبتأس من الذين أرسلوا الرياح من تحت جناحيك وأضرموا نيران حقدهم في ثوبك المزركش الذين يتلمظون عطاشا بعد أن أرويتهم بعد أن اعتصرت لهم سحب الصيف ورمال الصحراء ماء سلسبيلا .. لكنهم سيظلون عطاشا ... سيقتلونك سيدي وسيغسلون ايديهم من دمك الطاهر .. فلا تأسى  ... سيعلمون بعد أن لا ينفعهم علمهم أن الحجر الذي رموه هو حجر الزاوية.. وأن البناء الذي هدموه هو قدس الأقداس وأن الرسول الذي أدمعوا عينيه وأراقوا دمه الطاهر على مذبح جهلهم وجاهليتهم هو رسول الكون الذي لن يلده الكون مرة أخرى ..

 يا من جمعت الرياح الأربع في كفيك ومياه البحار في ثوبك ونجوم السماء في قلبك والشمس   في روحك والقمر في قلبك ..  لا تأسى ولا تبتأس من هؤلاء الجهلاء الذين لا يعلمون فاغفر لهم لأنهم لا يعلمون ...   


انك الملهم والمحرض والمفجر ألهمت الكثيرين.حرضت الكثيرين .. كيما يكونوا بشرأ أسوياء وأناسا أصحاء  .    

 اسمعهم يهتفون  في الساحات وعلى الشاشات. يريدون لشمسك ان تأفل ولنجمك أن يغيب . ولكتابك ان يطوى.و لقصتك ان تهاجر الى متاحف التاريخ.. ويحهم لا يعلمون أي كارثة يصنعون واي نبي يقتلون .. نبي تشع الحكمة من بين أصابعه .. نبي عصمته آلهة السماء من كل خطأ وخطل .. نبي كوني سرى نوره في الآفاق ليهدى النفوس والعقول الى الانعتاق من أسر الحياة البغيضة .. ليتحولوا الى ملائكة ترف بأجنحتها في عالم من النور الخالص .... .

كان صدام حسين يقول انه يحتفظ برصاصة لرأسه لكنهم لم يعطوه الفرصة لكي يفعلها..  .كان يحتفظ بتلك الرصاصة  كي لا يعطي أعداءه متعة التشفي برؤيته مقيدا يساق الى مذبحه..  لكنه في اللحظة الأخيرة وأمام الحبل الذي تدلى من رحم القدر الذي أدرك مدى عبثه كان عليه أن يهزم القدر والتاريخ والموت كان عليه أن يهزم كل العقول والأقلام  وكل    الذين سيأتون بعده .. لذا وقف هازئا بالموت .. وهازئا بالقدر الذي أختاره الى هذه النهاية المدوية.. لم يكن صدام في تلك اللحظة يمارس فعلا رمزيا يحوله الى رمز بقدر ما كان يجسد رسالة كونية جاءت على حين إغفاءة من زمن تحرك في اتجاه معاكس لمشروعه

 لذلك لم يكتمل مشروعه

 كان مشروعه مؤجلا أما أنت يا سيادة القائد أما مشروعك فقد أنجز ورسالتك تمت .. ولم يعد ثمة ما يقال أو يكتب .  

هذا الشعب لم يخلق لك ولم تخلق له .. فارحل .. فذكرى رسالتك ستعم الكون .. وسيرتد العالم الى كتابك الأخضر ينهلون منه تعاليمك

انا كبير المداحين. انا المؤتمن على اهراءات البخور سيدي . سأقول الحقيقة قبل ان استقيل من  مديحك .

 ازفت الساعة سيدي وحان وقت الرحيل ...   ..فلا تبتأس ولا تأسى لهؤلاء الرعاع الأوباش خفافيش الظلام .... فهم أناس طلبوا الحرية ولا يعلمون أن الحرية قيود في أيديهم وأغلال في أعناقهم ....

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !